تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[الزقاق]ــــــــ[07 - 04 - 06, 07:23 م]ـ

.....

ـ[الزقاق]ــــــــ[07 - 04 - 06, 07:23 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

نواصل في نقل المقال و هو طويل بعض الشيء إلا أنه جدير بالاعتناء لما فيه من الفائدة و المتعة و أما بالنسبة لطلب الأخ أبي عبد الرحمن ترجمة للشرقاوي فسأضعها هنا بعد يوم أو يومين. و لعل في إخواننا من أهل المغرب من له به معرفة. فأما أنا فمن خلال الكتب, و من خلالها فقط.

.........................................

و ينكر الحالف فيقول ما له قبلي شقة و لا قميص فلا يحنث إن أراد بالشقة البعد و بالقميص غشاء القلب

و إن قال الحالف في عبارة الحلف: و إلا فهو كافر لم يكن كذلك إن عنى بالكافر الليل أو زارع البذور و في القرآن الكريم من سورة الحديد:

"اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب و لهو وزينة وتفاخر بينكم و تكاثر في الأموال و الأولاد كزرع أعجب الكفار نباته م يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطاما"

و قد ذكر عن الإمام محمد بن إدريس الشافعي أن كان يعنى بمسائل لغوية في معاريض فقهية تنشيطا للفقهاء على العناية باللغة و استحثاثا لهم على حفظ الغريب من ألفاظها فمن ذلك أنه سئل مرة من سائل قال له: كم قرا أم فلاح؟ يريد السائل: كم هو وقت صلاة الصبح؟ فالقرا معناه الوقت و أم فلاح كنية صلاة الصبح فأجاب الشافعي على البديهة: من ابن ذكاء إلى أم شملة أي منطلوع الفجر إلى غروب الشمس فابن ذكاء كنية الصبح و أم شملة كنية الشمس,

واقتفى أثره في هذا الشأن أبو الحسين أحمد بن فارس الرازي إمام اللغة في عصره, فعني بوضع المسائل اللغوية على صور المسائل الفقهية ليعير أولاع الفقهاء باللغة لأن الفقيه إذا لم يتسع فيها كان عرضة للخطأ في فهم النصوص الدينية و هو كثيرا ما كان يقول: من قصر علمه عن اللغة و غولط غلط و هذا مسرد ما وقعت عليه من المعاجم التي جاءت على هذه البابة:

قلت _الزقاق- و لمن أراد التوسع في أهمية اللغة للفقيه و هو من أهم ما يجب الاعتناء به فأحيله غير مأمور إلى كتاب الشيخ عبد الله بن بيه المرسوم ب"أمالي الدلالات و مجالي الاختلافات" فقد أتى فيه بما لا مزيد عليه. و قد وضعه أخونا المبارك "طويلب علم" على صيغة جميلة في هذا الموقع فقف عليه به.

-كتاب الملاحن

لأبي بكر محمد بن الحسين بن دريد الأزدي المتوفى سنة 321 هـ.

نسبه إليه ابنالنديم في الفهرت و ياقوت في إرشاد الأريب و القفطي في إنباة الرواة و ابن خلكان في الوفيات و السيوطي في المزهر و في البغية و خليفة في رسم كتاب من كشف الظنون.

قال في أوله:

هذا كتاب ألفناه ليفزع إليه المجبر المضطهد على اليمين المكره عليها فيعارض بما رسمناه و يضمر خلاف ما يظهر ليسلم من عادية الظالم و يتخلص من حنف الغاشم و سميناه كتاب الملاحن.

نشر أول مرة بليدن سنة 1859 م بعناية المستشرق ويليام رايت ثم نشره من بعده بجوتا المستشرق توربكه سنة 1882م و صدرت له طبعة بمصر عام 1323هـ, ثم قام بتحقيقه الشيخ ابراهيم اطفيس وطبع تحقيقه بالمطبعة السلفية بالقاهرة سنة 1347 هـ.

قلت –الزقاق- لعل ابن دريد سماه الملاحن لأن اللحن هو الميل فالحالف يميل عن ظاهر المعنى إلى سواه فيلحن و يرمي إلى خلافه. و الله عز وجل أعلم.

-المنقذ من الأيمان

لأبي عبد الله محمد بن أحمد بن عبيد الله البصري المعروف بالمفجع المتوفى سنة 327 هـ.

ذكره البن النديم في الفهرست و ياقوت في الإرشاد والصفدي في الوافي بالوفيات و الشريشي في شرحه المقامات و السيوطي في بغية الوعاة و بروكلمان في تاريخ الأدب العربي.

ضاهى به كتاب الملاحن لمعاصره ابن دريد السابق الذكر قبله فأربى عليه فيه و زاد.

-كتاب فتيا فقيه العرب

لأبي الحسين بن فارس بن زكرياء الرازي المتوفى سنة 395 هـ.

نسبه إليه أبو البركات الأنباري في النزهة و القفطي في الإنباه و الخلكاني في الوفيات و السيوطي في المزهر و في البغية وبروكلمان في تاريخ الأدب العربي. يوجد مخطوطا بمشهد.

حققه الدكتور حسين علي محفوظ وطبع تحقيقه بدمشق سنة 1958م.

و احتذى الحريري حذو ابن فارس في مقامته المنعوتة بالطيبية و التي تقع الثانية والثلاثين في ترتيب المقامات فضمنها مائة مسألة ملغزة من نمط ما سماه ابن فراس فتيا فقيه العرب, و مما جاء فيها من ذلك:

ما تَقولُ في مَنْ توضّأ ثمّ لمسَ ظَهرَ نعلِهِ? قال: انتَقَضَ وُضوءُهُ بفِعلِهِ. (النعل الزوجة)

قال: فإنْ توضّأ ثمّ أتْكأهُ البَردُ? قال: يُجَدّدُ الوُضوء منْ بعْدُ. (البرد النوم)

قال: أيجِبُ الغُسْلُ على منْ أمْنى? قال: لا ولوْ ثنّى (أمنى نزل منى)

قال: أيجوزُ أن يسْجُدُ الرّجلُ في العَذِرَةِ? قال: نعمْ ولْيُجانِبِ القَذِرَةَ. (العذرة فناء الدار)

قال فإن صلى و عليه صوم؟ قال يعيد و لوصلى مائة يوم. (الصوم ذرق النعام)

قال: أيَجوزُ للمَعذورِ أن يُفطِرَ في شهرِ رمَضانَ? قال: ما رُخّصَ إلا للصّبْيانِ. (المعذور المختون)

. قال: فإنْ ضحِكَتِ المرأةُ في صومِها? قال: بطَلَ صومُ يومِها. (ضحكن حاضت)

. قال: ما يجِبُ في مِئَةِ مِصباحٍ? قال: حِقّتانِ يا صاحِ (المصباح الناقة)

. قال: أيَجوزُ للحاجّ أن يعتَمِرَ? قال: لا ولا أنْ يختَمِرَ (الاعتمار لبس العمارة و هي العمامة و الاختمار لبس الخمار)

ثم تمادى في هذا النمط من الإلغاز الفقهي محاذيا أبواب الفقه و أصناف مسائله إلى أن أتم مائة مسألة مما يسمى فتيا فقيه العرب.

و ليس ثمة فتيا وو لا هناك فقيه. و لكنهم سموا هذا النوع من الألغاز بفتيا فقيه العرب تظرفا و تملحا. و يقول الجلال السيوطي في مزهره رواية عن الدرة الأدبية لابن نبهان ما نصه:

"ليس مراد ابن خالويه والحريري بفقيه العرب شخصا معينا إنما يذكرون ألغازا و ملحا ينسبونها إليها و هو مجهول لا يعرف و نكرة لا تتعرف"

و للحديث بقية ن شاء الله تفيد المطالع.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير