تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ومن الأمثلة الجامعة للشروط: أفلح المستغفرون، أثاب الله المستغفرين. أثنى الله على المستغفرين. قال تعالى:] فرح المخلّفون [() وقال تعالى:] والله يحب المحسنين [() وقال تعالى:] وكان بالمؤمنين رحيما [().

وهذا معنى قوله (وارفع الواو. . . إلخ) أي: ارفع بالواو ونيابة عن الضمة، واجرر بالياء نيابة عن الكسرة، وانصب بها- أيضاً-، نيابة عن الفتحة وقوله: (وبيا) منصور للضرورة، متعلق بـ (أجرر) مقدم عليه، وقوله: (سالمَ جمع ِ/ من إضافة الصفة إلى موصوفها، والأصل جمع عامر ومذنب السالم، وأشار بـ (عامر) إلى العلم، وبـ (مذنب) للصفة، واكتفى بهما عن الشروط طلباً للاختصار، وبـ (شِبْهِ ذين) إلى ما أشبههما من كل علم وصفة بالشروط المذكورة.

* * *

36) ............... وَبِهِ عِشْرُونا وَبَابُهُ أُلْحِقَ وَالأَهْلُونَا

37) أُولُو وَعَالَمُونَ عِلّيُّونَا وَأَرَضُونَ شَذَّ وَالسِّنُونَا

38) وَبَابُهُ وَمِثْلَ حِينٍ قَدْ يَرِدْ ذَا الْبابُ وَهْوَ عِنْدَ قَوْم يَطَّرِدْ

الملحق بجمع المذكر السالم: هو ما فقد وصفاً أو شرطاً مما يجب تحققه في الجمع.

وأشهر هذه الملحقات:

1) كلمات مسموعة تدل على معنى الجمع. ولا مفرد لها من لفظها ولا من معناها، وهي عشرون وثلاثون إلى تسعين () قال تعالى:] إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبون مائتين [() وقال تعالى:] وإذْ واعدنا موسى أربعين ليلة [().

2) كلمات مسموعة لم تستوف بعض الشروط. مثل (أهل) فقالوا فيها: أهلون، كما قال الشاعر:

وما المال والأهلون إلا ودائع ولابد يوماً أن ترد الودائع ()

فجمعوها مع أنها ليست علماً ولا صفة.

3) كلمات مسموعة تدل على معنى الجمع. ولا مفرد لها من لفظها. مثل كلمة: (أولو)، قال تعالى:] شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم [().

وكذلك لفظة (عالمَون) فإن مفردها (عَالَم) وهو اسم لما سوى الله تعالى، وليس بعلم ولا صفة، فهي ملحقة بالجمع. قال تعالى:] الحمد لله رب العالمين [().

4) كلمات من هذا الجمع المستوفي للشروط أو مما ألحق به سمي بها المفرد، وصارت أعلاماً، فمثال الأول المستوفي للشروط: خلدون، زيدون، ومثال الثاني: علِّيُون. (اسم لأعلى الجنة) له مفرد (عِليّ) وهو المكان العالي، ولكنه لغير العاقل، فأُعرب جمعه إعراب جمع المذكر السالم، قال تعالى:] كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين (18) وما أدراك ما علّيون [().

5) كلمات مسموعة: لها مفرد من لفظها. وهذا المفرد لا يسلم من التغيير عند جمعه هذا الجمع. فهو من جموع التكسير، ولكنها ألحقت بجمع المذكر السالم في إعرابها بالحروف مثل: أرضون. وسنون. وبابه. فكلمة (أَرَضون) بفتح الراء. مفردها (أرض) بسكون الراء، فتغير بناء المفرد في الجمع، ثم إنه مفرد لمؤنث غير عاقل. وليس بعلم ولا صفة.

وكلمة (سِنون) مكسورة السين في الجمع. مفتوحتها في المفرد، وهو (سَنة) ثم إنه مفرد مؤنث لغير العاقل. وليس بعلم ولا صفة. قال تعالى:] قال كم لبثتم في الأرض عدد سنين [().

والمراد بباب سنين: كل اسم ثلاثي حذفت لامه وعوض عنها تاء التأنيث المربوطة، ولم يعرف له عند العرب جمع تكسير معرب بالحركات مثل: (عِضة) بمعنى كذب وافتراء، وجمعها (عِضون) بكسر العين فيهما. وأصل المفرد: عِضَوٌ. فهو اسم ثلاثي حذفت لامه، وهي (الواو) وعوض عنها هاء التأنيث. وليس له جمع تكسير. قال تعالى:] الذين جعلوا القرآن عضين [() ومثل ذلك: عزة وعزين، ومائة ومئين. قال تعالى:] عن اليمين وعن الشمال عزين [فـ (عزين) حال منصوب بالياء؛ لأنه ملحق بجمع المذكر، والمعنى: أنهم جماعات عن يمين الرسول ? وعن شماله.

وإعراب (سنين وبابه) إعراب جمع المذكر السالم، هو لغة من لغات العرب، ومنهم من يعربه بحركات على النون منونة غالباً، ويلتزم الياء في جميع الأحوال. فيقول: هذه سنينٌ مجدبةٌ. وأقمت عنده سنيناً. ودرست النحو خمسَ سنينٍ. قال الشاعر:

دعاني من نجد فإن سنينَه لعبن بنا شيباً وشيبننا مردا ()

فإن الشاعر نصبه بالفتحة (فإن سنينه) ولم ينصبه بالياء؛ لأنه لم يحذف النون للإضافة.

ومن العرب من يجري هذا الإعراب – وهو الإعراب بالحركات مع النون ولزوم الياء – في جميع أنواع جمع المذكر وما أُلحق به إجراء له مجرى المفرد. نحو: جاء معلمينٌ. وكلمت معلميناً. وسلمت على معلمينٍ. ونقول في جمعٍ مسمى به: هذا محمدينٌ، ورأيت محمديناً. ومررت بمحمدينٍ ().

وهذا معنى قوله: (وبه عشرونا. . . إلخ) أي: أُلحِقَ عشرون وبابه – والمراد به أخوات عشرين إلى تسعين – ألحق بجمع المذكر في إعرابه، والأصل: أُلحقا، لكنه حذف الألف على إرادة: ما ذُكر، وكذلك ألحق أهلون وأولو وعالمون وعليون، والألف في (عشرونا) وما بعد، للإطلاق.

ثم قال: عن لفظ (أرضون والسنون وبابه شاذ) ()، وإنما صرح بشذوذ هذين مع أن جميع الملحقات بجمع المذكر السالم شاذة – ما عدا النوع الرابع – لأن الشذوذ فيهما أقوى، لفقد كل منهما أكثر الشروط. فكلاهما اسم جنس – مؤنث. وغير عاقل. ولم يسلم مفرده عند الجمع، ثم بين أن سنين وبابه. قد يعرب إعراب (حين) فتلازمه الياء والنون. وتظهر الحركات على النون منونة غالباً. وأن من العرب من يطرد هذا الإعراب في كل جمع مذكر سالم، والمُطَّرد: وصف لما وقع له الاطراد والتتابع وعدم التخلف، ويقابله الشاذ ().

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير