[نجم الحيران على سواطع الجمان - في علم الصرف]
ـ[أبو بكر التونسي]ــــــــ[25 - 05 - 10, 01:38 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على النبي محمد وآله وصحبه أجمعين
أما بعد،
فهذا شرح على منظومة سواطع الجمان للشيخ سيدي محمد بن سيدي عبد الله بن الحاج إبراهيم رفعه أحد الإخوة على منتدى شذرات شنقيطية وهو لا يزال مخطوطا وسأقوم إن شاء الله بكتابته على الوورد رجاء أن تعم الفائدة فلعل فرسان العربية في هذا الملتقى المبارك أن يتابعوا ما أقوم بتنزيله تباعا ليصوبوا ما قد يعتريه من تحريف وتصحيف.
وفقني الله وإياكم إلى ما يحب ويرضى. آمين
وهذا نص الشرح وقد قابله على مصورة من الأصل الطالبان: أبو شمس الدين عز الدين بن مصطفى الحسيني الإدريسي الجزائري وأبو سهل ابراهيم بن سليمان وضاح (سقط) غفر الله لهما ولوالديهما ولمشايخهما وكل المؤمنين. آمين
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما
حمدا لمن برأ العالم والأفعال. وصور الإنسان على أحسن مثال. وعلمه البيان كما قال. نحمده ونشكره على كل حال. والصلاة والسلام على سيد المرسلين. المبعوث بلسان عربي مبين. الصادق المصدوق المأمون الأمين. وعلى آله وأصحابه والتابعين. ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
وبعد فإنم علم العربية من أجل العلوم قدرا. إذ هو السلم لفهم الكتاب والسنة الغرّا. ومفتاح العلوم بأسرها وكفى بذلك فخرا. وكان ذوو الهمم يجوبون التيه قفرا. واعتنوا بحفظ كلام العرب نظما ونثرا. واقتنوا بذلك ذكرا وأجرا. وقد كنت نظمت فيه نظما وجيز العانيه. محتاجا إلى شرح يحل قفل مبانيه. ويسفر عن مَعانيه لمُعانيه. نظمته في أبنية الفعل ومعانيه. وجعلته ذيلا لألفية ابن مالك. إذ هي التي عليها مدار كل سالك. في مفاوز العربية الحوالك. وجمعت فيه ما في اللامية والتسهيل. وما ستراه إن شاء الله تعالى من هذا القبيل. ولم أتعرض فيه لأبنية المصادر وأسماء الفاعلين والمفعولين. لذكرها في ألفية جمال الدين. ولما كان هذا النظم محتاجا إلى شرح طلبه بعض الأصحاب. فشرحته بعون الله شرحا يذلل ألفاظه الصعاب. ويكشف عن وجوه مخدراتها النقاب. ويميط عن قواعده بالأمثلة الحجاب. وينيط به ما بقي من شواذ الباب. ورشحته بفوائد رائقه. وسميته نجم الحيران. على سواطع الجمان.
وأسأل الله الكريم أن ينفعني به وكل إنسان. نظر إليه بعين الإنصاف أو عين الإحسان. أو سعى فيه بلسان أو بنان أو جنان. وأعتذر لذوي الألباب من أهل هذا الشان. فإن الإنسان محل الخطإ والنسيان. والله المستعان. وعليه التكلان.
افتتح الكتاب بحمد الله بعد البسملة اقتداء بكتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى اللع عليه وسلم فقال:
الحَمْدُ للهِ العَلِيمِ العَالِي ... جلَّ عنِ الغَرَضِ فِي الأَفْعَالِِ
الحمد لغة هو الوصف بالجميل سواء تعلق بالفضائل أم بالفواضل على الجميل الإختياري على جهة التعظيم ظاهرا وباطنا. والمراد بالوصف الوصفُ باللسان، والفضائل جمع فضيلة وهي المزايا القاصرة على المتصف بها كالقدرة والعلم والحسن. والفواضل جمع فاضلة وهي المزايا المتعدية كالإنعام والتعليم. والإختياري يشمل النعمة وغيرها، فوصفه بحسن الوجه أو العلم إن كان لأجل إكرامه للواصف أو غيره سمي حمدا وإلا سمي مدحا. واشترط كون ذلك الوصف على جهة التعظيم ظاهرا وباطنا لأنه إذا عري عن مطابقة الإعتقاد أو خالفته أفعال الجوارح لم يكن حمدا حقيقة بل استهزاء وسخرية.
وأركان الحمد أربعة: حامد ومحمود ومحمود له ومحمود عليه. والتعريف مشتمل عليها. إذًا الوصف يتضمن واصفا وموصوفا والثالث بالجميل والرابع على الجميل.
والحمد عرفا هو فعل ينبئ عن تعظيم للنعم بسبب كونه منعما سواء كان الفعل اعتقادا بالجنان بأن يعتقد اتصافه بصفات الكمال أو قولا باللسان بأن يذكر ما يدل عليه أو عملا بالجوارح بأن يأتي بأفعال دالة على ذلك. والشكر لغة بمعنى الحمد عرفا وقيد بعضهم النعمة فيه بوصلها إلى الشاكر. والشكر عرفا صرف العبد جميع ما أنعم الله به عليه من السمع ولبصر وغيرهما إلى ما خلق له. كصرفه النظر إلى مطالعة مصنوعاته والسمع إلى تلقي ما ينبئ عن مرضاته وعن اجتناب منهياته.
¥