[العاص .. من العيص؟ أو من العصيان؟]
ـ[فريد البيدق]ــــــــ[18 - 04 - 10, 02:11 م]ـ
(1)
مسند أحمد – موسوعة حرف للكتب التسعة- إحدى الروايتين:
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي السَّفَرِ، عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُطِيعِ بْنِ الْأَسْوَدِ أَخِي بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ أَبِيهِ مُطِيعٍ وَكَانَ اسْمُهُ الْعَاصُ فَسَمَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُطِيعًا. قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ أَمَرَ بِقَتْلِ هَؤُلَاءِ الرَّهْطِ بِمَكَّةَ يَقُولُ: لَا تُغْزَى مَكَّةُ بَعْدَ هَذَا الْعَامِ أَبَدًا، وَلَا يُقْتَلُ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ بَعْدَ الْعَامِ صَبْرًا أَبَدًا.
(2) المعاجم اللغوية:
أ- أساس البلاغة للزمخشري:
وأمّا الأعياص من بني أمية فهم العاص وأبو العاص والعيص وأبو العيص والعويص.
ب- الصحاح للجوهري:
[عيص] العيص: الشجر الكثير الملتف. والمنبت معيص. والعيص: الأصل. والأعياص من قريش: أولاد أمية بن عبد شمس الأكبر. وهم أربعة: العاص، وأبو العاص، والعيص، وأبو العيص.
ج- القاموس المحيط للفيروز أبادي:
العِيصُ بالكسرِ: الشجرُ الكثيرُ المُلْتَفُّ ج: عِيصانٌ وأعياصٌ والأَصْلُ وما اجْتَمَعَ وتَدَانَى من العِضاهِ أو من عاسِي الشجرِ ومَنْبِتُ خِيارِ الشجرِ وماءٌ بِدِيَارِ بَنِي سُلَيْمٍ وعُرْضٌ من أعْراضِ المدينَةِ. والأَعْيَاصُ من قُرَيْشٍ: أولادُ أُمَيَّةَ بنِ عبدِ شَمْسٍ الأكبرِ وهُم العاصُ وأبو العاصِ والعِيصُ وأبو العِيصِ. والعِيصانُ: من مَعادِنِ بِلادِ العَرَبِ. وعِيصُو: ابنُ إسحَاقَ بنِ إبراهيمَ عليهما السلامُ. والمَعِيصُ: المَنْبِتُ. والمِعْيَاصُ: كلُّ مُتَشَدّدٍ عليكَ فيما تُريدُهُ منه.
(3)
لفت الانتباه في رواية أحمد رفع "العاص"، وقد اعتدناها مكسورة الآخر؛ فأدى بي ذلك إلى البحث عنها، فوجدت المعاجم تشير إلى العيص، وتنص على أن العاص منها كما سبق.
لكن الرواية تنص على أنها من العصيان؛ لأن الرسول سماه مطيعا مما يدل على أن الأصل العصيان.
(4)
وجمعا بينهما يمكننا أن نقول أن الكلمة لها جذران هما "ع ي ص"، و"ع ص ي".
ـ[محمد بن القاضي]ــــــــ[21 - 04 - 10, 10:14 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الأستاذ فريد على هذه الإشارة القيمة
وقد ووجدت شيئا أحببت إثباته عسى أن تجعله في اهتمامك
وهو أن الفيروزأبادي نفسه ذكر العاص بن وائل في حكام العرب في الجاهلية فقال: "حُكَّامُ العَرَبِ في الجاهِلِيَّةِ: أكْثَمُ بنُ صَيْفِيٍّ وحاجِبُ بنُ زُرارَةَ والأَقْرَعُ ابنُ حابِسٍ ورَبيعةُ بنُ مُخاشِنٍ وضَمْرَةُ بنُ أبي ضَمْرَةَ لتَميمٍ وعامِرُ بنُ الظَّرِبِ وغَيْلانُ بنُ سَلَمَة لِقَيْسٍ وعبدُ المُطَّلِبِ وأبو طالِبٍ والعاصِي بنُ وائِلٍ" يعني بالياء.
وأما ابن دريد في الاشتقاق فلعله حسم الموضوع بقوله: "والعاص اشتقاقُه من قولهم: عَصَى عِصياناً ومَعصِيَةً. أو مِ، قولهم: فَصِيلٌ عاصٍ، إذا يتْبَعْ أمَّه. واعتاصت النَّاقةٌ، إذا نَفَرت من الفحل".
وهذه توافق حديث تغيير اسم العاص، ولا شك ان النبي أعلم العرب بهذه اللغة وأفصحهم نطقا بها. قال الخطابي في غريب الحديث: " أما تغييره اسم العاص فلكراهية العصيان الذي هو مناف لصفة المؤمن وإنما شعار المؤمن الطاعة وسمته العبودية ".
وأما ضبط محقق المسند فلا يحتج به لأنه يظهر أنه خطأ، فهو قد ضبط اسم كان وخبرها بالرفع (راجع النقل)!!! ولا شك أن إحداهما منصوبة، فإن جعلنا (اسمه) اسم كان وجب نصب العاص فنقول العاصَ على الخبرية ل كان .. وإن كان الخبر مؤخرا وجب نصب اسمه. لكنه نصب الكلمتين وهذا دليل على خطئه .. بدليل أن محقق الكبير للطبراني ضبط العاص بالكسر " وَكَانَ اسْمُهُ الْعَاصِ". حديث رقم 17079، 17081.وأما رواية مسلم في الصحيح والطحاوي في شرح مشكل الآثار فقد أثبتت الياء "وكان اسمه العاصي ". وهو هكذا في كل شروح مسلم بالياء وفي مشارق الأنوار للقاضي عياض وفتح الباري للحافظ وغيرها.
وهذا يدل على خطأ الأستاذ شعيب الأنؤوط في ضبطه هكذا بالمسند إلى جانب ما سبق أن وضحته نحويا.
بل إن الأستاذ شعيب رجع في الحديث رقم 17869 من المسند وضبطها بالكسر "وَكَانَ اسْمُهُ الْعَاصِ" وهذا يؤكد أن الأمر عنده ليس أمر رواية أو دقة والله أعلم.
فهل نقول إن تسميتهم بالأعياص من باب التوسع في الكلام وهو ليس عن العرب بغريب؟
==
ـ[فريد البيدق]ــــــــ[26 - 04 - 10, 02:13 م]ـ
دام الثراء والإثراء أخي الحبيب محمد!