مدارسةٌ: في (معلقَّةِ امرئ القَيْسِ) على مَجَالسَ عدَّةٍ.
ـ[أبو همام السعدي]ــــــــ[06 - 06 - 10, 08:07 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربِّ العالمين, والصلاةُ والسلامُ على سيِّدِ المرسلينَ وعلى آلِهِ وصحبهِ أجمعينَ, والتابعينَ لهم بإحسانٍ إلى يومِ الدِّينِ , وبعدُ:
فهذا أوانٌ الشروعِ في "مدارسة معلقة امرئ القيس" وهيَ أوَّل المعلقاتِ العشرِ متانةً وتقديماً وأهميةً من الناحيةِ اللغويةِ الأدبيةِ كمَا لا يخفَى.
وإن قدِ ارتأيتُ أن أبدأ بمدارستهَا مع " محبِّي اللغةِ " لها, بشكلٍ مسهَّلٍ وسريعٍ مفيدٍ , وقد قسَّمتُ هذه المدارسة على مجالسَ عدّة , يقربُ بينَ كل مجلسٍ وآخر برهةً من الزمنِ ليستْ بالبعيدة.
ونبدأ في مساءنا الجلسة الأولى: وفيهِ " بيانُ المنهج المسار عليه في هذه المدارسةِ "على بركةِ الله.
تنويهٌ: لمنْ يحبُّ من الإخوانِ المشاركةَ بالفوائدِ المليحةِ , أو التعليقاتِ السنيَّةِ , وما شابههُ فلا مانعَ من ذلكَ , إلاَّ أنَّ المضيَّ في "المدارسة" باقٍ وإن انقطع روَّادهُ "بمشيئةِ الله تعالى".
أخوكم/ المعتضدُ باللهِ / أبو همامٍ السعديّ.
ـ[أبو همام السعدي]ــــــــ[06 - 06 - 10, 04:27 م]ـ
(الجِلسةُ الأولى)
المنهج المسار عليه في هذه المدارسةِ:
مميِّزاتُ هذا الشرح المسهَّل المبسَّط:
(1) اختياري وانتقائي من جميع شروحاتِ المعلقاتِ بأخصرِ ما أقدرُ, وقد أحذف كثيراً من الشواهدِ الشعريةِ, وذلكَ مراعاةً لحالِ كثيرٍ من القرَّاءِ, إذ إنهم لا يتنشَّطونَ لقراءةِ الشرح بأكملهِ كما هو موجودٌ في الكتب.
(2) التوضيحُ المسهَّل لفهمِ البيتِ, إذ إنَّ كثيراً من الشرَّاحِ قد لا يوصلونَ المعنى حقَّه ومستحقَّه.
(3) وجازته وقلته, إذ إني لم أتوسَّع أبداً, بل وضعتُ المفيدَ المهمَّ, وقد تجاوزتُ كثيراً مما ذُكرَ في الشرحِ.
سببُ اختياري هذه المعلَّقة المشهورة:
* قد يخرج أحد ويعترض على اختيار هذه المعلقة لما فيها من الهجون والغزل والكلام الفحشِ مما تتنزه عنه الألسنة, وتبعد له الأفئدة, ولكن أقول إن دوافع اختياري لها أسبابٌ كثيرةٌ قد تنهض لصحة العمل:
(1) مدارستي لها شرحاً وحفظاً, فقد منَّ الله عليَّ بأحد الأدباءِ الفضلاء –صاحب كتاب "الموسوعة الأدبية العالمية"- بأن شرع في شرحه لي " المعلقات العشر" وقد كان الشيخ كثيرا يأتي لبعض الأبياتِ ويستغفر الله من قوله بل أحيانا قد يفكر في الإحالة إلى "معلقة زهير ابن أبي سلمى" حتى أن أنهيتها كاملة عنده , وقد انتهيتُ من حفظها بحمد الله.
(2) رصانتها وجزالة ألفاظها, فقد بعد الناس والطلبة والعلماء عن الشعر وأضربه, بل عن ذكره ومدارسته, وما أنا بالشاعر ولا بالطالب إنما أنا بالسائل المكثر المحب له.
(3) إحياء أصيل الشعرِ وأصله, إذ إن المعلقة قد زفرت بقبول –آنذاك- عجيب, وشهرة مستكثرة , مما أدى إلى أن تعلقت على أستار الكعبة.
(4) تقديم الأدباء والكتاب والشراح لها, وذاك عن بقية المعلقات والدواوين , حتى قيلَ أن أوَّل ما علق على الأستارِ هي "معلقةُ امرئ القيسِ" ولكن سنقرأ –فيما بعدُ- بإذن الله ونتدارس "معلقة زهير بن سلمى" والتي تزدهر بأشعار الحكمة والأدب والمواعظ.
وغير ذلك مما يطول شرحه.
وقد قسمتهُ إلى خمسةِ فصولٍ مرتبةٍ:
التَّعْرِيفُ بِالمُعَلَّقَاتِ العَشِرْ.
تَرْجمَةٌ وَجِيزَةٌ لامْرُئ القَيْسِ.
تَعْرِيفٌ مُوجَزٌ بِمُعلَّقَةِ امْرُئ القَيْسِ.
شَرْحُ الأَبْيَاتِ وتَحلِيلُهَا كَامِلَةً.
مُرَاجَعَةٌ وأَسْئِلَةٌ فِي نِهَايَةِ المَطَافِ فيما سَبَقَ.
وقد رتبتُ منهجي في شرح الأبياتِ على ما يلي:
النصُّ المحقَّقُ:
التحليل اللفظي:
المعنى الإجمالي:
الفوائد اللغوية والملحات الأدبية:
الانتقادات الفكرية أو المنهجية:
* وما لا يكونُ في البيتِ أحد العناوينِ لم أذكرهُ, واكتفيتُ بذكرِ فوائد العناوين الأخر.
الشروح المعتمدة في هذه المدارسة:
(1) شروحاتِ المعلقات, وهنَّ:
الزوزني , والشنقيطي , والنحاس , والتبريزي , والشيباني.
(2) رجال المعلقات العشر, للغلاييني, وغيرها من الشروحِ المختارة المنتقاة.
(3) السبع المعلقات [مقاربة سيمائية/ أنتروبولوجية] للدكتور "عبد الملك مرتاض".
¥