تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[أبوأيمن]ــــــــ[21 - 04 - 2005, 01:38 ص]ـ

بارك الله فيك ونفع بك أستاذي الحبيب أبا عبد المعز

ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[21 - 04 - 2005, 04:09 ص]ـ

وفيك بارك ... اخي أبو ايمن ...

4 -

سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ {1} الإسراء

*********

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا {1} الكهف

*********

مطلعان كريمان تجاورا فى المصحف فى منتصفه: مطلع "الاسراء" و مطلع "الكهف" ... ومن تأمل هذا التجاور ... طاف بذهني الخواطر التالية:

الاول:

تطابق المطلعان .... من حيث الاشارة الى الصعود والنزول .... فبينا مطلع الاسراء يشير الى ... حدث الاسراء وما اعقبه من معراج .... وهو صعود ... نص مطلع الكهف على وصول القرآن الى عبد الله ..... وهو نزول.

الثاني:

كل من الصعود والنزول ... يتعلق .. برسول الله صلى الله عليه وسلم ... أعرج به ...... وانزل عليه ..... وفى المطلعان معا دل على الرسول صلى الله عليه وسلم تعبير واحد: "عَبْدِهِ" ...

الثالث:

تشابه المطلعان ... بالنظر الى خصوص التركيب .. :ففيهما معا اخبار بحدث وتعليل له ... :

تعليل "الاسراء"ب"لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا "

وتعليل انزال القرآن ب"لِّيُنذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِين".

الرابع:

تجاور المطلعان .. هنا ... وفى الوقت ذاته ينتسبان الى مجموعتين مختلفتين:

فمطلع الاسراء .... "سبحان" له صلة بذوات التسبيح ... وهي سبع سور:

الحديد: سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ {1}

الحشر: سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ {1}

الصف: سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ {1}

الجمعة: يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ {1}

التغابن: يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ {1}

الأعلى: سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى {1}

أما مطلع "الكهف"فهو من ذوات "الحمد" .. وهي خمس:

فاتحة الكتاب: الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِين.

الانعام: الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ.

سبأ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْض.

فاطر: الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلاً.

وهنا ملاحظتان ... احداهما لها صلة بالعدد .. والاخرى لها صلة بالترتيب.:

تكرر التسبيح سبعا ..

والحمد خمسا ...

وفي ذلك تأكيد لتحري هذه الشريعة للوتر .....

جاء فى مسند احمد بسند قوي: حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا على بن بحر ثنا عيسى بن يونس ثنا زكريا عن أبي إسحاق عن عاصم بن ضمرة عن على رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أهل القرآن أوتروا فإن الله عز وجل وتر يحب الوتر ....

والوتر ملحوظ فى عبادات كثيرة ... كالصلاة والرمي والسعي والطواف ... وغيرها كثير.

اما ماله صلة بالترتيب ..... فيلحظ فى ذوات التسبيح:

فقد ابتدئت المجموعة المباركة .. ب"سبحان"وهو مصدر.

ثم تلاها الماضي ...... سبح.

فالمضارع ......... يسبح.

فالأمر ....... سبح.

اليس هذا الترتيب هو عينه ... فى باب الاشتقاق من كتب اللغة ... ؟

بلى ....

ولعل هذا من دلائل الاعجاز .... فى هذا القرآن العظيم ..

الخامس:

جاءت ذات التسبيح "الاسراء" متقدمة على ذات الحمد "الكهف" ... ولا ينبغى الا هذا الترتيب ... وذلك لوجوه:

الوجه الاول: التسبيح هو التنزيه .... والتنزيه نفى النقائص والعيوب عن الذات العلية ..

اما المدح فهو اثبات الكمالات والصفات العليا لرب العالمين ... فتقدم السلب على الاثبات .... كما تقدم عليه فى آية (الشورى) التي تعتبر قاعدة كلية فى الاسماء والصفات: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ.11.

الوجه الثاني: التخلية متقدمة على التحلية ..

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير