تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[28 Feb 2007, 12:28 ص]ـ

قال العلامة الألباني رحمه الله تعالى:

(أرى لزامًا عليّ أن أنبه على خطأ شائع من كثير من طلاب العلم وغيرهم ألا وهو: أنهم إذا كانوا في مجلس علم وأراد أحدهم أن ينزع بآية وأن يستدل بها أو أراد أن يسأل عن دلالتها أو عما ينبغي التوفيق بينها وبين حديث ما يقول السائل: قال الله عز وجل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ) مثلًا، أو قال: قال الله تعالى بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ونحو ذلك من الأقوال، فهذا خطأ محض فيه نسبة شيء إلى الله لا يقصده القائل ولكنه يدان بلفظه فيقع في مخالفةِ قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (إياك ومايعتذر منه)، فنحن حينما نستدرك على بعض الناس فنقول لهم أين قال الله:أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ) لايوجد شيء من هذا إطلاقًا، لكن أدري كما يدري كل فرد منكم إن هذا القارئ أو هذا المستدل أو هذا السائل إنما يقول هذه الكلمة ويذكر هذه الاستعاذة بين يدي الآية إعمالًا منه أو تطبيقًا منه لقوله تعالى: (فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ) هكذا يقولون حينما نعترض عليهم مذكرًا لهم بأن هذا لاينبغي أن يكون كذلك، لأنك قولك قال الله بعد كذا يعني أن الله قال أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا) وبخاصة إذا قيل قال الله بعد أعوذ بالله،هذه البعدية إنما تتعلق به ولاتتعلق بالله تبارك وتعالى،وعلى ذلك فينبغي لكل من ساق آية يريد الاستدلال بها أو يريد السؤال عنها أن يتلوها مباشرة ولا يقول قال الله تعالى أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ) ولايقول قال الله بعد أعوذ بالله وإنما رأسًا يذكرها فيقول ما التوفيق بين قوله تعالى: (فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ) وبين حديث كذا، هكذا يجب أن تنتبهوا، حتى لا تقعوا في مؤاخذة مخالفة قول الرسول عليه السلام: (إياك ومايعتذر منه)، (لاتكلمن بكلام تعتذر به عند الناس) دائمًا الناس يقولوا: والله قصدت كذا، ياأخي قصدك في قلبك لايعرفه إلا ربك، لكن أحسن التعبير عن قصدك بلفظك، ألم تسمعوا إنكار الرسول عليه السلام الشديد على ذلك الصحابي الذي سمع موعظةً من النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقام ليظهر خضوعه واتباعه وإطاعته للنبي بقوله: ماشاء الله وشئت يارسول الله، فماذا كان موقفه عليه السلام قال: (أجعلتني لله ندًّا؟! قل ماشاء الله وحده) أترون بأن هذا الصحابي قصد بقوله مخاطبًا لنبيه: "ماشاءالله وشئت" أن يجعله شريكًا مع الله؟ ماآمن برسول الله يقينًا إلا فرارًا من الشرك، إذن لماذا بالغ الرسول عليه السلام في الإنكار عليه بهذه العبارة الشديدة: (أجعلتني لله ندًا قل ماشاء الله وحده)، إذن لاينبغي أن تسوغوا أخطاءكم اللفظية بصوابكم القلبي، هذا لا يسوغ ذاك فعلينا إذا تكلمنا بكلام أن يكون كلامنا مطابقًا لحسن قصدنا و وألايكون كلامنا سيئًا وقصدنا حسنًا بل يجب أن يطابق اللفظ مافي القلب هذه تذكرة وهذه تنفع المؤمنين إن شاء الله).

من الشريط رقم 33 من سلسلة فتاوي جدة

ـ[ابن جرير العربي]ــــــــ[10 Apr 2007, 06:24 ص]ـ

فوائد كثيرة وطيبة انتفعت بها

وهل هناك بحث خاص بمسائل الاستعاذة؟

ـ[فاضل الشهري]ــــــــ[10 Apr 2007, 09:04 ص]ـ

جزاك الله خيرا أبا مجاهد على هذه الفائدة وقد تفاعل الفضلاء معك ومنهم (أبو خالد السلمي) ومما قال:

ثانيا: ألا يمكن أن يقال إن الاستعاذة هنا جملة اعتراضية، ومفهوم من السياق والقرائن أنها ليست من القرآن، فيكون مثلها مثل جملة (تعالى) فأنت عندما تقول: قال الله تعالى الحمد لله رب العالمين

وتعليقاً على كلامه أقول: الفرق ظاهر وكبير بين كلمة تعالى، وكلمة: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم؛ فكلمة تعالى _ وما أشبهها من جمل وكلمات الثناء _ ظاهرة الاتصال بلفظ الجلالة، ثم هي تصلح أن تكون قولاً له تعالى، فقد جاء في القرآن الكريم أنه قال: (تَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) (النحل: من الآية3) غيرها.

أما كلمة أعوذ بالله من الشيطان الرجيم فلا تصلح بحال من الأحوال أن تكون من كلام الله لا عقلاً ولا شرعاً.

وعليه _ شيخَنا الكريم _ تكون وجهة نظرك _ من وجهت نظري _ ليست في محلها، مع تقديري لمشاركتك.

وعليه أقول _ولعل هذا الملتقى المبارك يجمعنا أكثر من القسم وممرات الكلية _الفرق بين كلمة تعالى وكلمة أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ظاهر وليس بكبير، وما ذكرت في تعقيبك من أن كلمة تعالى تصلح أن تكون قولا لله واستشهدت بالآية فقد أخذت كلمة تستشهد بها ولو فعل أبو خالد السلمي أو غيره كما فعلت لوجد ما يشهد لقوله مثلا قوله أعوذ هي من كلام الله في قوله تعالى (وأعوذ بك من همزات الشياطين)

وبقية الجملة (فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم)، ومع ما في كلامك من فائدة كما ذكر الدكتور عبد الرحمن، ألا أنني أميل لما قاله الدكتور أنمار، وينبه الطالب كما ذكرت وجزى الله الجميع خيرا0

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير