ثم لا أعذر أحدًا قبل الكلام في مسألة وقوع المجاز في القرآن من قراءة كتاب الشيخ محمد الأمين الشنقيطي الموسوم بـ " منع جواز المجاز في المنزل للتعبد والإعجاز " فإذا فهمه وفقهه كما ينبغي، فليتحدث بعد ذلك عن المجاز أو ليتركه.
واختصارًا للكلام ـ أيها الأحبة ـ فإن إثبات المجاز بما عليه المتأخرون وأهل الكلام، لم يثبت عن الصحابة والتابعين وأتباعهم مطلقاً، وإنما أحدثه المعتزلة والجهمية وأهل الكلام ومن قلدهم في ذلك من الأشاعرة والماتريدية.
وقد أشبعه شيخا الإسلام ابن تيمية وابن القيم بما لا مزيد عليه، وكذا الشيخ الشنقيطي في رسالته الآنفة الذكر.
مع التنبيه إلى أمر مهم جدًا، وهو أن المجاز يطلق على أمرين:
الأمر الأول: ما يجوز في اللغة. فهذا لا خلاف في صحته ووقوعه في القرآن.
مثل: إطلاق كلمة " أسد " على الحيوان المعروف، وعلى الرجل الشجاع.
ومثل: إطلاق كلمة " القرية " على البيوت بدون سكانها وإطلاقها على أهلها وسكانها.
ومثل: إطلاق كلمة " العين " على العين الباصرة، وعلى عين الماء وغير ذلك.
الأمر الثاني: مقابل الحقيقة وقسيمها، وهذا الذي ابتدعه أهل الكلام ونفاه كثير من أهل السنة.
أما ما ذكرت ـ أخانا الشرباتي ـ من قولك: ربما كان القول بأنها ممن يسير بالنميمة والوقيعة بين الناس أبلغ في مهاجمة زوجها أبا لهب---فعندما تتعرض لشخص من علية الكون واصفا زوجته بأخلاق سوء تكون قدبلغت الغاية في نقده ونقضه.
فكلام أعجب من أن تذهب إليه؛ لتثبت أن " حمالة الحطب " مجاز.
ولا أجد ردًّا عليه بأحسن مما رد به أخونا أبو عبد المعز ـ أعزنا الله وإياه بطاعته ـ فنحن وإياك نتفق أن ذكر امرأتي نوح ولوط بما ذكرتا به من الكفر وهو أبلغ ما يكون في وصفهما بأقبح الأخلاق قاطبة، لا يعني من أي وجه نقد زوجيهما ـ عليهما السلام ـ ولا القدح فيهما، ولو قال بذلك قائل لاستحق التعزير.
مع أني أتفق معك في أنك حين تذكر امرأة شخص من العلية بنقيصة أو مسبة، فإن في ذلك ما قد يكون نوع مسبة له، لكن أن تكون قد بلغت الغاية نقده ونقضه ـ على حد تعبيرك ـ فلا يسلم لك مطلقًا.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[09 - 04 - 2005, 03:51 م]ـ
البصري
واضح من كلامي أنني أفكر بصوت عال ولم أجزم فهدىء من روعك---وفكر معي في هذه الآية التي قال عنها بعض المفسرين أنها تحمل الحطب في جهنم ليوقد تحت زوجها---فهل هذا المعنى مما يقبل؟؟
إن التدبر في كتاب الله بحسب اللغة العربية وما تقتضيه من فنون أمر محبذ--واعذرني فقضيتكم خاسرة في محاولة نفي المجاز--ولقد قال لي العديد من مفكريكم الحاليين أنهم لا يؤيدونها فلا تحمل السلم بالعرض
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[09 - 04 - 2005, 06:03 م]ـ
الاخ جمال ....
اما اعتبار الكناية فرعا من المجاز ........ فهذا ضعيف ..... والصواب ان تقول الكناية قسيم المجاز ....
والمشهور عند ارباب البيان .. القسمة الثلاثية:
التشبيه
المجاز
الكناية ...
والكناية على الصحيح ... من باب الحقيقة ... لكن مع ارادة اللازم .....
الكناية مقابل التصريح ....
المجاز مقابل الحقيقة .....
أما قولك: إن التدبر في كتاب الله بحسب اللغة العربية وما تقتضيه من فنون أمر محبذ ....
هذا القول ليس على اطلاقه .... فليس كل معنى مقبول فى اللغة ... يليق بالقرآن ... خذ
مثلا ... من الشعر ... فقد حبذوا المبالغات ... والتعليلات الشعرية الطريفة ... حتى قيل اعذب الشعر اكذبه .... وهذا لا يليق بالقرآن قطعا ..... اما الفنون التى ذكرتها ... فبعضها مدخول ... خاصة ما ابتكره المتكلمون ..... مثل طاغوت المجاز ...
أما قولك: واعذرني فقضيتكم خاسرة في محاولة نفي المجاز ....
فجوابه: هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين ....
ثم كم ينطبق عليك المثل رمتني بدائها وانسلت .... اتهمت اخوانك بالاقصاء .... مع انك ... تستعمل ضميري نحن وانتم ... فقلت مفكريكم .... فهلا وضحت مرجع الضمير فى "كم" ...
وللتوضيح ... فمصطلح "مفكرون"متهافت ... يثير الضحك ... فكل انسان مفكر ... وكل عاقل يفكر ... فالتلميذ مفكر .. وبائع البطاطا مفكر ... وقد قال الكافر ديكارت يوما ... ان الفكر هو الموزع بالعدل بين الناس .... وان كنت تقصد طبقة ممتازة من المسلمين ..... تفكر لغيرهم ... فلا كهنوت فى الاسلام .... ونحن نسميهم مجتهدين .... وفقهاء .... اما ما يسمى بالفكر الاسلامي ..... فليس بشىء ..... والدليل هات لى مسألة واحدة فى العقيدة اتفق عليها ... المفكرون ... ونحن ليسنا مستعدين لاهلاك اعمارنا فى قيل وقالوا ....
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[10 - 04 - 2005, 08:25 م]ـ
أبا عبد المعز
لقد تاكدت من قولك أن الكناية قسيم التصريح كقوله تعالى
((وَرَبائِبُكُمُ الّلاتي في حُجُورِكُم من نِسائِكُم الّلاتي دَخَلتُم بِهِنَّ فإن لم تكونوا دَخَلتُم بِهِنَّ فلا جُناحَ عَليكُم)) فقد كنى بالدخول وأراد لازمه وهو الوطء
¥