تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو علي الطيبي]ــــــــ[11 - 02 - 07, 09:43 م]ـ

اشتريت الكتاب وفي وهمي أن صاحبه سيتدارك بعض ما فات الباحثين السابقين في هذا الباب الجليل من البحث العلمي،، وهو باب يخدم لغة العرب التي هي مناط عزهم، ومطلع فخرهم، ومجلى تفرّدهم في أبنيتها وتراكيبها، ومفرداتها وسياقاتها. فإن بعض الباحثين من بعض الجزائريين، خاصة في الدرس البلاغي والأسلوبي، يفحجون على المشارقة فحجا، يرونهم من السطحية بمكان لا ينقذهم منها إلى عمق المتكلفين، ومن الجهل بالدرس اللغوي الحديث في هوة لا يخرجهم منها إلى أنوار المتعالمين، ولكني، والحق يقال صدمت، وحق لغريب الوجه واليد واللسان في زمن الجهل والعجمة أن يصدم! في زمنٍ العروبةُ في ريبة! والإسلام زهرة غريبة!! والفصاحة إسراف في القول! والبلاغة خصيصة مشرقية يجب أن تنفى من اللسان! أو يضرب بجدار الإهمال والتعتيم والتهميش على عشاقها في كل ميدان!!

كان في نيتي أن أدرس الكتاب وأن أراجع ما فيه من أطروحة، أو ما وصل إليه الباحث من نتائج، وما إن بدأت في القراءة حتى رأيت نفسي أمام رجل لا يستقيم على لسانه الحرف العربي، ولا تند الجملة من شفتيه إلا مكدودة، فرأيت من الأجدى للقارئ أن أقف عند أخطاء الكتاب مقوّما، حتى أسهم في إحياء الدرس اللغوي عمليا، بعد أن زاغت الألسنة عنه زوغان القلوب عن الإيمان. فلعله يستفيد من ملاحظاتي الصميمية، فإن كابر،، والمكابرة شقيقة الحماقة، إذ كلتاهما تعيي من يداويها،، فإن قراء ممن اطلعوا على كتابه سيستفيدون بصدور رحبة، وأنفس سمحة، بهذه الملاحظات ..

لا أريد أن أقف عند الأخطاء التي توهم، أو يسبق إلى الذهن أنها أخطاء مطبعية، فهي كثيرة، لكني أنبه إلى أخطاء الأساليب والتراكيب والأخطاء التي نتجت عن قلة الزاد المعرفي للأستاذ الجامعي المجمعي! في عصر ومصر أصبح الخمول الذهني فيهما زكاة لأهله فيمنحون المناصب! ويحوزون المكاسب! وإن طالب العلم في دولة الجهل أضيع من التوحيد في سلطة الوثنية! وإن التنبيه إلى أخطاء الأقلام، أولى من تقويم عوج الأفهام،، فإن ثمرات الأفهام مما تتفاوت في إدراكها وفي تقديرها العقول،، فما يرجح عند عقل، يكون متهافتا عند آخر، وما يراه عقل قبيحا يتغنى بحسنه آخر، هذا في أحكام العقول، أما في تشبيهات الأذواق، وتخيلات المتذوقين، فحدث عن التباين والتضارب والتناقض ولا حرج .. "

ومن أجل ذلك رأيت أن تنصب ملاحظاتي على الأخطاء اللغوية والنحوية والأسلوبية التي لا تقبل التأويل والتدليس، وإزجاء الحجج الدامغة،، لأنها مما لا ينتطح فيها عنزان، ولا يتناقر فيها ديكان! ولا يتواثب فيها خصمان!! ولا يسيل فيها دميان!!

ـ[أبو علي الطيبي]ــــــــ[11 - 02 - 07, 09:47 م]ـ

1 - فمن الأخطاء قوله: " .. لقد اخترت البحث في مسألة الألفية كونها الخلاصة العامة .. " (ص2) والخطأ نفسه يتكرر في (ص3) ولست أدري ما عامل النصب في قوله: "كونها" لأن "اختار" في هذا السياق لا يتعدّى إلا إلى مفعول واحد، وقد سلط عليه هنا وهو "البحث" وقد ورد في التنزيل متعديا إلى مفعول واحد، وذلك في قوله تعالى: {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ .. } (القصص: 68) - وفي قوله: {وَأَنَا اخْتَرْتُكَ .. } (طه: 13) وللخروج من الخطأ الصادر عن المجمعي، لابد من ذكر حرف الجر والتعليل "اللام فكان عليه أن يقول: "لكونها الخلاصة .. " ولا مناص من اللام التعليلية هنا، لإفادتها سبب الاختيار ..

2 - ومن الأخطاء التعبيرية التي تنم عن منحى نفسي لدى الباحث قوله: "وتعود بنا إلى العمل بالنزر والقليل، وبلغات العرب الذين لا يعتد بهم"، فقد سبقه قلمه إلى إفشاء مكنون الشعوبية في فكره ووجدانه، وهو من قوم يتقربون إلى ربهم بلعن العرب!! وتصحيح عبارته يكون بإقامة التحريف فيها على هذا الوجه: "وبلغات العرب التي لا يعتد بها .. " فإن اللغة هي مناط الاعتداد ومظنة عدم الاعتداد بها، لا الناطقين بها، وهذا أمر من المسلمات في البحث العلمي. ولولا أني قصدت التنبيه إلى هذا المنحى العجيب من توظيف الشعوبية البغيضة في مجال الدرس النحوي، لما وقفت عند هذا الخطأ.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير