تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[الطائي]ــــــــ[07 - 06 - 2005, 12:11 ص]ـ

بارك الله فيك يا شيخنا الفاضل ...

وهنا يبرز سؤال آخر، في ذات الآية الكريمة:

لِمَ جاء الفعل بالصيغتين (جزى) و (جازى)، فلم لم يكن الفعل واحداً، أي لم يقل الحقّ - تبارك وتعالى -: ذلك جازيناهم!!

أَثقلتُ عليكم أيها الفاضل فتحمّلني بورك فيك ...

ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[07 - 06 - 2005, 06:45 ص]ـ

الحبيب الطائي

أرجو أن تعلم أن كلامي هذا من قبيل التفكير المكشوف--لا من قبيل الجزم و

أنا خائف جدا من كلامي---وأتكلم معك كالماشي في حقل شوك--حذر جدا من الوقوع في خطأ التقول في كتاب الله بغير علم---وأحاول أن أنقل من أفذاذنا ما يساعد في تسليط الضوء على الفكرة المبحوثة

أنظر قول الرازي مثلا (ثم بين الله أن ذلك كان مجازاة لهم على كفرانهم فقال: {ذَلِكَ جَزَيْنَـ?هُمْ بِمَا كَفَرُواْ وَهَلْ نُجازي} أي لا نجازي بذلك الجزاء {إِلاَّ ?لْكَفُورَ} قال بعضهم المجازاة تقال في النقمة والجزاء في النعمة لكن قوله تعالى: {ذ?لِكَ جَزَيْنَـ?هُم} يدل على أن الجزاء يستعمل في النقمة، ولعل من قال ذلك أخذه من أن المجازاة مفاعلة وهي في أكثر الأمر تكون بين اثنين، يؤخذ من كل واحد جزاء في حق الآخر. وفي النعمة لا تكون مجازاة لأن الله تعالى مبتدىء بالنعم.))

لقد ساعدني كلامه كثيرا وشجعني على قول ما يلي---قوله (ذَلِكَ جَزَيْنَـ?هُمْ) تعقيب على أمر قد حصل في الدنيا وهو تخريب الجنتين (فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ العَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ))

"جزيناهم" أي أوقعنا عليهم الجزاء , والفعل هنا من طرف واحد وهو الخالق--فلا يستخدم فيه صيغة جازى المشعرة بوجود طرفين لكونه قد ذكر معها فعلهم الذي أدى لآيقاع الجزاء وهو الكفر ------ولما أراد في الآية اللاحقة أن يعيد تأكيد حصول كفر منهم أدى إلى تدمير جنتيهم جاء بصيغة "جازى" المشعرة بوجود فعلين فعل من الخلق وهو البغي والكفر وفعل الخالق وهو آيقاع الجزاء

نفس التحليل ينصبّ على آية (وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ وَمِنَ البَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَا إِلاَّ مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا أَوِ الحَوَايَا أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ ذَلِكَ جَزَيْنَاهُم بِبَغْيِهِمْ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ) الأنعام 146

ففي الفعل "جزيناهم" دلالة على وقوع الجزاء في الحياة الدنيا على بغيهم--ففي ذكره سبب آيقاع الجزاء وهو البغي أغنى عن استخدام " جازيناهم " التي تشعر بوجود فعل لطرف استحق لأجله الجزاء

أتمنى على الله أن يتم تصويبي فيما لو أخطأت

ـ[الطائي]ــــــــ[08 - 06 - 2005, 04:41 ص]ـ

ما شاء الله لا قوة إلا بالله ...

إشراقات غاية في الإمتاع، وومضات فكرٍ قد شغل نفسه بالقرآن ففتح الله عليه من أنواره ما شاء ...

حفظك الله يا شيخنا ونفع بعلمك ...

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير