ثانياً: عن الصحابة الذين رووا الحديث نفسه –إن وجدوا أو أحدهم- وهي الشواهد، ويُلْحق بذلك المراسيل، والمعضلات، والموقوفات والمقطوعات التي لها حكم الرفع.
ولصلاحية الحديث للشهادة شروط؛ أهَمُّها: أن لا يكون شديد الضعف، وأن لا يكون شاذاً ولا منكراً.
وتُطَبَّقُ الخطوة الأولى على جميع أسانيد المتابعات والشواهد والمخالفات.
تنبيه: للتخريج طرقٌ تعرف تفاصيلها من مظانِّها (29).
3 - جمع أقوال أئمة الحديث والعلل (30) كالإمام أحمد، وابن المديني، وابن معين، وأبي حاتم، وأبي زرعة، وأبي داود، والبخاري، والترمذي، والنسائي، والدارقطني، والخطيب البغدادي، وشيخ الإسلام ابن تيمية، وابن القيم، وابن رجب، والحافظ العراقي، وابن حجر، وابن الملقِّن، وأحمد شاكر، والألباني وغيرهم في الطرق التي تجمعها حتى يتيسر لك فهم طريقة الأئمة في النقد، وكيفية الحكم على الأسانيد، وحتى تستفيد من أقوالهم فيما أشكل عليك، وحتى تعرف مقدار ضعفك أمام هؤلاء الأئمة الجهابذة.
4 - هذا إجمال الخطوة الثانية وتحتاج إلى تفصيل وتحرير، ولعل ذلك يكون في وقت قريب -إن شاء الله تعالى-.
5 - اعلم أن الحكم على الحديث من أصعب الأمور وأشقِّها، ولا يستطيعه إلا كبار المحدثين، فتأنَّ في الحكم ولا تتسرَّعْ، واجعل ما كتبته لك للتدريب والتَّمرُّس فقط حتى تتقن علم الحديث.
وأكثر القراءة في كتب مصطلح الحديث، وعلله، وتراجم رواته، وتراجم الأئمة وفقني الله وإياك لِمَا يحبُّه ويرضاه.
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
كتبه:
أبو زيد أسامة بن عطايا العتيبي الفلسطيني.
الهوامش والحواشي
1/ مما قاله الذهبي عن أحاديث المستدرك للحاكم: [فإن في كثير من ذلك أحاديث في الظاهر على شرط أحدهما أو كليهما وفي الباطن لها علل خفية مؤثرة] سير أعلام النبلاء (17/ 175).
2/ كتب التراجم كثيرة ومتنوعة:
أ-فمنها ما هو مختص بالثقات ككتاب الثقات لابن حبان، ومنها ما هو مختص بالضعفاء ككتاب الضعفاء الصغير للإمام البخاري، ومنها ما هو جامع شامل للثقات وغيرهم كالتاريخ الكبير للإمام البخاري.
ب-ومنها ما هو عام لا يختص برجال كتاب أو كتب مخصوصة كالتاريخ الكبير للبخاري، والجرح والتعديل لابن أبي حاتم، ومنها ما هو متخصص بكتب معينة كتهذيب الكمال للمزي.
ت- ومنها ما هو خاص ببلد معين ككتاب تاريخ جرجان للجرجاني، ومنها ملا يختص كأكثرها.
ث- ومنها ما هو مرتب على الطبقات كالطبقات الكبرى لابن سعد، ومنها ما هو مرتب على الأسماء كأغلبها، ومنها ما هو مرتب على الوفيات ككتاب الوافي بالوفيات للصفدي.
ج- ومنها ما هو مختص بشيوخ بعض الأئمة (معاجم الشيوخ)، ومنها ما هو مختص ببيان من لم يرو عنه إلا راو واحد وهي كتب المنفردات والوحدان، ومنها ما هو مختص برواية الأكابر عن الأصاغر، والسابق واللاحق، ومنها كتب الأنساب، وكتب رواية الأبناء عن الآباء، وعكسه، ومن روى عن أبيه عن جده، وكتب السؤالات والعلل ..
وذِكْرُ أمثلتها يطول.
3/ وذلك بالرجوع إلى الكتب المتخصصة في ذلك مثل: تهذيب الكمال للمزي، تهذيب التهذيب للحافظ ابن حجر، تاريخ دمشق لابن عساكر، تاريخ بغداد للخطيب، التقييد لابن نقطة، وذيل التقييد للتقي الفاسي ...
4/ انظر البحث النفيس الذي كتبه الذهبي في رفع الاشتراك بين السفيانين والحمادين. سير أعلام النبلاء (7/ 464 - 466).
5/ انظر: فتح الباري (13/ 285) كتاب الاعتصام. باب ما يكره من كثرة السؤال رقم/7293.
6/ ومن الكتب المفيدة في معرفة الطبقات: طبقات خليفة بن خياط، طبقات ابن سعد، الثقات لابن حبان، المعين في طبقات المحدثين للذهبي، تذكرة الحفاظ للذهبي، تقريب التهذيب للحافظ ابن حجر، ..
7/ مثاله: طلق بن معاوية عن سفيان الثوري .. فيوجد بهذا الاسم شخصان: طلق بن معاوية النخعي تابعي كبير مخضرم، وطلق بن معاوية بن يزيد من الطبقة السابعة.
فالراوي عن سفيان لا يمكن أن يكون تابعياً مخضرماً فيكون الراوي عن سفيان هو ابن يزيد. انظر: تقريب التهذيب (ص/226 - الرسالة).
8/ ومن الكتب المفيدة في ذلك: تهذيب الكمال وفروعه، وتعجيل المنفعة للحافظ ابن حجر.
¥