تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[عمر المقبل]ــــــــ[09 May 2004, 01:04 ص]ـ

هذا النقل الذي تفضل أخونا ابو مجاهد بنقله عن ابن القيم، يكاد يكون بحروفه في قاعدة كتبها شيخه شيخ الإسلام ابن تيمية، عنوانها: (قاعدة في الصبر) ضمن جامع المسائل 1/ 165.

ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[09 May 2004, 07:32 ص]ـ

أشكر أخي الكريم عمر المقبل على تنبيهه السابق.

ومن باب الأمانة في النقل أنبه على أني قد نقلت الموضوع السابق من موقع صيد الفوائد، وقد ذكر بلا مرجع، ولما قرأت المشاهد المذكورة فيه ذكرتني بكلام لابن القيم في مدارج السالكين، فأضفت الإحالة إليه من عندي وهي ليست في المقال السابق الذي يظهر أنه منقول من المرجع الذي ذكره الشيخ عمر.

وأما كلام ابن القيم فهذا نصه في مدارج السالكين عند كلامه عن منزلة الخُلق. قال رحمه الله:

(وههنا للعبد أحد عشر مشهداً فيما يصيبه من أذى الخلق وجنايتهم عليه.

أحدها: المشهد الذي ذكره الشيخ رحمه الله. وهو مشهد القدر وأن ما جرى عليه: بمشيئة الله وقضائه وقدره. فيراه كالتأذي بالحر والبرد، والمرض والألم، وهبوب الرياح، وانقطاع الأمطار. فإن الكل أوجبته مشيئة الله. فما شاء الله كان. ووجب وجوده. وما لم يشأ لم يكن. وامتنع وجوده. وإذا شهد هذا: استراح. وعلم أنه كائن لا محالة. فما للجزع منه وجه. وهو كالجزع من الحر والبرد والمرض والموت.

فصل

المشهد الثاني: مشهد الصبر فيشهده ويشهد وجوبه، وحسن عاقبته، وجزاء أهله، وما يترتب عليه من الغبطة والسرور. ويخلصه من ندامة المقابلة والانتقام. فما انتقم أحد لنفسه قط إلا أعقبه ذلك ندامة. وعلم أنه إن لم يصبر اختياراً على هذا -وهو محمود- صبر اضطراراً على أكبر منه. وهو مذموم.

فصل

المشهد الثالث: مشهد العفو والصفح والحلم فإنه متى شهد ذلك وفضله وحلاوته وعزته: لم يعدل عنه إلا لعشى في بصيرته. فإنه "ما زاد الله عبداً بعفو إلا عزاً" كما صح ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم. وعلم بالتجربة والوجود. وما انتقم أحد لنفسه إلا ذل.

هذا، وفي الصفح والعفو الحلم: من الحلاوة والطمأنينة والسكينة، وشرف النفس، وعزها ورفعتها عن تشفيها بالانتقام: ما ليس شيء منه في المقابلة والانتقام.

فصل

المشهد الرابع: مشهد الرضى وهو فوق مشهد العفو والصفح وهذا لا يكون إلا للنفوس المطمئنة، سيما إن كان ما أصيبت به سببه القيام لله. فإذا كان ما أصيب به في الله، وفي مرضاته ومحبته: رضيت بما نالها في الله. وهذا شأن كل محب صادق، يرضى بما يناله في رضى محبوبه من المكاره. ومتى تسخط به وتشكي منه، كان ذلك دليلا على كذبه في محبته. والواقع شاهد بذلك، والمحب الصادق كما قيل:

من أجلك جعلت خدي أرضا__للشامت والحسود حتى ترضى

ومن لم يرض بما يصيبه في سبيل محبوبه، فلينزل عن درجة المحبة. وليتأخر فليس من ذا الشأن.

فصل

المشهد الخامس: مشهد الإحسان وهو أرفع مما قبله. وهو أن يقابل إساءة المسيء إليه بالإحسان. فيحسن إليه كلما أساء هو إليه. ويهون هذا عليه علمه بأنه قد ربح عليه. وأنه قد أهدى إليه حسناته، ومحاها من صحيفته. وأثبتها في صحيفة من أساء إليه. فينبغي لك أن تشكره، وتحسن إليه بما لا نسبة له إلى ما أحسن به إليك.

وههنا ينفع استحضار مسألة اقتضاء الهبة الثواب. وهذا المسكين قد وهبك حسناته. فإن كنت من أهل الكرم فأثبه عليها، لثبت الهبة. وتأمن رجوع الواهب فيها.

وفي هذا حكايات معروفة عن أرباب المكارم. وأهل العزائم.

ويهونه عليك أيضاً: علمك بأن الجزاء من جنس العمل. فإن كان هذا عملك في إساءة المخلوق إليك عفوت عنه. وأحسنت إليه، مع حاجتك وضعفك وفقرك وذلك. فهكذا يفعل المحسن القادر العزيز الغني بك في إساءتك. يقابلها بما قابلت به إساءة عبده إليك. فهذا لابد منه. وشاهده في السنة من وجوه كثيرة لمن تأملها.

فصل

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير