ـ[محمد بشري]ــــــــ[28 - 11 - 06, 03:19 ص]ـ
أخي حمزة هل لك أن تذكر لنا ترجمة وافية للبوصيري دالة على إمامته في سائر العلوم،ولكم الأجر والثواب.
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[28 - 11 - 06, 03:31 ص]ـ
على كل أنا لم آت للمناظرة، إنما للإنصاف، واقرأ البردة والهمزية لتعلم ذلك، خاصة الهمزية فقد ضمت من مختلف العلوم والفنون ما يبهر قارئها، وسأنقل لك قريبا بإذنه تعالى بعض ترجمته وثناء الأعلام عليه، ولا يخفى أن قصيدة أحمد شوقي - على لطافتها - لا ترقى للبردة ولا لمعشارها، لا شاعرية ولا ما تضمنته من العلوم والفوائد، وأنواع البديع وفنون البلاغة، وتفاصيل السيرة والذب عن الإسلام، وعلوم السلوك والسيرة، والتربية، والمواعظ، والمناظرة، والعقيدة ... إلخ ...
ـ[محمد بشري]ــــــــ[28 - 11 - 06, 03:48 ص]ـ
لا يا أخي رعاك الله لم أقصدالمناظرة ولا الجدل،بل أنا أبحث فعلا عما يدل على إمامة البوصيري وتقدمه في سائر العلوم،وذلك أن أكثر من يترجم له-أو على الأقل ما اطلعت عليه- لم يسعفني في بغيتي.
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[28 - 11 - 06, 12:01 م]ـ
بل أنت اشرح لنا معنى البيت أضحك الله سنك.
و الْصوْفي بَاشْ يَدَّاوَا ... وْ تْلِيقْلُو مْيَاةْ هرَاوَهْ ... مْسَلْسَ لِيَنْدِمِ
أما بيت شوقي فأمره سهل قريب.
و الصوفي: معروف.
باش يداوى: أي: بأي طريقة يتداوى، أي: أي طريق نسلكه معه ليتداوى من صوفيته.
و تْليقلو: أي: اللائق بدائه (التصوف).
مياةْ: أي: مائة.
هراوة: معروفة، و هي العصا.
مْسَلْسَه: أي عصا مستوية و مستقيمة.
ليندم: على تصوفه.
ابتسامة عريضة جدا ...............
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[28 - 11 - 06, 12:11 م]ـ
أما البوصيري؛ فباستثناء بعض أبيات البردة والهمزية التي انتقدها البعض ولا نسلم الانتقاد لهم، فإنهما تدلان على إمامة عظمى في مختلف الفنون والعلوم، وحكمة بالغة وفتح كبير، وبمطالعتهما يعرف مقدارهما ...
قال عبد الرءوف محمد عثمان في كتابه: " محبة الرسول بين الاتباع والابتداع ":
[يقول البوصيرى في البردة التي يترنم بها ملايين الصوفية:
يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به ... سواك عند حدوث الحادث العمم
ولن يضيق رسول الله جاهك بي ... إذا الكريم تجلى باسم منتقم
فإن من جودك الدنيا وضرتها ... ومن علومك علم اللوح والقلم
فهذا الشاعر خلع على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أوصاف الربوبية والألوهية ما لا يليق وصف أحد به إلا الله وحده، فجعل الرسول وحده ملاذه ومعاذه عند حلول الخطوب ونزول الشدائد ثم نسب إلى الرسول الشفاعة مطلقا كما يعتقده المشركون في الشفاعة الشركية التي تكون بدون إذن ولا رضى من المشفوع عنده وإنما تكون بجاه الشافع ومكانته فقط.
ثم نراه يجعل الدنيا والآخرة من جوده، وأن علم اللوح والقلم من بعض علومه وهذا مع ما فيه من الشرك كفر بالله عز وجل. لأن كل ما ذكره من أوصاف الربوبية والألوهية لا يجوز بأي حال من الأحوال وصف أي مخلوق بها وإنما أي من صفات الخالق وحده.
قال تعالى: {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ} وقال تعالى: {يَوْمَئِذٍ لَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا}. وقال تعالى: {وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ}. . . الآية. وقال تعالى: {يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا}] اهـ المقصود.
و قال العلامة صالح بن عبد العزيز آل الشيخ في التمهيد في شرح كتاب التوحيد:
[أما الغلو فيهم مجاوزة ذلك الحد، وهو بحر لا ساحل له، فمما حصل من الغلو فيهم أنهم جعلت فيهم خصائص الإلهية كما ادعاه في حق نبينا صلى الله عليه وسلم أنه يعلم سر اللوح والقلم، وأنه من جوده الدنيا وضرتها كما قاله البوصيري في قصيدته المشهورة، المسماة بـ (البردة):
فإن من جودك الدنيا وضرتها ... ومن علومك علم اللوح والقلم
ومن المعلوم: أن هذا لا يليق إلا بالله، فهذا من الغلو المنهي عنه، وكذلك قوله في النبي عليه الصلاة والسلام، غاليا فيه أعظم الغلو:
لو ناسبت قدره آياته عظما ... أحيا اسمه حين يدعى دارس الرمم
يقول: إن النبي عليه الصلاة والسلام لم يعط آية تناسب قدره، قال الشراح: حتى القرآن لا يناسب قدر النبي صلى الله عليه وسلم والعياذ بالله. يقولون: والقرآن المتلو بخلاف غير المتلو عند الأشاعرة؛ لأنهم يفرقون بين هذا وهذا.
فهذا البوصيري يغلو ويقول: لو ناسبت قدره - يعني النبي عليه الصلاة والسلام - آياته عظما - يعني في العظمة - أحيا اسمه حين يدعى دارس الرمم، فالذي يناسب قدره، عند البوصيري أنه إذا ذكر اسمه على ميت قد درس، وذهب رميمه في الأرض، وذهبت عظامه أن تتجمع هذه العظام وتحيى، لأجل ذكر اسم النبي صلى الله عليه وسلم عليه، وهذا من أنواع الغلو الذي يحصل من الذين يعبدون غير الله - جل وعلا - ويتوجهون إلى الأنبياء والرسل، ويجعلون في حقهم من خصائص الألوهية ما لا إذن لهم به، بل هو من الشرك الأكبر بالله جل وعلا، ومن سوء الظن بالله، ومن تشبيه المخلوق بالخالق، وهذا كفر والعياذ بالله].
و ممن أنكر هذا العلامة ابن عثيمين في القول المفيد.
و الله أعلم
¥