تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الهيثمي في (المجمع: 3/ 94 - 95): (وفي الصحيح بعضه. رواه أبو يعلى في الكبير ورجاله ثقات). وقال المنذري في (الترغيب: 2/ 8 - 9): (رجال أحمد رجال الصحيح) وصححه الألباني في: (غاية المرام: ص 266 رقم 463) وأكثر هؤلاء السائلين الملحين لما هم فيه من الحال لو لم يُجابوا لاضطرب إيمانهم كما أنَّ السائلين في الحياة كانوا كذلك وفيهم من أُجيب وأُمر بالخروج من المدينة فهذا القدر إذا وقع يكون كرامة لصاحب القبر أمّا أنّه يدل على حُسن حال السائل فلا فرق بين هذا وهذا) [الصواعق المرسلة الشهابية: ص176 - 177].

وقال صالح آل الشيخ في كتابه [هذه مفاهيمنا: ص61]: (ويُقال: تأخّر عمر عن الاستسقاء وهو العبادة المشروعة التي يُحبها الله، لِما فيها من الذل بين يديه، والإنكسار له، وتوجّه القلوب بصدق وإخلاص نحو ربها لكشف ضرها، إنَّ تأخّر عمر عن الاستغاثة المشروعة سبب هذا الأمر الغير المشروع. ولذا لم يفعل أحدٌ من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم مثلما فعل هذا الرجل الذي جاء إلى قبر نبيّ الله صلى الله عليه وسلم وقال ما قال، وهم إنّما سُقوا باستسقائهم، لا بقول الرجل غير المشروع. فتنبّه لهذا).

فاتقي الله في نفسك ولا تكن من الذين في قلوبهم زيغ، فإنّي لك ناصح. فإنَّ فعل هذا الرجل إمّا أنْ يكون شركاً أو وسيلة إليه، (راجع هامش الفتح ج2/ 495). وعلى كل حال ففيه تعلّق القلب بغير الله سبحانه وتعالى، بل وفي وقت الشدة فإنَّ المشركين لا يدعون إلاّ الله عند الشدّة، يقول الله تعالى عنهم: (قل أرأيتكم إنْ أتاكم عذاب الله أو أتتكم الساعة أغير الله تدعون إنْ كنتم صادقين. بل إيّاهُ تدعون فيكشف ما تدعون إليه إنْ شاء وتنسون ما تُشركون) [الأنعام: 40 - 41]. وغيرها من الآيات، فإذا كان هذا حال المشركين فما بالك بأسياد الموحدين أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.

? وأورد الآن كلاماً لصالح آل الشيخ فيه استنباط نفيس جداً، قال: (الحافظ ابن كثير ساق قبل رواية البيهقي رواية سيف وفيها أنَّ عمر رضي الله عنه صعد المنبر فقال للناس: أُنشدكم الله الذي هداكم للإسلام هل رأيتم مني شيئاً تكرهون؟ فقالوا: اللهم لا. وعمَّ ذلك فأخبرهم بقول المزني وهو بلال ابن حارث. ففطنوا ولم يفطن. فقالوا: إنّما استبطأك في الاستسقاء فاستسقي بنا. انتهى المقصود. وهذه الرواية مُبيّنة أنَّ قول نبي الله لعمر في رواية سيف: "عهدي بك وفي العهد شديد العقد فالكيس الكيس يا عمر…" هو ما فسرها صحابة رسول الله "ففطنوا ولم يفطن" عمر، كما جاء صريحاً، وهو إرشاده للإستسقاء. وفي هذا سرٌّ لطيف وهو أنَّ قول القائل "يا رسول الله استسقي الله لأمتك" مُنكر جرّه تباطؤ عمر عن طلب السقيا، وعدم الفزع إلى المشروع يجرُّ إلى وجود غير المشروع. فلذا قال نبي الله صلى الله عليه وسلم "عهدي بك وفي العهد شديد العقد فالكيس الكيس يا عمر…" أقول هذا مع ضعف الرواية، لأبيّن مقصد ابن كثير حين ساق الروايتين الضعيفتين. إذا تبين هذا عُلمَ فضل عِلم ابن كثير رحمه الله حيث جعل رواية البيهقي هي الثانية ورواية سيف المُفصّلة معنى الكيس هي الأولى، فتأمّل هذا، وتبيّن مقاصد الحفّاظ في أحكامهم). [هذه مفاهيمنا: 60 - 61].

? وقد يتعجّب المرء كيف يُورد البخاري هذا الحديث في تاريخه ولا يتعقّبه بشيء والجواب على هذا هو ما قاله العلامة ذهبي العصر الشيخ المعلمي اليماني رحمه الله: (إخراج الخبر في التاريخ لا يُفيد الخبر شيئاً بل يضرّه فإنَّ من شأن البخاري أن لا يخرّج الخبر في التاريخ إلاّ ليدلّ على وهن راويه) [الفوائد المجموعة: 168]، وهذا ليس على إطلاقه كما هو معلوم.

ورحِم الله الحافظ ابن عبد الهادي حيث ردَّ على سلفك في تصحيح مثل هذه الآثار وما شابهها في كتابه الرائع (الصارم المُنكي في الرد على السبكي) حيث قال عند رده على السبكي: (وجدت كتابه ـ أي السبكي ـ مشتملاً على تصحيح الأحاديث الضعيفة والموضوعة وتقوية الآثار الواهية والمكذوبة وعلى تضعيف الأحاديث الصحيحة الثابتة والآثار القوية المقبولة) [ص19]. إلاّ أنَّ الحافظ ابن عبد الهادي اخترمته المنية قبل إتمامه الكتاب حيث بقي في كتاب السبكي خمسة أبواب منها باب في التوسل والاستغاثة. (راجع مقدمة المحقق ص3) وإلاّ لكفانا في الرد عليك نقل كلامه على هذا الحديث إنْ كان قد أورده

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير