ثواب ولا عقاب الا مبتدءا منه منتهيا اليه وذلك موجبه ومقتضاه ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار الى اخر كلامه رضي الله عنه.انتهى
وقلت في إعراب البسملة:" (الله): مضاف إليه مجرور.
وقال ابن عباس: ذو الألوهية وهو الذي تألهه الخلق أي تعبده وكان يقرأ: (وذرك وإلاهتك) أي عبادتك.
وتقول العرب: فلان يتأله: أي يتعبد قال رؤبة:
* لله در الغانيات المدهِ *
* سبحن واسترجعن من تألهي *
أي من تعبدي.
قال الأزهري: المعبود الذي هو معبود جميع الخلائق لا معبود لهم سواه ولا إله غيره قال الله تعالي: ((وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله)) أي: معبود لا نعبد رباً سواه ولا نشرك به شيئاً انتهي.
وفي أصله واشتقاقه:
قول سيبويه: وقد اختلف علينا قوله فقال مرة " إله " دخلت عليه الألف واللام فحذف الألف من أوله بمنزلة أناس والناس.
وقال أخري: أصله " لاه " كما حذفوا اللامين في قولك: لاه أبوك لام الإضافة واللام الأخرى يريدون لله أبوك ومع بقاء اللامين: لله لأبيك.
وقيل: مرتجل غير مشتق وعليه الأكثرون حكاه أبو حيان في البحر المحيط ونصر ذلك الشيخ تقي الدين الهلالي فقال: ((ومن ذلك المعركة الكبرى التي خاضها علماء العربية في لفظ الجلالة (الله) أهو مرتجل أم مشتق؟ وإن كان مشتقا فهل اشتقاقه من (اله) أو من وله أو من (لاه) وما هو أصله على كل من هذه الأوجه وماذا جرى عليه من الحذف والإدغام حتى بلغ صورته التي هو عليها؟ ومن تعلم شيئا من اللغات السامية أخوات اللغة العربية لا ينقضي عجبه من الخائضين في تلك المعركة ويرى جهودهم ضائعة ويحكم يقيناً أن الاسم الكريم مرتجل بلا مرية وهو بعيد كل البعد من الاشتقاق)) انتهي
وهذا قول أبي يزيد البلخي نفسه.
والراجح أنه مشتق قيل من أله أي فزع قاله ابن إسحاق أو تحير قاله أبو عمر أو سكن قاله المبرد أو عبد قاله النضر وهو الراجح والأمر قريب وقيل: من وله أي تحير وقيل من لاه يليه أي ارتفع وقيل من لاه يلوه لوهاً أي احتجب والله أعلم.
قال ابن القيم – رحمه الله تعالي -: ((الصحيح أنه مشتق وأن أصله الإله كما هو قول سيبويه وجمهور أصحابه إلا من شذ وهو الجامع لمعاني الأسماء الحسني والصفات العلى. والذين قالوا بالاشتقاق إنما أرادوا أنه دال علي صفة له تعالي وهي الإلهية كسائر أسمائه الحسني كالعليم والقدير والسميع والبصير ونحو ذلك.
فإن هذه الأسماء مشتقة من مصادرها بلا ريب وهي قديمة ونحن لا نعني بالاشتقاق إلا أنها ملاقية لمصادرها في اللفظ والمعني لا أنها متولدة منه تولد الفرع من أصله.
وتسمية النحاة للمصدر والمشتق منه: أصلاً وفرعاً , ليس معناه أن أحد هما متولد من الآخر وإنما هو باعتبار أن أحد هما يتضمن الآخر وزيادة)) انتهي
قلت: أي الاسم متضمن للصفة وزيادة الدلالة علي الذات والاشتقاق لا يدل علي تولد بين المشتق والأصل فكلاهما باعتبار مشتق من الآخر أي المصدر والفعل كما قرر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية فالله مذ كان له أسماؤه المتضمنة صفاته بلا سبق لأحد هما علي الآخر.
وفخمت لامه دون غيره من الأسماء التي تضمنت لامين تعظيماً له ولمباينته لخلقه وهو مفخم اللام ما لم يسبق بكسرة.
فإن قيل ما وجه إضافة الاسم إلي الله؟؟
قيل: الاسم نائب عن التسمية كنيابة الأسماء عن المصادر وهو من باب إضافة الشيء إلي نفسه وهذا جواب النحاة والصحيح أن الاسم له لا الاسم نفسه وعليه فالجواب: التوقيف وجوابي: التوقف فالله أعلم."انتهيت.
وللمزيد راجع أول التفاسير في تفسير البسملة أو انظر " الإبانة والتفهيم عن معاني بسم الله الرحمن الرحيم "للزجاج ونسبت للزجاجي ت. 337 هـ غلطاً وهي مطبوعة ومخطوطة في دار الكتب المصرية برقم (67 نحو ش) , و رسالة " سمط الفرائد فيما يتعلق بالبسملة والصلاة من الفوائد " لابن الطيب الفاسي و " الرسالة الكبرى علي البسملة ".
أو انظر:
http://www.baheth.info/all.jsp?term= أله
العبادة:
انظر في معناها اللغوي:
http://www.baheth.info/all.jsp?term= عبد
والمعنى الاصطلاحي:
¥