ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[18 - 05 - 2005, 09:36 ص]ـ
ومن العدول عن الأصل من أجل أمن اللبس قوله تعالى: (يؤتى الحكمة من يشاء) إذ المعروف في أخوات أعطى أن الآخذ هو المفعول الأول وأن المأخوذ هو المفعول الثاني، وبهذا يكون
الأصل في التركيب " يؤتى من يشاء الحكمة " ولكن هذا التركيب ملبس لصلاح الحكمة أن تكون مفعول " يشاء " لا مفعول " يؤتي " فعكست الرتبة لأمن اللبس (1) ولذلك تقدم العام على الخاص بالمنزلة،
والملاحظ أن النحاة كانوا يلمحون قرينة الإسناد بين طرفي الجملة كما كانوا يلمحونه أيضاً بين المعاني النحوية في داخل الجملة الواحدة، وهذا هو المعنى الذي نلاحظه في إعراب جملة مثل " يؤتي الحكمة من يشاء " حين نعرب " مَن " مفعولاً أولاً على رغم تأخرها والحكمة مفعولاً ثانياً على رغم تقدمها ويكون ذلك بإدراك ما بينهما من علاقة شبيهة بفكرة الإسناد إذا نقول إن " من " هي الآخذ " والحكمة " هي المأخوذ. والخلاصة أن مراعاة الآخذية والمأخوذية هنا هي الاعتبار الذي تم إعراب المفعولين طبقاً له وهو اعتبار من قبيل قرينة الإسناد " (2) ومراعاة معنى الآخذية والمأخوذية ما هي إلاّ المنزلة. ومثل الآية السابقة قوله تعالى: (والله يؤتي ملكه من يشاء) (البقرة 247) فقد تعلقت"ملكه"بيؤتي عدولاً عن الأصل من أجل أمن اللبس، لأن كونها مفعولاً ليؤتي أقرب من كونها مفعولاً ليشاء
فالكلام يترتب بالمنزلة أصلا وعدولا
[ align=center]
ما أحكم هذا الكلام----هل تعطينا أمثلة أخرى
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[18 - 05 - 2005, 01:00 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى:"وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجدِ الحرام وإخراج أهله منه أكبر ..... "
البقرة 217)
فقد عطف المسجد الحرام علىسبيل الله إذ المعنىوصد عن سبيل الله والمسجد الحرام
ولكن تقدم الفاصل (وكفربه) ليتصل بما قبله بالمنزلة وقوة العلاقة المعنوية، كما تأخر المعطوف ليتصل مع ما بعده بسبب قوة العلاقة المعنوية.
والأصل في الاّية هو الجملة التالية:
وصد عن سبيل الله والمسجدِ الحرام وكفر به وإخراج أهله منه أكبر، ولكن مجيء الأصل هذايجعل الكفر بالمسجد الحرام بدلا من الكفر بالله، مما يؤدي إلى اللبس، فعدل عن الأصل لأمن اللبس.
قال تعالى: فأما اليتيم فلا تقهر (الضحى 9)
يقول النحاة: إن (أما) تسد مسد (مهما يكن من شيء) وهذا صحيح كما يلي:
مهما يكن من شيء فلا تقهر اليتيم،
ولكن حصل استبدال على المحور الرأسي فحلت أما، مكان مهما يكن من شيء
فصارت هكذا:
أما فلا تقهر اليتيم
ولكن هذه الجملة لا نقولها، بل نقول:
أما اليتيم فلا تقهر، فقد عدلنا عن الأصل، وتقدم المفعول وجوبا، لأن أما داخلة لمعنى فيما بعدها، فيجب أن يليها مباشرة من أجل الهدف البلاغي وهو التفصيل والتخصيص،
وبهذا نجد أن الكلام يترتب بحسب قوة العلاقة المعنوية.
قال تعالى: أغير الله أتخذ وليا "
والأصل هو الجملة التالية:
أأتخذ غير الله وليا
ولكن عدل عن الأصل من أجل الغرض المعنوي، وهو أن يكون الاستنكار منصبا على اتخاذ غير الله وليس على فعل أو عملية الاتخاذ.
ولهذا نقول: المتقدم في الرتبة متقدم في الموقع والمكانة، والمتأخر في الرتبة متأخر في الموقع والمكانة
إلى اللقاء
والسلام عليكم ورحمة الله