ـ[المقرئ]ــــــــ[25 Jul 2004, 06:52 م]ـ
نسيت أن أضيف معنى جميلا ذكره بعض المفسرين في قوله " أشد الناس عداوة " احتراز من جنس الشياطين وأبيهم إبليس
المقرئ
ـ[السبط]ــــــــ[26 Jul 2004, 05:02 م]ـ
أستسمحكم عذرا بإقحام نفسي في هذا الموضوع وأرجو الله لكم التوفيق للوصول إلى حكم الله في هذا الأمر ...
إن اللاهث وراء الهدى لابد واصل (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا)
هل تتفقون معي بأن المحبة والمودة أمران في طبيعتهما قهريان كما أن الكراهية والبغضاء قهريان أيضاً
فنحن نحب ونكره بطبيعتنا ولا ندرك في كثير من الأحيان لماذا وكيف أحببنا أو كرهنا شخصا ما، فهذان أمران يقعان في وجدان المرء يتحركان وفق قوانين وجدانية يصعب على الكثير التحكم فيها، ولعل بعض ما يؤثر في حركتهما ما يلي:
1. الشهوات الجسدية والماديةك من يقضي للمرء شهوته سيكون محبوبا له وسيحصل على مودته (وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً) (زين للناس حب الشهوات ... )
2. الحاجات الروحية والعقليةك من يستطيع أن يكون ملجأً للمرء في مشاكله النفسية ومن يقدم العلم النافع للمرء سينال محبته ومودته (إِنَّمَا اتَّخَذْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا مَّوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا)
3. الثقافة العامة والعقائد المكتسبةك (إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ) (فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ) فلنا أن نفهم أن إبراهيم أحب الكوكب لأنه ربه المفترض فلما أفل ترك حبه.
هكذا تتكون لدى كل فرد منا علاقات مع الأشياء مبنية على المحبة والمودة وعلاقات أخرى مبنية على الكراهية والبغضاء، فهل يريد الشرع لنا أن نكره من نحب أو أن نحب من نكره بدون تفصيل.
فنحن نحب المال فهل علينا أن نكره المال لأنه شهوة مزينة
نحن نحب شهوة النساء فهل علينا أن نكره ذلك ...
....
ومن بين هذه الأمور المحبوبة لدى الناس بالطبيعة هم الآباء والأمهات والأخوة والأخوات والزوجات والأبناء والأصدقاء والعشيرة ...
فهل علينا بمجرد الدخول في الإسلام جبر النفس على كرههم وعداوتهم إذا لم يسلموا دون أي تفصيل؟
? (وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا) هكذا يجب أن نتعامل مع الآباء
? (اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى*فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا) فهل كان الرسل يمارسون الكره وهم يدعون الناس إلى الله ومن سيقبل منهم ذلك ومن سيستجيب لهم على هذه الحال ..
إذاً فمن علينا أن نحب ومن علينا أن نكره ومتى يكون ذلك؟
(فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ) لم يزل آزر على كفره منذ أرسل إبراهيم إلى قومه إلى أن تبين لإبراهيم أن آزر عدو لله بحسب الآية، فما معنى العداوة هنا؟ فآزر لا يزال قائماً على الكفر منذ اللحظة الأولى، وهذا أمر بيِّن لإبراهيم فهو يدعوه لعبادة الله وحده وترك عبادة الأصنام، أظن أن العداوة هذه هي كعداوة إبليس لله فعندما تبين إبراهيم ذلك من أبيه آزر (أي أنه ليس كافراً بالله فحسب وإنما بات عدوا لله) تبرأ منه.
(قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ .. ) أحب صيغة تفضيل وهي تذم من يحب أولئك حباً يزيد على محبته لله والرسول، دون تفريق بين أن يكونوا مؤمنين أو غير مؤمنين بدليل الآية التي سبقتها ( .. لاَ تَتَّخِذُواْ آبَاءكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاء إَنِ اسْتَحَبُّواْ الْكُفْرَ عَلَى الإِيمَانِ .. ) فأظن أن المحبة هذه غير مرفوضة بالشرع رفضاً محضاً وإنما إن وضعت موضع التفضيل وجب على المسلم تقديم محبة الله ورسوله قولا وعملاً على محبة غيره بما في ذلك المال والنفس والولد وما دونهم.
¥