تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الضابط الصحيح لوضع علامة (=) (المساواة) في ربط الكلام]

ـ[أشرف السلفي]ــــــــ[09 - 06 - 10, 05:09 م]ـ

بسم الله الرحمان الرحيم

الحمد لله القائل (ن والقلم وما يسطرون) و القائل (اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم)؛ والصلاة والسلام على رسوله محمد بن عبد الله الذي أرسله الله - تبارك وتعالى – إلى جميع الأمم؛ وبعد: فإنه مما لا يخفى على القارئ وطالب العلم ما " للإملاء] من [منزلة كبيرة بين الدراسات اللغوية؛ فهو لا يقل في أهميته وخطره عن النحو والصرف، وغيرهما؛ فلكل غايته وهدفه، وأثره في إبراز العمل الكتاب بصورة متكاملة، بعيدة عن الأخطاء، فمما لا ريب فيه أن الخطأ الإملائي يشوه العملَ المكتوب، وقد يحول دون الفهم الصحيح، ثم هو مَدْعاة إلى الاحتقار والازدراء.

وهكذا نجد للإملاء في توخيه الرسمَ الصحيح للكلمات العربية هذه الأهمية التي هي في غناء عن الإطناب والإسهاب.

ومع هذا فقد حرم في الآونة الآخيرة ما يستحقه من عناية وتقدير " (1)؛ لذا نجد في كثير من الكتابات – ولعل أكثرها – كثيرا من الأخطاء الإملائية، والأغلاط الكتابية، بحيث يكاد الواحد منا يعجر عن أن ينبه على قليل من ذلك، فكيف بأكثره، أو جله، أو كله؟!

وليس غرضي من كَتْبِ هذه الأسطر: أن أشيد بهذا العلم – علم قواعد الإملاء -، ولا أن أستقصئ تلكم الأخطاء، ولا هاتيكم الأغلاط؛ لأن هذا يحتاج إلى سِفْرٍ مفردٍ، ويحتاج إلى جَهد وجُهد، ولكن غرضي من مقالي – هذا – هو التنبيه على مصطلح شاع استعمالُه في مؤلفات بعض المتأخرين، ولعل أول من وقفتُ عليه فيمن استعمل هذا المصطلح هو الأستاذ محمود شاكر – رحمه الله –، وأول كتاب وجدت فيه هذا المصطلح هو كتاب (أباطيل وأسمار) ذلكم الكتاب الشائق الرائق الفائق، ثم وجدته في عدد من كتبه - إن لم يكن كلها -، ثم وجدت أستاذنا الشيخ عليا الحلبي يستعمله بكثرة وبخاصة في كتبه الأخيرة، وكنت قد قرأت تعليقا – قبل أكثر من ثلاث سنين – يتعلق بهذا المصطلح، ودار بخَلدي – لعله من ذلك الوقت – أن أنقله إلى بعض الشبكات، ولكن شاء الله – تبارك وتعالى – غير ذلك، والله المستعان؛ وتذكرت اليوم، وخطر على بالي ذلكم التعليق؛ فأحببت نقله إلى الشبكة، والله أسأل أن ينفع به؛ فإلى ذلكم التعليق: "] اعلم – أخي القارئ – أن [هذه العلامة] (=) (المساواة) [من علامات الترقيم جديرة بالاهتمام والإشاعة، لعظيم نفعها. مع أني لم أجدها في أصول هذا العلم – علم علامات الترقيم – بالمعنى والإفادة التي في هذا الاستخدام؛ وإنما وجدتها بهذه الإفادة في كتب وتحقيقات العلامة محمود شاكر، فانظر (أسرار البلاغة) لعبد القاهر الجرجاني (7، 13، 80، 81). أما المعاني المنصوص لها في كتب علامات الترقيم التي ذكَرَتْها مثل كتاب (فن الترقيم) لعبد الفتاح الحموز (81)، فهي تستخدم لـ (المماثلة، والمتابعة، والمساواة)، وليس فيها الاستخدام الذي أنبه عليه هنا. هذا مع أن بعض كتب علامات الترقيم لم تذكرها البتة، مثل كتاب (الترقيم وعلاماته) لأحمد زكي باشا، و (الإملاء والترقيم) لعبد العليم إبراهيم.

والذي أستحبُّه من موضع استخدامها، كما في المواضع المذكورة آنفا في تحقيق محمود شاكر (أسرار البلاغة)، هو:

أن تُوضع قبل تتمة لكلام تأخرت عن بدايته بفاصل طويل، مثل تأخير الخبر عن المبتدأ.

أو جواب الشرط عن فعله ونحوهما.

وسبب استحبابي ذلك لأمرين:

الأول: حاجة الموطن المذكور لها إلى علامة تظهر أن ما بعدها هو تتمة الكلام؛ لطول الفاصل، مما قد يشوش على القارئ فَهْمَ الكلام إذا لم نُعِنْهُ بمثل هذه العلامات.

الثاني: أن صورة هذه العلامة قد شاعت في الحسابات بمعنى المساواة؛ لذلك فهي صالحة في الموطن الذي أستحبه؛ لأن ما بعدها كأنه نتيجة لما قبلها.

أما استخدام هذه العلامة في الجمل المعترضة، كما يفعله محمود شاكر أيضا في بعض المواطن؛ فلا أستحبه؛ لأن ذلك يفسد المعنى الذي نريده منها في الاستخدام السابق، ولأن الجمل المعترضة قد اصطلح لها استخدام الخطين المعترضين قبل الجملة وبعدها (- ..... -)، أو القوسين". (2).

(1) (دراسة في قواعد الإملاء) للدكتور عبد الجواد الطيب ص (5).

(2) (العنوان الصحيح للكتاب) للدكتور حاتم بن عارف العوني حاشية ص (5 - 6).

أشرف السلفي

والله الموفق

.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير