تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الشعر العربي؛ تأمّلات في الموت والحياة «دراسة في مظاهر الحكمة والموعظة في شعر العصر الجاهلي»

ـ[أبو عبد الرحمان القسنطيني الجزائري]ــــــــ[10 - 05 - 10, 11:18 ص]ـ

الشعر العربي؛ تأمّلات في الموت والحياة

«دراسة في مظاهر الحكمة والموعظة في شعر العصر الجاهلي»

د. سعدي غزاي عمران (فالح الربيعي)

قال رسول الله (ص): «إنّ من الشعرِ لحکمةً وأنّ من البيانِ لَسِحْراً» [1] ( http://www.adeab.com/%D8%AF%D8%B1%D8%A7%D8%B3%D8%A7%D8%AA/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%83%D9%85%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%B9%D8%B8%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%B4%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%A7%D9%87%D 9%84%D9%8A/#_ftn1)

من الثابت تاريخياً أن الشعر في العصر الجاهلي کان قد بلغ الغاية في البلاغة، وکان العرب يطلقون علي الشاعر آنذاک مصطلح «العالم الحکيم»، فيفضّلونه في حلّ النزاعات، ويحتکمون إليه في الأمور الخطيرة والقرارات الحاسمة. [2] ( http://www.adeab.com/%D8%AF%D8%B1%D8%A7%D8%B3%D8%A7%D8%AA/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%83%D9%85%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%B9%D8%B8%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%B4%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%A7%D9%87%D 9%84%D9%8A/#_ftn2)

وکانت العرب تُقِيم الشعر مقام الحکمة وغزارة العلم،فإذا کان في القبيلة الشاعر الماهر، المُصيب في المعاني، المخيّر الکلام، أحضروه إلي أسواقهم التي کانوا يقيمونها لهم في السنة ومواسمهم عند حجّهم البيت الحرام حتي تقف القبائل وتجتمع فتسمع شعره، ويتخذون ذلک مفخرة من مفاخرهم، وشرفاً من شرفهم. يقول اليعقوبي في تاريخه:

«ولم يکن لهم-أي العرب- شيء يرجعون إليه من أحکامهم وأفعالهم إلا الشعر، فبه کانوا يختصمون، وبه يتمثّلون، وبه يتفاضلون، وبه يتقاسمون، وبه يتناضلون، وبه يمدحون ويُعابُون…» [3] ( http://www.adeab.com/%D8%AF%D8%B1%D8%A7%D8%B3%D8%A7%D8%AA/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%83%D9%85%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%B9%D8%B8%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%B4%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%A7%D9%87%D 9%84%D9%8A/#_ftn3).

ومن المعلوم أن الشعر قديم لم تخل منه أمة من الأمم قديماً ولاحديثاً، وهو مرآة آداب الناس وصحيفة أخلاقهم وديوان أخبارهم وسجل عقائدهم. ذلک لأن نفس الإنسان وقلبه تحرکّا وارتقيا قبل أن يرتقي عقله وتتهذّب مدارکه،فتکلّم بالشعر قبل أن تکلّم في العلم، ولذلک کانت أقدم أخبار الأمم والشعوب من قبيل الخيال،وأقدم المحفوظ من مدوّناتها کتب الشعر،وهو أمر طبيعي لأن الشعر لغة النفس تعبّر من خلاله عن انفعالاتها وأحاسيسها ومشاعرها،دون الحاجة إلي تقديم براهين وأدلّة وحجج.

وکان الشعر فطريّاً عند العرب، يندر فيهم من لايستطيع نظمه حتي النساء فقد نبغ منهنّ مجموعة کبيرة من الشواعر، ومن لم يواتيه الشعر لم يفته سماعه وتناشده في المجالس العامة،وهکذا فقد کان الشعر في الجاهلية إنطلاقة للنفس في شتّي أحوالها وظروفها في الزمان والمکان، فقد کان يرافق النفس في نزعاتها الفطرية وتطلّعاتها القبلية. [4] ( http://www.adeab.com/%D8%AF%D8%B1%D8%A7%D8%B3%D8%A7%D8%AA/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%83%D9%85%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%B9%D8%B8%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%B4%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%A7%D9%87%D 9%84%D9%8A/#_ftn4)

الحکمة لغةً واصطلاحاً

الحکمة من مادة حَکَمَ، يقال حَکَمَ بالأمرِ يَحْکُمُ حُکْماً: قضي، ويقال حکمَ له وحکم عليه وحکم بينهم. وحکمَ الفَرَسَ:جعلَ لِلِجامِه حَکَمَةً (أي الحديدة التي التي تکون في فم الفرس). وحَکَمَ فلاناً: مَنَعَهُ عَمَّا يُريدُ ورَدَّهُ.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير