فنسألُ اللهَ -عز َّوجلَّ- أن يُعلمنا ما ينفعنا، وأن يزيدنا علماً، وأن يلهمنا العمل فيما علمنا، إنَّه سميعٌ مجيبٌ، وصلى الله على محمد النبي الأمي، وعلى آله وصحبه وسلم.
ــــــــــــــــــــــــ
(*) مفرّغ مِن عدة أشرطة -باختصار وتصرف-. جزى الله من قام بتفريغها، وهو الأخ سالم الجزائري -سدده الله-.
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[28 - 01 - 04, 01:08 ص]ـ
لم يسبق الشيخَ الألبانيَّ قط أحدٌ من أهل العلم في قوله بتحريم صيام يوم السبت حتى لو صام يوما قبله أو بعده وحتى لو وافق السبت عرفة أو عاشوراء، وحديث " لا تصوموا يوم السبت إلا فيما افترض عليكم " ضعيف أو منسوخ، وممن ضعفه الزهري ويحيى بن سعيد ومالك وأحمد وغيرهم من الأئمة، وقال أبو داود هو منسوخ، وكان سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله يرى أنه ضعيف أو منسوخ، وكان يرى استحباب صيام يوم السبت ولو إفرادا، وحتى على حديث " لا تصوموا يوم السبت إلا فيما افترض عليكم " فليس معنى " افترض عليكم " صوم الفريضة رمضان ولكن معناه فيما شرع لكم، فلا يدل على منع صوم السبت لو وافق عرفة أو عاشوراء، قاله العلامة ابن جبرين حفظه الله.
وهذا رد جيد للأخ عبد الله الفارسي في منتدى أنا المسلم، قال:
"نقل العلامة ابن القيم عن الإمام الأثرم تلميذ الإمام أحمد أن الأحاديث متواترة في صيام السبت والأحد.
منها:
- حديث: " " ما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى كان أكثر صيامه السبت والأحد " أخرجه أحمد والنسائي
قال العلامة ابن حجر العسقلاني: " ما قاله بعض الشافعية من كراهة إفراد السبت وكذا الأحد ليس جيدا بل الأولى في المحافظة على ذلك يوم الجمعة."
- وعن مُعَاذَةُ الْعَدَوِيَّةُ: أَنَّهَا سَأَلَتْ عَائِشَةَ زوْجَ النَّبِيِّ -صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَكَانَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَصُومُ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ؟
قَالَتْ: نَعَمْ.
فَقُلْتُ لَهَا: مِنْ أَيِّ أَيَّامِ الشَّهْرِ كَانَ يَصُومُ؟
قَالَتْ: لَمْ يَكُنْ يُبَالِي مِنْ أَيِّ أَيَّامِ الشَّهْرِ يَصُومُ. " رواه مسلم:
قال العلامة النووي: واختارت عائشة وآخرون صيام السبت والأحد والاثنين من شهر، ثم الثلاثاء والأربعاء والخميس من الشهر الذي بعده
قال ابن القيم: قال الأثرم: حجة أبى عبد الله (الإمام أحمد) في الرخصة في صوم يوم السبت: أن الأحاديث كلها مخالفة لحديث عبد الله بن بسر.
منها: حديث أم سلمة، حين سئلت: "أي الأيام كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر صياماً لها؟ فقالت: السبت والأحد"
ومنها حديث جويرية: "أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها يوم الجمعة: أصمت أمس؟ قالت: لا. قال: أتريدين أن تصومي غداً؟ " فالغد: هو يوم السبت.
وحديث أبى هريرة" نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم الجمعة، إلا مقروناً بيوم قبله أو يوم بعده" فاليوم الذي بعده: هو يوم السبت. وقال: "من صام رمضان وأتبعه بست من شوال" وقد يكون فيها السبت.
وأمر بصيام الأيام البيض، وقد يكون فيها السبت، ومثل هذا كثير
فقد فهم الأثرم من كلام أبى عبد الله أنه توقف عن الأخذ بالحديث، وأنه رخص في صومه، حيث ذكر الحديث الذي يحتج به في الكراهة. وذكر أن الإمام علل حديث يحيى بن سعيد، وكان ينفيه، وأبى أن يحدث به، فهذا تضعيف للحديث
.
واحتج الأثرم بما ذكر في النصوص المتواترة على صوم يوم السبت، يعني ان يقال: يمكن حمل النصوص الدالة على صومه على ما إذا صامه مع غيره. وحديث النهي على صومه وحده وعلى هذا تتفق النصوص.
قال شيخنا أبو العباس بن تيمية، قدس الله روحه: وقد يقال: يكره صوم يوم النيروز والمهرجان ونحوهما من الأيام التي لا تعرف بحساب العرب، بخلاف ما جاء في الحديث من يوم السبت والأحد، لأنه إذا قصد صوم مثل هذا الأيام العجمية أو الجاهلية، كان ذريعة إلى إقامة شعار هذه الأيام وإحياء أمرها، وإظهار حالها بخلاف السبت والأحد، فإنهما من حساب المسلمين، فليس في صومهما مفسدة فيكون استحباب صوم أعيادهم المعروفة بالحساب العربي الإسلامي، مع كراهة الأعياد المعروفة بالحساب الجاهلي العجمي، توفيقاً بين الاَثار. والله أعلم."
¥