ـ[عبدالكريم عزيز]ــــــــ[30 May 2010, 10:20 ص]ـ
شكر الله لفضيلة الشيخ الدكتور مساعد الطيار وجزاكم خيرا على الجهود المبذولة من طرفكم في مجال التأصيل في هذا العلم الجليل. ونحن سعداء إذ نتتلمذ على أيديكم في هذا الملتقى المبارك. حفظكم الله وسدد خطاكم ووفقكم لما يحبه ويرضاه.
بالنظر إلى ما تحصّل من خلال المقالة التأصيلية يتبين أن تلك التفاسير أو الاستشهادات هي على سبيل القياس. وهذا في نظري يؤكده روح القرآن والسنة، إذا اعتبرنا أن ما جاء في القرآن الكريم مخبرا عن الأقوام السابقين صالح قياسا للاعتبار، وذلك كي لا يقع المسلمون في أخطاء من سبق من الأمم.
وأورد هنا بعض الأمثلة من القرآن والسنة وسيرة الصحابة رضوان الله عليهم:
- {اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ* صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ*} الفاتحة الآيتان 6 - 7
- {أَمْ تُرِيدُونَ أَن تَسْأَلُواْ رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ مُوسَى مِن قَبْلُ وَمَن يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالإِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ} البقرة108
- {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقُولُواْ رَاعِنَا وَقُولُواْ انظُرْنَا وَاسْمَعُوا ْوَلِلكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ} البقرة104
- لتتبعن سنن من كان قبلكم، شبرا بشبر وذراعا بذراع، حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم). قلنا: يا رسول الله، اليهود والنصارى؟ قال: فمن
- لما نزل برسول الله صلى الله عليه وسلم، طفق يطرح خميصة له على وجهه، فإذا اغتم كشفها عن وجهه، وهو كذلك يقول: (لعنة الله على اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد). يحذر ما صنعوا.
- سألت أبي: {قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا}. هم الحرورية؟ قال: لا، هم اليهود والنصارى، أما اليهود: فكذبوا محمدا صلى الله عليه وسلم، وأما النصارى: كفروا بالجنة وقالوا: لا طعام فيها ولا شراب، والحرورية: {الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه}. وكان سعد يسميهم الفاسقين.
- عن أبي موسى قال: قلت لعمر: إن لي كاتبا نصرانيا قال: ما لك قاتلك الله، أما سمعت الله تعالى يقول: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض} ألا اتخذت حنيفيا؟ قال: قلت: يا أمير المؤمنين لي كتابته وله دينه، قال: لا أكرمهم إذ أهانهم الله، ولا أعزهم إذ أذلهم الله، ولا أدنيهم إذ أقصاهم الله
كما أن ربط الاستشهادات بالأمثال عن طريق الشبه، وذلك لأن الاستشهاد بالآية كما الاستشهاد بالمثل، كل منهما يحتاج إلى ضوابط علمية تصون مستعمليها عن الزلل الحاصل عن الاستعمال الفاسد.
فمن حيث فقه الأمثال يحتاج إلى العالمية لأن القضية تحتاج إلى التذكر والتفكر
يقول تعالى:
{تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} إبراهيم25
{وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ} العنكبوت43
{لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} الحشر21
بينما يكون الضلال في حالة الاستعمال السيئ للمثال:
{انظُرْ كَيْفَ ضَرَبُواْ لَكَ الأَمْثَالَ فَضَلُّواْ فَلاَ يَسْتَطِيعْونَ سَبِيلاً} الإسراء48
بارك الله فيكم،ونحن بانتظار المزيد من عطاءاتكم المتميزة
وتقبلوا فائق التقدير والاحترام
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[30 May 2010, 10:39 ص]ـ
أسئلة الأخت أم عبد الله أسئلة وجيهة وتستحق الرد من صاحب الموضوع د مساعد.فهي تسأل عن: قاعدة العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، هل هي على إطلاقها أم هناك ما يخصصها، هذا محير!
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[30 May 2010, 10:55 ص]ـ
في حديث أبي واقد الليثي، رضي الله عنه: (أنَّهُمْ خَرَجُوا عَنْ مَكَّةَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى حُنَيْنٍ، قَالَ وَكَانَ لِلْكُفَّارِ سِدْرَةٌ يَعْكُفُونَ عِنْدَهَا وَيُعَلِّقُونَ بِهَا أَسْلِحَتَهُم،ْ يُقَالُ لَهَا: ذَاتُ أَنْوَاطٍ، قَالَ: فَمَرَرْنَا بِسِدْرَةٍ خَضْرَاءَ عَظِيمَةٍ، قَالَ: فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اجْعَلْ لَنَا ذَاتَ أَنْوَاطٍ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قُلْتُمْ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِه،ِ كَمَا قَالَ قَوْمُ مُوسَى: اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةً قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ، إِنَّهَا لَسُنَنٌ لَتَرْكَبُنَّ سُنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ سُنَّةً سُنَّة.) وعند ابن أبي عاصم في كتاب السنة: (ونحن حديثو عهد بكفر)
هذا الحديث رواه الإمام أحمد21390، والترمذي 2180وقال: حسن صحيح، وابن أبي عاصم في السنة، وقال المناوي: إسناده صحيح، وصححه الألباني في رياض الجنة رقم 76]
هذا الحديث دل دلالة واضحة على إسقاط قول الكافرين على المؤمنين. ومثله كثير في القرآن والسنة والآثار.
أنا أظن أن أمر الإسقاط ليس ممنوعاً على اطلاقة. لأن السبب الرئيس في إنزال قصص الكافرين وأحوالهم هو لأجل الإعتبار والحذر. أظن أن الدكتور مساعد سيعمل على إعادة النظر بتلك المسألة. فكلنا يؤخذ منه ويرد ويوضحها من الإشكال الذي يشوبها ولن يترك الموضوع الذي أثاره فضيلته على تلك الشاكلة. وإني أظنه أهلاً لذلك.
¥