تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أضم صوتي –اولاً - الى صوت الاخ الكريم ابي محمد بالترحيب في الاعضاء الجدد ونرجو الله لهم التوفيق والسداد فيما يطرحون من مشاركات وموضوعات .. كما أني أشكر للاخوة غيرتهم الحميدة على شيخهم، وكذلك تلكم "الجرأة" في طرحهم لما يعتقدون صوابه ..

لقد قرأت ما جاء في مداخلات الاخوة الكرام، فلاحظت أصواتاً تعلو من هنا وهناك .. مهدّدة بلغة شنيعة تارة .. ومعبّرة عن سخطها تارة اخرى .. فقلت في نفسي: متى سيكفّ الناس عن الوصاية على عقول بعضهم واحتكار التفكير والتصويب والابطال عنها؟ ولكني تذكرت ان العيب يكمن فيمن لا يدرك ما التبس على الناس من امور دينهم .. ولست بمن يريد التصعيد من وتيرة النقاش في هذا المنتدى المبارك ..

ولكن لا بد لي أن أقول لهؤلاء: ألا ترون أن الحديث عن العقل والنقل قد اتخّذ طابعاً استباقياً هذه الايام؟ حيث يتصدّى له معظم الكاتبين والباحثين في الشأن الاسلامي .. وهؤلاء ينقسمون عادة الى فريقين: فريق يتولّى حراسة القديم والدفاع المستميت عنه وعدم الاعتراف بأي حاجة لنقد التراث، وأن أي نقد لم يتحدّث عنه الاول فهو نقد مردود مرفوض .. فيما يتولّى فريق آخر نقد التراث ومحاكمته ومواجهة النتائج التي تترتّب على ذلك، بغضّ النظر عن كونه مادّة للقدماء او نسجاً من جدل المحدثين ..

وعند الرجوع الى اطروحات الاخ ابي عرفة – وفقه الله لكل خير – والنظر فيها بدقة، لن يراودك شك انه ينتمي الى الفريق الثاني. ولا عيب في ذلك، إن كان طرحه لا يخالف النقل والعقل معاً .. والذي دعاني في مقالتي الاولى الى اللجوء للنقد اللاذع كان سببه التنبيه الى امور خطيرة قد جانب فيها الاخ ابو عرفة – حفظه الله - الصواب، حيث أخطأ في الاستدلال من جهة السياق القرآني، ومن جهة دلالة الامية في لغة العرب والتخريج الغريب الذي خرجه عليها، فخالف ما يعلمه الخاص والعام من مقاصد القرآن الكريم في المراد من الأمية، لا سيما أولئك المخاطبين بتلكم الآية زمن التنزيل، فضلاً عمن جاء من بعدهم الى يوم الناس هذا، إضافة الى انه يترتّب على تفسيره المذكور لمناط الأمية مما لا يخفى بطلانه الشيء الكثير، علاوة على التنبيه الى ان كل ما هو خارج عن "أمية" الرسول صلى الله عليه وسلم بالمفهوم المراد، هو بعينه الذي يبحث عنه الكافرون ومن على شاكلتهم ..

ولن أطيل في الرد على ما جاء في مقالاته، ولكني سأعقب على ما ورد في مداخلة الاخ محمد بن عبد الله – حفظه الله – والتي اقتبس فيها شيئاً من طرح الاخ ابي عرفة – وفقه الله لكل خير - يقول فيه: " وهذا كله لا ينفي أنه لم يكن يقرأ ويكتب، فهو هكذا بعث وهكذا قُبض (وليته بقي عند قوله هذا ولم يكمل). ولكن القرآن يذْكرها على أنها حالة من حالات نبوته كيُتْمِه وفقره، ولم تكن بحال شرطاً للنبوة ولا شرفاً لحاملها، إنما هي حالة كما قلنا تُعين على التبليغ، " وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَّارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ "، ولو كانت شرفاً وشرطاً للنبوة، لما علم الله عيسى بن مريم الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل قبل مبعثه. (وفي هذا نفي لما اتهمه به الطيبي حين شبهه بالرافضة) " انتهى.

ولا ندري كيف يقرّر الاخ ابو عرفة - حفظه الله - ان أمية الرسول صلى الله عليه وسلم " لم تكن بحال شرطاً للنبوة ولا شرفاً لحاملها " .. فقوله هذا باطل لوجوه، نذكر منها اثنين:

الوجه الاول:

قوله إن أمية الرسول صلى الله عليه وسلم " لم تكن شرطاً للنبوة " مبطل للنص القرآني نفسه، ومبطل لاجماع الأمة على أن أميتة صلى الله عليه وسلم من دلائل النبوة. فقد أعلن الرسول صلى الله عليه وسلم في القرآن الكريم أن اسمه وصفته مكتوبان عند أهل الكتاب بحيث يعرفه علماؤهم معرفة تامّة كاملة كمعرفتهم ابناءهم. وهذا التشبيه يقتضي أن يكون هو موضّحاً توضيحاً كاملاً لا شبهة فيه، ولذا قال: " الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ * الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ". وتكرّر هذا القول في مكان آخر من القرآن: " الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير