[بطلان اشتقاق لفظ (الإنسان) من النسيان!]
ـ[إبراهيم الفوكي السلفي]ــــــــ[04 - 05 - 10, 11:18 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بطلان اشتقاق لفظ (الإنسان) من النسيان
قال شيخ الاسلام العلامة ابن قيم الجوزية – رحمه الله رحمة واسعة –
((فالإنسان سمي إنسانا: لأنه يونس، أي بالعين يرى، والناس فيه قولان.
أحدهما: أنه مقلوب من أنس، وهو بعيد والأصل عدم القلب.
الثاني: وهو الصحيح: أنه من النوس، وهو الحركة المتتابعة، فسمي الناس ناسا للحركة الظاهرة والباطنة، كما سمي الرجل حارث وهمام، وهما أصدق الأسماء كما قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم (أصدق الاسماء حارث وهمام) لأن كل أحد له هم وإرادة، وحرث وعمل، وهو منتهى، فكل أحد حارث وهمام، والحرث والهم حركتا الظاهر والباطن وهو حقيقة النّوَس.
وأصل ناس: نوس، تحركت الواو وقبلها فتحة، فصارت ألفا هذان هما القولان المشهوران في اشتقاق (الناس)
وأما قول بعضهم: إنه من النسيان وسمي إنسانا لنسيانه، وكذلك سمي الناس ناسا لنسيانهم، فليس هذا القول بشيء، وأين النسيان الذي مادته ن س ي إلى الناس الذي مادته ن و س؟! وكذلك أين هو من الأنس الذي مادته أ ن س؟
وأما إنسان فهو فعلان من أ ن س، والاف والنون في آخره زائدتان لا يجوز فيه غير هذا البتة، إذ ليس في كلامهم أنسن، حتى يكون إنسانا إفعالا منه، ولا يجوز أن يكون الالف والنون في أوله زائدتين إذ ليس في كلامهم انفعل، فيتعين أنه فعلان من الأنس.
ولو كان مشتقا من نسى لكان نسيانا لا إنسانا
فإن قلت: فهلا جعلته إفعلالا، وأصله إنسيان، كليلة إضحيان، ثم حذفت الياء تخفيفا فصار إنسانا؟
قلت: يأبى ذلك عدم افعلال في كلامهم، وحذف الياء بغير سبب، ودعوى مالا نظير له وذلك كله فاسد، على أن (الناس) قد قيل: إن أصله الأناس فحذفت الهمزة، فقيل: الناس، واستدل بقول الشاعر:
* إن المنايا يطلعن على الأناس الغافلين *
ولا ريب أن أناسا فعال، ولا يجوز فيه ذلك البتة فإن كان أصل ناس أناسا، فهو أقوى الأدلة على أنه من أنس، كالإنسان سواء في الاشتقاق، ويكون وزن (ناس) على هذا القول: عال لأنه المحذوف فاؤه.
وعلى القول الاول يكون وزنه: فعل لأنه من النوس
وعلى القول الضعيف يكون وزنه: فلع لأنه من نسي فنقلت لامه إلى موضع العين فصار ناسا وزنه فلعا
(التفسير القيم الصفحة 216 - 217 - 218)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[05 - 05 - 10, 02:53 ص]ـ
وفقك الله وسدد خطاك
للفائدة كلام ابن القيم في بدائع الفوائد (805 - 807).
والمسألة من مسائل الخلاف المشهورة بين البصريين والكوفيين (ينظر الإنصاف - المسألة 117).
والخلاف فيها قوي.
وللفائدة ينظر هنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=72259
وينظر هنا أيضا:
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?53923
وقول ابن القيم (فهلا جعلته إفعلالا) فهذا يبدو أنه تصحيف؛ لأن وزنه (إفعلان) لا (إفعلال).
والله أعلم.
ـ[إبراهيم الفوكي السلفي]ــــــــ[05 - 05 - 10, 09:07 ص]ـ
[إذا استفدت من المشاركة فادع الله أن يغفر لي ويتوب علي]
أسأل الله تبارك وتعالى أن يغفر لي ولك ويتوب علي وعليك ... آمين
قولك اخي الكريم: وقول ابن القيم (فهلا جعلته إفعلالا) فهذا يبدو أنه تصحيف؛ لأن وزنه (إفعلان) لا (إفعلال).
هكذا في الطبعة المصححة للتفسير القيم والله اعلم
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[05 - 05 - 10, 09:11 ص]ـ
آمين وإياك يا أخي الفاضل
وهكذا أيضا في بدائع الفوائد، ولكنه خطأ، ولا أعلم له وجها؛ وهو مخالف لما في مراجع المسألة.
ـ[إبراهيم الفوكي السلفي]ــــــــ[05 - 05 - 10, 11:01 م]ـ
أحسن الله إليك أخي الحبيب منك أستفيد
ـ[شادى بن محمد]ــــــــ[08 - 05 - 10, 05:17 ص]ـ
خيرا جزاكم الله جميعا
ـ[إبراهيم الفوكي السلفي]ــــــــ[08 - 05 - 10, 09:23 ص]ـ
خيرا جزاكم الله جميعا
و إياك اخي الفاضل
ـ[أبو خالد عوض]ــــــــ[09 - 05 - 10, 10:05 ص]ـ
تعجبني منهجية ابن القيم رحمه الله التحليلية،
التي ترفض الأخذ بالأمور كما هي قوالب جامدة،
بل يناقشها ويتفاعل معها، حتى يقنع أو يقتنع ..
بارك الله فيك أخي إبراهيم الفوكي السلفي ..
ـ[إبراهيم الفوكي السلفي]ــــــــ[09 - 05 - 10, 10:52 ص]ـ
تعجبني منهجية ابن القيم رحمه الله التحليلية،
التي ترفض الأخذ بالأمور كما هي قوالب جامدة،
بل يناقشها ويتفاعل معها، حتى يقنع أو يقتنع ..
بارك الله فيك أخي إبراهيم الفوكي السلفي ..
صدقت أخي الحبيب وهذا من كراماته التي اختصه الله بها، فتراه يوافق بين العقل و النقل توافقا بارعا قد لا تجد غالبه عن غيره
وفيك يبارك الله اخي عوض
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[09 - 05 - 10, 12:39 م]ـ
تعجبني منهجية ابن القيم رحمه الله التحليلية،
التي ترفض الأخذ بالأمور كما هي قوالب جامدة،
بل يناقشها ويتفاعل معها، حتى يقنع أو يقتنع ..
بارك الله فيك أخي إبراهيم الفوكي السلفي ..
وفقك الله وسدد خطاك
هذه ليست منهجية ابن القيم، بل هو كلام معروف عند البصريين، وهو لا يخرج في مجمله عن منهجهم العام في المسائل الخلافية.
وللكوفيين أيضا حجج وردود على هذا الكلام، فالمسألة ليست بالوضوح المرسوم.