الوجه الثالث: اطردت فى هذه الشريعة الغراء ... تقدم "سبحان الله "على "الحمد لله"فى الشعائر والاذكار .... فنقول"سبحان الله وبحمده"ونقول"سبحان الله والحمد لله"ونختم بخاتمة الصافات: سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ {180} وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ {181} وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ {182}
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[03 - 05 - 2005, 12:05 ص]ـ
هذه لمحات مقتبسة ...... من الدكتور محمود توفيق محمد سعد ...... (كتاب سبل الاستنباط ..... )
وضعها فى حاشية ...... وأولى لها ان ترتقي الى محل ارفع ...... ولما كانت ذات علاقة بالمطالع القرآنية ...... فقد نسختها لكم ...... :
ماالعلاقة بين سورة "النساء"
وسورة "الحج"
وسورة"المسد"
كل من سورة النساء وسورة الحج استفتح فيهما البيان بقوله تعالى:
"ياأيها الناس اتقوا ربكم" ولم ترد هذه الفاتحة في غير هاتين السورتين .....
وقد اعقبها فى سورة النساء حديث عن نعمة الايجاد الاول "الذي خلقكم من نفس واحدة"
وفى سورة الحج حديث عن الافناء الكلي "ان زلزلة الساعة شيء عظيم"
وسورة النساء رابعة فى النصف الاول من القرآن.
وسورة الحج رابعة فى النصف الثاني ..
وقدمت "النساء "لتقدم الايجاد وبناء المجتمع ..
وأخرت "الحج" بناء على الافناء الكلي والتجرد.
جعل اسم "النساء" اشارة الى اساس بناء الحياة القويمة هو صلة الارحام التي ينشؤها النساء.
وجعل اسم" الحج" اشارة الى ان الحج صورة من صور الحشر [يقصد المؤلف لباس الاحرام الذي يشبه الكفن ... والوقوف والازدحام .... والخروج من الاهل والمال .. ]
"النساء" رمز الدنيا والاشتغال بتعميرها.
"الحج" رمز التجرد عن الانشغال بالدنيا وأهلها.
"النساء"ترتيبا رابعة فى مفتتح التلاوة ....
"المسد"رابعة فى مختتم التلاوة ....
سورة"النساء " قائمة على التواصل والتراحم والحرص على صلة الارحام ...
سورة" المسد" قائمة على التقاطع وتبتير الارحام وليس أنكى من قطع رحم المصطفى صلى الله عليه وسلم. ... الذى حمل اوزاره عمه ابو لهب ... وكان فى ذلك إشارة الى أن المجتمع حين يتخلى عما دعت اليه سورة النساء تكون عقباه ما قررته سورة المسد لأبي لهب من التب وعدم اغناء المال والكسب واستحقاق سوء العذاب ...... انتهى كلام المؤلف بتصرف يسير ..
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[03 - 05 - 2005, 01:46 م]ـ
الأخ الكريم
قلت ((جاءت ذات التسبيح "الاسراء" متقدمة على ذات الحمد "الكهف" ... ولا ينبغى الا هذا الترتيب ... وذلك لوجوه:
الوجه الاول: التسبيح هو التنزيه .... والتنزيه نفى النقائص والعيوب عن الذات العلية ..
اما المدح فهو اثبات الكمالات والصفات العليا لرب العالمين ... فتقدم السلب على الاثبات)).
وعندي رغبة في أن أناقشك في أمرين
# هل هناك من استخدم قبلك المدح في حقه تعالى---أي هل يمكن القول "أمدح الله كثيرا"
# هل "تقدم السلب على الآيجاب " قاعدة مطردة لديكم ---أي بمعنى نفي النقائص عنه تعالى مقدم على إثبات الكمالات
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[03 - 05 - 2005, 10:21 م]ـ
الاخ الكريم ........
ما وجه اعتراضك على تعبير "مدح الله" .......
اعتراض لغوي ام شرعي؟؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[04 - 05 - 2005, 04:44 ص]ـ
صدقني
ليس اعتراضا---بل هو إستفسار
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[04 - 05 - 2005, 04:48 ص]ـ
قال البخاري:
4358 - حدثنا حفص بن عمر حدثنا شعبة عن عمرو عن أبي وائل عن عبد الله رضي الله عنه قال
: (لا أحد أغير من الله ولذلك حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن ولا شيء أحب إليه المدح من الله ولذلك مدح نفسه). قلت سمعته من عبد الله؟ قال نعم قلت ورفعه؟ قال نعم
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[04 - 05 - 2005, 05:06 ص]ـ
أشكرك
ومع ذلك هل تستسيغ القول-- (أمدح الله)
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[04 - 05 - 2005, 10:54 ص]ـ
ماذا تعني بقولك "ومع ذلك"
هل تعنى أن نبينا عندما قال عن ربه - وهو أعلم الخلق بما يليق به- "مدح نفسه" كان فيه ما لا يستساغ ....
ـ[البصري]ــــــــ[04 - 05 - 2005, 03:29 م]ـ
أخي جمال، لقد قطعت جهيرة قول كل خطيب.
فمالنا لا نستسيغ ما قد ورد في قول الذي لا ينطق عن الهوى؟!
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[04 - 05 - 2005, 04:26 م]ـ
أن كان البخاري لا يملأ العين (أو العقل المزعوم) فهذا امام الأئمة ابن خزيمة:
- أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب بن إبراهيم الدورقي و علي بن شعيب قالا حدثنا أبو أسامة حدثا عبيد الله عن محمد بن يحيى بن حبان عن عبد الرحمن الأعرج عن أبي هريرة عن عائشة قالت: فقدت رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة في الفراش فجعلت أطلبه بيدي فوقعت يدي على باطن قدميه وهما منتصبتان فسمعته يقول: اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك وأعوذ بك منك لا أحصي مدحك ولا ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك.
وهذا ما رواه ابن ابي الدنيا القرشي:
حدثنا محمود بن غيلان حدثنا أبو أسامة حدثني خالد بن محدوج أبو روح سمعت أنس بن مالك يقول: ان داود نبي الله ظن في نفسه أن أحدا لم يمدح خالقه أفضل مما مدحه وأن ملكا نزل وهو قاعد في المحراب والبركة الى جانبه فقال يا داود افهم إلى ما تصوته الضفدع فانصت فإذا الضفدع يمدحه بمدحة لم يمدحه بها داود فقال له الملك كيف ترى يا داود أفهمت ما قالت قال نعم قال فماذا قالت قال سبحانك وبحمدك منتهى علمك يا رب قال داود والذي جعلني نبيه أني لم أمدحه بهذا ....
لا أدري ما صحة سند رواية ابن ابي الدنيا ..... لكن على افتراض ضعفها ... فهي تشير الى ان "مدح الله" تعبير مقبول فى زمنه ....
وقطعا لكل شغب فالمعول عليه حديث الصحيح وحديث صحيح ابن خزيمة ....
ومن لم يستسغ ذوقه أو عقله ما استساغه نبينا صلى الله عليه وسلم فسحقا ....... سحقا ......
¥