ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[13 - 05 - 2005, 09:42 م]ـ
أما سؤاله عما يقال في تقديم البصر في مواقف القيامة مثل (أبصرنا وسمعنا، وأبصر به وأسمع) فذاك طبعي يقتضيه الموقف، فالمعاينة هناك، والسماع هنا، والإيمان بالغيب هو الفيصل في الوقاية من سوء ذلك اليوم الذي يكون البصر فيه شاهدا على صدق ما سمع في الدنيا
ترى: ماذا عن رأيك يا أستاذ في هذاالموضوع من خلال بحثك الواسع في الكتب؟
كان للفصيح وقفة سايقة مع الفيروزأبادي، وللدكتور عبدالحميد مداخلة قيمة جدا أرجو مطالعتها
http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=3934
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[13 - 05 - 2005, 10:21 م]ـ
هل تمهليني؟؟
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[14 - 05 - 2005, 01:39 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أخي الفاضل جمال ..
الأخت الكريمة أنوار الأمل ..
بارك الله فيكما على هذه المعلومات النافعة القيّمة ..
وسأدع التعقيب عن استفهام الأخت أنوار لأخي جمال ..
على أني رأيت في ظاهرة "التقديم والتأخير" لمسة لطيفة أخرى في آيتي (البقرة) و (الجاثية). فقد جاء في الأولى قوله تعالى: " خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ "، وفي الثانية قوله عزّ وجلّ: " وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً " ..
فلِمَ قدّم القلوب على السمع في (البقرة)، في حين أنه قدّم السمع على القلوب في (الجاثية)؟
عند تدبّر السياق القرآني في النصّين الكريمين، يلفت انتباهنا ما يلي:
أولاً: في (البقرة) ذكر القلوب المريضة، فقال: " فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً "، وفي (الجاثية) ذكر الأسماع المعطّلة، فقال: " وَيْلٌ لِّكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ * يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا "، لذلك قدّم القلوب في (البقرة) وقدّم السمع في (الجاثية)، فوضع كل لفظ المكان الذي يناسبه.
ثانياً: آية (البقرة) ذكرت من أصناف الكافرين من هم أشدّ ضلالاً وكفراً ممّن ذكرتهم آية (الجاثية)، فقد جاء فيها قوله تعالى: " إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ * خَتَمَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عظِيمٌ ". وجاء في (الجاثية) قوله تعالى: " أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ". فذكر في (البقرة) أن الإنذار وعدمه عليهم سواء وأنهم ميؤوس من إيمانهم. ولم يقل مثل ذلك في الجاثية.
ثالثاً: كرّر حرف الجرّ "على" مع القلوب والأسماع في آية (البقرة)، مما يفيد توكيد الختم، فقال: " عَلَى قُلُوبِهمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ "، ولم يقل مثل ذلك في (الجاثية)، بل انتظم الأسماع والقلوب بحرف جرّ واحد، فقال: " وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ ".
رابعاً: قال في (البقرة): " وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ " بالجملة الإسمية، والجملة الإسمية كما هو معلوم تفيد الدوام والثبات. ومعنى ذلك أن هؤلاء لم يسبق لهم أن أبصروا وإنما هذا شأنهم وخلقتهم، فلا أمل في إبصارهم في يوم من الأيام. في حين قال في (الجاثية): " وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً " بالجملة الفعلية التي تفيد الحدوث. ومعلوم أن "جعل" فعل ماضي، ومعنى ذلك أن الغشاوة لم تكن قبل الجعل، ويدلّ على ذلك قوله تعالى: " وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ "، مما يوحي على أنه كان مبصراً قبل تردّيه.
خامساً: ختم آية (البقرة) بقوله: " وَلَهُمْ عَذَابٌ عظِيمٌ "، ولم يقل مثل ذلك في (الجاثية). فدلّ على أن صفات الكفر في البقرة أشدّ تمكّناً فيهم.
ولذلك كان تقديم "القلب" في (البقرة) أولى وأنسب، كما أن تقديم "السمع" في (الجاثية) أنسب ..
والله أعلم
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[14 - 05 - 2005, 04:17 م]ـ
لؤي له درّك ما أقوى حجتك
أما بالنسبة لقول أخينا "عتوك" فلا أظنه فاتك---
¥