ـ[ماضي شبلي]ــــــــ[15 - 03 - 2007, 03:43 م]ـ
تحية عطرة أخي لؤي الطيبي وبارك الله فيك وجعلني الله عند حسن ظنك بي واسمح لي أن أعرض عليك بعض فهمي للموضوع .. وشيئا من الاختلاف في الرؤيا والمنظور وأملي أن أجد منك بعد ذلك ما يوضح القضية ويزيل الشبهة والاختلاف.
في استقراء بسيط لآيات القرآن الكريم وجدناه استبدل شيئا مكان آخر في ثلاث مواضع. أوضح استبدل شيئا مكان آخر وليس شيئا بشيء آخر.
1 - الأولى في سورة النساء الآية 20 في قوله: (إِنْ أَرَدتُّمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَّكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا فَلاَ تَأْخُذُواْ مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً) النساء 20
وجاء تفسيرها في ابن كثير: أَيْ إِذَا أَرَادَ أَحَدكُمْ أَنْ يُفَارِق اِمْرَأَة وَيَسْتَبْدِل مَكَانهَا غَيْرهَا فَلَا يَأْخُذ مِمَّا كَانَ أَصْدَقَ الْأُولَى شَيْئًا وَلَوْ كَانَ قِنْطَارًا
2 - والموضع الثاني في سورة الأعراف الآية 95 في قوله تعالى: (ثُمَّ بَدَّلْنَا مَكَانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ حَتَّى عَفَواْ وَّقَالُواْ قَدْ مَسَّ آبَاءنَا الضَّرَّاء وَالسَّرَّاء فَأَخَذْنَاهُم بَغْتَةً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ) الأعراف 95
وجاء تفسيرها في ابن كثير: أَيْ حَوَّلْنَا الْحَال مِنْ شِدَّة إِلَى رَخَاء وَمِنْ مَرَض وَسَقَم إِلَى صِحَّة وَعَافِيَة وَمِنْ فَقْر إِلَى غِنًى لِيَشْكُرُوا عَلَى ذَلِكَ.
3_ وأما الموضع الثالث فجاء في سورة النحل الآية 101 في قوله تعالى: (وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُواْ إِنَّمَا أَنتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ) النحل101
جاء تفسيرها في ابن كثير: َقَالَ مُجَاهِد " بَدَّلْنَا آيَة مَكَان آيَة " أَيْ رَفَعْنَاهَا وَأَثْبَتْنَا غَيْرهَا.
فإنك أخي لؤي تلاحظ معي أن الاستبدال في المواضع الثلاثة كان يدل على أن شيئا ذهب ليحل محله شيئ آخر دون أن يتصل بالذاهب من الأشياء حرف الجر الباء ذلك أن كلمة (مكان) حلت محل الباء وأدت وظيفتها.
ثم أنك تلاحظ معي بوضوح أن استبدال زوج مكان آخر في الآية العشرين من سورة النساء كانت بسبب المفارقة والطلاق والدليل قوله تعالى: (وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا فَلاَ تَأْخُذُواْ مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً)
هذا والله أعلم. وإني انتظر منك بعد ذلك وقبله تعقيبا وتوجيها وتصحيحا وتصويبا وبارك الله فيك.
أخي لؤي ... جزاك الله خيرا
أخي ضيفي ... محاور رائع
لكما كل التقدير والاحترام
أخي ضيفي: كلمة شيىء تكتب هكذا " شيء " الهمزة على السطر
أعرف أنها زلة لوحة مفاتيح ...
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[17 - 03 - 2007, 09:59 م]ـ
السلام عليكم ..
وجزاك الله خيراً مثله أخي الفاضل ماضي شبلي .. وأعتذر إليك أخي الطيّب ضيفي فوضيل عن تأخّري في الردّ .. فقد حال بيني وبين الكتابة عمل وسفر متواصل .. وأشكر لك هذا البيان النفيس في تحليلك لما اختلفنا فيه .. واسمح لي أخي الكريم بأن أعرب عن وجهة نظري في مداخلتك بارك الله فيك .. فأقول وباختصار شديد: حتى إذا فرضنا أنّ المقصود بالاستبدال في الآية الكريمة هو الطلاق والفراق .. فيتبيّن لنا أنّ النّظم في هذه الآية وما جاء قبلها وبعدها، يأبى أن تسدّ هنا كلمة أخرى مسدّ كلمة (زوج) ..
اقرأ معي قول الله عزّ وجلّ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُواْ النِّسَاء كَرْهًا وَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُواْ بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلاَّ أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا * وَإِنْ أَرَدتُّمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَّكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا فَلاَ تَأْخُذُواْ مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً * وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا) [النساء: 19 - 21] ..
فقد خطّ القرآن الكريم في الآية الأولى علاقة الرجل بزوجته من حيث المعاملة وهي (المعاشرة بالمعروف)، والتي تتمثّل في احترام المرأة في مشاعرها وعواطفها وشخصيّتها المستقلّة، كإنسانة محترمة في إرادتها وتفكيرها فيما اختصره القرآن من كلمتي (المودّة والرحمة) ..
وأكّد في الثانية على وجوب احترام الحقوق المادية للزوجة من قِبَل الزوج، مهما كانت الظروف والحالات الطارئة .. فليست هناك أيّة حالة تسوغ الامتناع عن دفع المهر أو سلبه منها .. ويريد القرآن أنْ يؤكّد النهي عن ذلك لأنّه بهتان، فيثير أمام الزوج الأجواء التي تمثّل الاتحاد بينهما، والذي جعلهما كياناً واحداً ممّا يفرض على الزوج أنْ يُخلص لهذه العلاقة ويحترمها، ويشعر بمسؤوليّته تجاه هذه الإنسانة في كلّ ما تمثّله هذه الوحدة من عطاء، فلا يسلبها حقّها ..
ثمّ نجده يعبّر عن الزواج في الآية الثالثة بـ (الميثاق الغليظ) ليؤكّد على أنّ العلاقة التي تربط بين الزوجين هي عهد مؤكّد، يشمل الحياة كلّها في جميع التزاماتها ومسؤوليّاتها وحقوقها المتبادلة ..
فيا أخي الحبيب .. أفلا يكون في إيثار القرآن الكريم لكلمة زوج في هذه الآية تنبيهٌ وتذكيرٌ إلى ما يجري بين الزوجين من اتحاد وامتزاج؟ وأعتذر إليك مرة أخرى من حالي وضيق وقتي .. وأسأله تعالى أن يحفظك، وأن ينفع بك وبعلمك ..
¥