34 وكونُهُ بِعَلَمٍ لِيَحْصُلا
بِذِهْنِ سامِعٍ بِشَخْصٍ أوَّلا
65 تَبَرُّكٌ تَلَذُّذٌ عِنايَةْ
إِجْلالٌ او إِهانَةٌ كِنايَةْ
هذا ثاني أنواع المعارف عددا ورتبة وهو
2 - العلم فذكرنا في هذين البيتين مقتضيات تعريف المسند اليه بالعلمية فمنها إحضاره في ذهن السامع بشخصه ابتداءا احترازا من استحضاره ثانيا بضمير الغيبة نحو جاء زيد وهو ضاحك فان العلم لما كان مختصا بالمسند اليه كان ايراده به محضرا لشخصه في ذهن السامع ابتداء فلا يحتاج معه غالبا الى اعادة ولا زيادة شيئ بشخصه للسامع والعلم وان ساواه مثل ضمير المتكلم والخطاب والاشارة والموصول والتعريف بالام العهدية والاضافة في امكان احضاره ابتداء لكن ليس شيئ منها مختصا بمسند اليه معين كالعلم
وقد اختلف في المضمرات والاشارات هل وضعت وضعا كليا أو شخصيا ومن هذه المسألة قوله تعالى قل هو الله أحد وإلى هذه المسألة أشرنا بقولنا وكونه بعلم البيت أي وكون المسند اليه معرفا بعلم فالسر فيه ان يحصل في ذهن السامع بشخصه اول مرة من غير احتياج الى ضميمة
ومنها ان يعرف بالعلمية للتبرك به باسمه او استلذاذه كما تقدم في أسباب ذكر المسند إليه ومنها الاعتناء بشأنه والاهتمام به اما لترغيب او تحذير او تنبيه او نحو ذاك واليه اشرنا بقولنا عنايه ومنها تعظيمه وهو المراد بقولنا اجلال ومنها تحقيره واهانته كما تقدم في اسباب ذكره وهو المراد بقولنا اهانة ومنها الكناية عن معنى يصلح الاسم له نحو ابو لهب فعلى كذا قال تعالى تبت يدا ابي لهب أي يدا جهنمي لان انتسابه الى النار يدل على ملابسته إياها كما يقال ابو الخير و أبو الشر وأبو الفضل وأخةو الكرم وأخو الحرب لمن يلابس ذلك واللهب الحقيقي لهيب جهنم فالانتقال من ابي لهب الى جهنم من اللازم الى الملزوم وعكسه على القولين في الكناية
قال التفتزاني الا ان هذا الزوم انما هو بحسب الوضع الاول يعني الاضافي دون الثاني اعني العلمي وهم يعتبرون في الكنا المعاني الاصلية
وما يدل على ان الكناية بهذا الاعتبار لا باعتبار ان ذلك الشخص لزمه انه جهنمي سواء كان اسمه ابو لهب او زيدا او عمرا او غير ذلك لانك لو قلت هذا الرجل فعل كذا مشيرا الى ابي لهب لا يكون من الكناية في شيئ فيجب ان تعلم ان ابا لهب انما استعمل هنا في الشخص المسمى به لينتقل منه الى جهنمي كما ان طويل النجاد يستعمل في معناه الموضوع له لينتقل منه الى طويل القامة ولو قلت رايت اليوم ابا لهب واردت كافرا جهنميا لاشتهار ابي لهب بهذا الوصف يكون استعارة نحو رأيت حاتما ويراد لازمه أي جوادا ولا يكون من الكناية في شيئ فليتأمل فان هذا المقام من مزال الأقدام انتهى كلامه وهو عجيب وإلى هذه المسألة أشرنا بقولنا أو كناية
فقولنا وكونه مبتدا خبره ليحصلا وخبرا لكون بعلم وبذهن سامع ظرف ليحصلا والباء للظرفية وبشخص وأولا يتعلقان بيحصلا
وقولناتبرك إلى اخرها محفوظ عطفا على مجرورلام كي المقدر في ليحصلا
وفي البيتين الايجاز والمطابقة والتعليل والجناس الناقص والموازنة والتعديد
66 وكونُهُ بِالوَصْلِ لِلتَّفْخيمِ
تَقْريرٍ اوْ هُجْنَةٍ اوْ تَوْهيمِ
67 إيماءٍ او توجُّهِ السامِعِ لَهْ
أوْ فَقْدِ عِلْمِ سامِعٍ غَيْرِ الصِّلةْ
هذا هو النوع الثالث من المعارف وهو
3 - الموصول وكان الاولى تقديم اسم الاشارة عليه لكونه أعرف منه بدليل ان السامع يعرف " مدلوله" بالقلب والبصر بخلاف الموصول لكن تبعنا في "ذلك ترتيب"
أظنها هكذا ابي القاسم القزويني رحمه الله قال التفتزاني والموصول اللام سواء في الترتيب ولهذا صح جعل الذي يوسوس صفة للخناس وتعريف المضاف كتعريف المضاف اليه قال وما ذكرناه من "الاعرفية" هو المنقول عن سيبويه وعليه الجمهور وفيه مذاهب أخر انتهى وما ذكر من مساوات المضاف للمضاف اليه قيدوه بما اذا لم يكن مضاف الى مضمر فانه في رتبة العلم وينبغي على هذا القياس ان يكون كل مضاف الى نوع في رتبة الذي يليه وعن الشيخ ابي حيان ما من معرفة الا وقيل انها اعرف المعارف حتى المعرفة بالام
ولقد أحسن التفتزاني في تحقيق المقام الصالح للموصولية بما نصه والمقام الصالح للموصولية هو ان يصح احضار الشيئ بواسطة جملة معلومة الانتساب الى مشار اليه بحسب الذهن لان وضع الموصول على ان يطلقه المتكلم على ما يعتقد ان المخاطب يعرفه لكونه محكوما عليه بحكم حاصل له فلهذا كانت الموصولات معارف بخلاف النكرة الموصوفة المختصة بواحد فان تخصيصها ليس" بحسب" الوضع فقولك لقيت من ضربته اذا كانت من موصولة معناها لقيت الانسان المعهود بكونه مضروبا لك وان جعلتها موصوفة فكانك قلت لقيت انسانا مضروبا لك ففهو وان تخصص بكونه مضروبا لكن ليس بحسب الوضع لانه موضوع لانسان لا تخصيص فيه بخلاف الموصولة فان وضعها على ان تخصص بمضمون الصلة وتكون معرفة " " هذا المقام الصالح للموصول انتهى كلامه رضي الله عنه وهو مفيد فتامله ولنرجع الى المقصود من النظم فنقول ذكرنا في هذين البيتين من الاسباب الموجبة او المرجحة لكون المسند اليه معرفا بالموصولية سبعة أمور
احدها التفخيم أي التهويل والتعظيم نحو قوله تعالى يغشيهم من اليم ما غشيهم فغشاها ما غشى اذ يغشى السدرة ما يغشى
الثاني تقرير الغرض المسوق له الكلام وتقويته نحو وراودته التي هو في بيتها فالغرض الذي سيق له الكلام براءة يوسف ونزاهته من الفواحش والمذكورادل على نزاهته من امراة العزيز او زليخاه لان كونه في بيتها ومولى لها يوجب شدة تكمكنها من المراودة فاعراضه عنها وعدم انقياده اليها مع كونه منها بهذه المثابة يكون غاية في نزاهته عن الفحشاء
¥