تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

لما أتم ذو القرنين بناء السد شكر الله و ذكر أن للسد مع متانته أجلاً ينتهي فيه ككل مخلوق، فانتقل إلى التذكير بالوعد الحق و هو قيام الساعة و زوال كل ما على الأرض فقال "و كان وعد ربي حقًا".

{فرددناه إلى أمه كي تقر عينها و لا تحزن و لتعلم أن و عد الله حق و لكن أكثرهم لا يعلمون}

أي و لتعلم أن وعده تعالى برده إليها حق و هو وعده السابق لها في قوله {إنا رادوه إليك و جاعلوه من المرسلين} و التقدير و لكن أكثرهم لا يعلمون أن وعده حق و المراد وعده تعالى بالبعث.

{و الخيل و البغال و الحمير لتركبوها و زينة و يخلق ما لا تعلمون. و على الله قصد السبيل و منها جائر}

و المعنى إلى الله السبيل القاصدة المستقيمة و هي طريق الشرع أما غيرها من طرق الشيطان فجائر محفوف بالمخاطر.

{الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث و لا فسوق و لا جدال في الحج و ما تفعلوا من خير يعلمه الله و تزودوا فإن خير الزاد التقوى}

انتقل من الاجتماع العالمي الحاشد و التزود له بالمأكل إلى التذكير بالحشر و التزود له بالتقوى.

{يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسًا يواري سوءاتكم و ريشًا و لباس التقوى ذلك خير}

ذكر زينة الظاهر باللباس، ثم لفت النظر لخير ما يتجمل به المؤمن و هو زينة الباطن بالتقوى.

{و الاتي تخافون نشوزهن فعظوهن و اهجروهن في المضاجع و اضربوهن فإن اطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلاً إن الله كان عليًا كبيرًا}

نقل القارئ من ظنة السيطرة و الاستعلاء لدى الزوج إلى تذكيره بأن عليه رقيبًا أعلى و أكبر.

و لا ننس أن نختم كلامنا بالحديث عن مكانة هؤلاء المستشرقين المعادين للقرآن، يقول عباس العقاد في (الإسلام دعوة عالمية) ص173:

و هناك أوهام كثيرة أشاعها المستشرقون بسبب تفسيراتهم الخاطئة لكثير من أمور اللغة و الدين. و منها ما كتبه بعض المستشرقين تفسيرًا لاسم أبي بكر رضي الله عنه من أنه "أبو العذراء"!!

و منها ما قالوه في تفسير لمعنى "القصيد" من أنه المقصود!!

و منها أيضًا ما تورط فيه ذلك المستشرق من خطأ معيب في تفسيره لقوله تعالى: {و ترى الملائكة حافين من حول العرش}.

بقوله: "أي بدون أحذية"!!

ذلك أنهم على غير علم دقيق باللغة العربية، و ليس هذا غريبًا فهم لا يفهمون أدب أمتهم و لا يجيدون معرفة هذا الأدب في لغتهم. فمن باب أولى ألا يحسنوا فهم الأدب العربي! و قد كانت لهم مكانة أكثر مما يستحقون حتى وقفنا أمامهم و وضعناهم في موضعهم!

انتهى الاقتباس

و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير