ـ[عصام البشير]ــــــــ[15 - 11 - 06, 01:00 م]ـ
جزاكم الله خيرا أبا مالك.
هذه محاولة أنثرها بين أيديكم، تشجيعا مني للإخوة الأفاضل.
- المصيبة - حرسك الله –
لما ذكر المصيبة، كان من المناسب أن يذكر في الدعاء ما يفيد الحفظ والصيانة ونحو ذلك.
فيمكن أن تقول: (صانك الله أو وقاك الله أو حفظك الله ونحو ذلك).
ولعل المرجع في اختيار الكلمة إلى الصناعة اللفظية، لأن المعنى في جميعها متقارب.
وليس من المناسب أن تقول مثلا: (أثابك الله أو أنعم الله عليك ونحو ذلك).
- ولكن ثواب الله أكبر من المصيبة، والإيمان بالله أكبر من الثواب.
عندي إشكال في فهم العبارة، لأن الثواب فعل الله، والإيمان منسوب للعبد، (وإن كان مخلوقا لله) فكيف يفاضل بينهما؟
ثم يظهر لي أنه ما ذكر الثواب هنا إلا ليرتب على ذلك أن الإيمان أكبر من المصيبة (الإيمان أكبر من الثواب والثواب أكبر من المصيبة. النتيجة: الإيمان أكبر من المصيبة)، مع أنه قد ينتقل إلى النتيجة مباشرة، دون حاجة إلى الواسطة.
وهذه الواسطة (أي الثواب) لا ذكر لها فيما سيأتي، بخلاف الإيمان، فإنه سيربطه بالرضا والصبر فيما بعد.
- ولا يرضى بحكمه من سخط على ما ابتلاه.
يمكن أن يقال (كرِه). لكن (سخط) أفضل فيما يبدو لي.
- ولقد عرفتك من أوثق الناس إيمانا.
(أقوى) أو (أصدق).
لكن (أوثق) أفضل لما تقتضيه من تشبيه الإيمان بالحبل الذي يُعقد.
- فلتكن من أحسنهم صبرا، وأجملهم عزاء،
لو عكس فقال: (فلتكن من أجملهم صبرا، وأحسنهم عزاء) لكان أولى.
لأن الصبر يوصف بكونه جميلا، وفي الكتاب العزيز (فصبر جميل).
ويقولون (أحسن الله عزاءك في فلان).
- ونحن الضعفاء المساكين إنما نعامل الله بما يصيبنا به؛
الفقراءَ؟
- فإن جزعنا فقد بلغنا حق أنفسنا فلا حق لها من بعدُ
ما رأيكم في (استوفينا) أي بلغنا الغاية التي لا مزيد عليها. ويتأكد اللفظ بقوله (فلا حق لها من بعد).
- فما أحرى أن يكون الصبر على المصيبة هو ربح المصيبة.
يمكن أن نأتي بلفظة (فَضل).
رحم الله الرافعي!
لو كان حيا لأدبنا على جرأتنا هذه الأدبَ البليغ!
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[15 - 11 - 06, 01:22 م]ـ
أتسمي هذه المحاولة تشجيعا يا أستاذنا الفاضل؟!
لقد أتعبت من بعدك، ولم تدع لقائل مقالا!
ـ[معاذ جمال]ــــــــ[15 - 11 - 06, 03:28 م]ـ
بارك الله فيكم أشياخنا الفضلاء
بل نحن من يستأذنك في المبادرة بهذه الدروس القيمة شيخنا أبا مالك.
شيخنا عصام البشير حنانيك بنا لطفا، فقد أتعبتنا و اعجزتنا - إبتسامة من بلديك المحب-.
ـ[أبوعبدالرحمن الدرعمي]ــــــــ[15 - 11 - 06, 06:26 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
ما القول في: (ألطفهم صبرا، وأوفرهم عزاء)؟ مع التسليم بتفضيل تركيب الرافعي مع قلبه كما ذكر الشيخ عصام ...
بانتظار التدريب الثاني!
ـ[همام بن همام]ــــــــ[16 - 11 - 06, 02:58 ص]ـ
جزاكم الله خيراً.
قوله رحمه الله: "المصيبة - حرسك الله "–.
لعل الأنسب أن يقال: "المصيبة - حفظك الله –" لقوله تعالى: ? لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ?.
قوله رحمه الله: "ولكن ثواب الله أكبر من المصيبة".
الذي يظهر والله أعلم أن الثواب ليس فعل الله إنما هو الجزاء كقوله تعالى: ?فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ?.
قال ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسيره:
"وقوله: {ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ} أضافه إليه ونسبه إليه لِيدل على أنه عظيم؛ لأن العظيم الكريم لا يعطي إلا جَزيلا كثيرًا، كما قال الشاعر: إن يُعَذب يَكُن غَرامًا وإن يُعْ ... طِ جَزيلا فإنَّه لا يُبَالي ... " انتهى كلامه رحمه الله.
فتستبدل كلمة ثواب بالعطاء مثلاً، فيقال: "ولكن عطاء الله أكبر من المصيبة".
والله أعلم.
ومما يستحسن ذكره في هذا المقام أنه قيل لألثغ – وكان يحترز عن الراء –: أمر الأمير أن يحفر بئر. فقال: أوعز القائد أن يقلب قليب في الجادة.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[16 - 11 - 06, 06:54 م]ـ
التدريب الثاني:
ومن يكُ ذا فمٍ مُرٍّ مريضٍ ............ يجدْ مُرًّا به الماءَ الزلالا
- - -
لولا المشقةُ ساد الناسُ كلُّهم ............ الجودُ يُفقِرُ والإقدامُ قَتَّالُ
- - -
وجرح ذوي القربى أشدُّ مضاضةً ............ على النفسِ من وَقْعِ الحُسام المُهَنَّدِ
المطلوب:
أولا: انثر كل بيت من الأبيات السابقة مع الحفاظ على المعنى العام.
ثانيا: اقرأ كل بيت وأغمض عينيك وتفكر في معناه، وحاول التعبير عنه بأسلوبك أنت.
ثالثا: حاول التعبير عن المعنى المقصود في البيت ببيت آخر من بحر آخر وقافية أخرى.
¥