تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو حذيفة التونسي]ــــــــ[22 - 10 - 08, 03:08 ص]ـ

(((((((((وأما عن تضعيف الأئمة الكبار له فقال الإمام الألباني ـ رحمه الله تعالى جواباً عن سؤال هذا نصه: إذا كان عندنا حديث رجاله قفات، ولا تظهر لنا فيه علة، ولكن قال إمام أو أكثر من النقاد إنه منكر، هل يسلم بذلك الحكم المخالف لظاهر السند؟

" الأصل هو التسليم للعلماء المتقدمين إلا إذا ترجح أمران اثنان:

أحدهما: ماذكرت من قوة إسناده وأنه مطمئن لهذه القوة.

والآخر: أنه لم يظهر له تلك النكارة التي حكاها عمن تقدم من الحفاظ، ذلك لأن الأمر كما يروى عن أحد أتباع أو تلامذة أبي يوسف وهو عصام بن يوسف البلخي أنه خالف أبا يوسف ومحمداً وأبا حنيفة من حيث إنه كان يرفع يديه في الصلاة عند الركوع، والرفع منه، فقيل له: كيف وأنت تلميذ على مذهب الإمام؟ قال: إن الله ـ عز وجل ـ يوم القيامة سيحاسبني بما آتاني من عقل وفهم، وليس بما أعطي أبا يوسف الإمام، قد تبين لي أن السنة رفع اليدين عند الركوع والرفع منه، فالشاهد أن الإنسان يؤاخذ بما تبين له إذا كان من أهل العلم، ولذلك قلت آنفاً إذا كان هناك حديث إسناده صحيح، ولا نقول مقتصرين فقط على أن رجاله ثقات؛ لأنه لا بد من تأمل، ولا بد من التدقيق فيه، لعل في هذا الإسناد علة.

فإذا ما اجتهد مجتهد، فتبين له سلامة الإسناد من علة قادحة، وحينذاك يصح له أن يقول إسناده صحيح، ولن يبقى أمامه فيما يعكر على هذا التصحيح إلا قول ذاك الإمام، حينئذ ينظر في قوله، فإن بدا وجه اتبعه، وإلا ظل على التصحيح. هذا الذي يبدوا لي في هذا الموضوع، وهذا الذي نجري عليه في كثير من الأحاديث.))))))))))

رحم الله الشيخ و غفر له .... :قالَ العلائيُّ: ((الحكمُ على الحديثِ بكونهِ موضوعاً من المتأخرين عَسرٌ جداً ... وهذا بخلاف الأئمة المتقدمين الذين منحهم الله التبحر في علم الحَدِيث، والتوسع في حفظه، كشعبة، ويحيى بن سعيد القطان، وعبد الرحمن بن مهدي، ونحوهم.

ثمّ أصحابهم مثل: أحمد بن حنبل، وعلي بن المديني، ويحيى بن معين، وإسحاق بن راهويه، وطائفة منهم.

ثمّ أصحابهم مثل: البخاريّ، ومسلم، وأبي داود، والترمذي، والنسائيّ وكذلك إلى زمن الدارقطنيّ والبيهقي، ممن لم يجيء بعدهم مساوٍ لهم بل ولا مقارب - رحمة الله عليهم -.

فمتى وجد في كلام أحد من المتقدمين الحكم على حَدِيث بشيء كان معتمداً لما أعطاهم الله من الحفظ العظيم، والإطلاع الغزير، وإنْ اختلف النقل عنهم عدل إلى الترجيح))

قَالَ ابنُ رَجَب: ((وقد ابتلينا بجَهَلةٍ من النّاس يعتقدون في بعض من توسع في القول من المتأخرين أنه أعلم ممن تقدم، فمنهم من يظن في شخص أنه أعلم من كل من تقدم من الصحابة ومن بعدهم لكثرة بيانه ومقاله، ومنهم من يقول هو أعلم من الفقهاء المشهورين المتبوعين ... وهذا تنقص عظيم بالسلف الصالح وإساءة ظن بهم ونسبته لهم إلى الجهل وقصور العلم)).

وَقَالَ ((فلا يوجد في كلام من بعدهم من حق إلاّ وهو في كلامهم موجود بأوجز لفظ وأخصر عبارة، ولا يوجد في كلام من بعدهم من باطل إلاّ وفي كلامهم ما يبين بطلانه لمن فهمه وتأمله، ويوجد في كلامهم من المعاني البديعة والمآخذ الدقيقة ما لا يهتدي إليه من بعدهم ولا يلم به، فمن لم يأخذ العلم من كلامهم فاته ذلك الخير كله مع ما يقع في كثير من الباطل متابعةً لمن تأخر عنهم)): فضل علم السلف على الخلف

وهل كل حديث ظاهر إسناده الصحة هو صحيح؟ بل ولهذا كان الحديث المعل أصعب أنواع الحديث ك>اك المريض بداء خبيث ظاهره الصحة و العافية وهو في حقيقته مشرف على الموت لا يعرف دائه إلا الطبيب الذي فحصه وعرف علته ومرضه بعد جهد جهيد وهذا هو حال الحفاظ مع الحديث وعلله قد أدركوا منتهى الغاية فيه جمعوا طرقه وجابوا أصقاع الأرض في طلبه بل كاد بعضهم يهلك في سبيل ذلك:

قال ابن أبي حاتم كما في الجرح والتعديل:: ((ما ذُكر من رِحلةِ أبى في طَلَبِ العلم .. سمعت أبى يقول: أوَّلُ سنةٍ خرجتُ في طلب الحَدِيث أقمتُ سبعَ سنين، أحصيتُ ما مشيتُ على قدميَّ زيادةً على ألْف فرسخ، لم أزل أُحصى حتى لما زاد على ألْف فرسخ تركتُهُ.

أمَّا مَا كنتُ سِرْتُ أنَا مِنْ الكوفة إلى بغدادَ فَمَا لا أُحصي كَمْ مَرّة، ومن مكة إلى المدينة مراتٍ كثيرة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير