تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

كانوا يدفنون موتاهمخارج رباط السيدة وليس داخله، ويبدو أن تربتهم كانت محاذية لهذا القصر

من الجهة الشرقية [9] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn2).

ويشكل المسجد التابع للرباط الجزء الذي تمت المحافظة عليه نسبيا، وهو يتألف من قاعة للصلاة مستطيلة (9.92×6.75م) مقسمة إلى ثلاث بلاطات وأسكوبين. ويتميز بمحرابه المضلع الذي نسج على منواله في الجامع الكبير بالمنستير وفي كثير من المساجد الأخرى، وقد بُني هذا المحراب في عمق قاعة الصلاة، وهو يتكون من نصف قبة منحوتة بإحدى عشر أخدوداً تعلو إفريزاً نقش عليه بالخط الكوفي المورق نص يضم آيات من القرآن الكريم [10] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn3).

- قصر ابن الجعد: يوجد قبالة قصبة المنستير، من الجهة الشرقية، حيث توجد جزيرة سيدي الغدامسي نسبة إلى دفينها أبي الفضل العباس بن محمد الصوّاف الغدامسي [11] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn1) ( ت.349هـ) المرابط بقصر ابن الجعد الذي مازالت أطلاله قائمة بهذا الموقع. وينسب هذا القصر إلى أحد كبار التجار بالقيروان يعرف بابن الجعد، قدم المنستير وأراد أن يبني بها قصرا، فاستأذن مكرم المتعبد بالقصر الكبير، الذي أذن له بذلك وحدّد له مكان مبناه، «فبُني القصر في ذلك المكان الذي ذكره مكرم فسُمي «قصر ابن الجعد» [12] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn2)، وذلك في أواسط القرن الثالث للهجرة. وكان المشرف على بنائه ومتولي الإنفاق فيه الفقيه أبو عبدالله محمد بن عبادة السوسي [13] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn3).

ويتكون مخطط قصر ابن الجعد من قصبة تشكل مثل أغلب الحصون الأغلبية بناية طولية تدعمها أبراج نصف دائرية، في حين أن السّتارة الحالية يمكن لنا تأريخها من العصر الحفصي. ويتكون داخل المعلم من مجموعة من الغرف المتمحورة حول باحة سماوية، لكن لا يوجد أي أثر للمدارج التي تؤدي إلى الطابق الأول مثلما هو الشأن في باقي الحصون [14] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn4).

- قصر شقانص: الذي يذكر ابن حوقل أنه يوجد بين رباط المنستير والمهدية وهو «حصن منيع، وبه أيضا أمة مقيمة على صيد البحر، وهما –رباط المنستير ورباط شقانص- قصران عظيمان على حافة البحر للرباط والعبادة، عليهما أوقاف كثيرة بإفريقية والصدقات تأتيهما من كل أرض» [15] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn5). ويذهب مخلوف إلى أن قصر شقانص لا أثر له الآن، ولم يبق بهذا الموضع سوى أثر بلدة رومانية بعضها غمره البحر والباقي هو بساتين تابعة للمنستير تعرف بالقديمة [16] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn6).

وبذلك غدت مدينة المنستير منذ العهد الأغلبي تشكل تجمُّعاً عمرانيا مهما، باعتبارها مجمع أربطة على غاية من القداسة، ناهيك أنها انفردت من دون حصون إفريقية برعاية الفاطميين، فأصبحت ملجأ لجموع من أهل السنة الفارين من الاضطهاد الفاطمي، وأخذ الناس يبتنون المنازل والأسواق بقرب القلاع، مما أدى إلى اتساع رقعة الأحياء الجديدة التي أشعرت بضرورة حمايتها وراء سور، فبُني السور في ذلك العهد أو بعده بقليل وسميت المجموعة الجديدة «البلد» [17] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn1).

وقد سلمت مدينة المنستير من الزحف الهلالي، وحظيت باهتمام الزيريين الذين رأوا في رعايتها خير ما يثبت لأهل إفريقية تمسكهم بالمذهب المالكي، فتعددت بها المساجد كالجامع الكبير قبلي الرباط ومسجد الإمام المازري غربه، بالإضافة إلى مسجد السيدة أم ملال ومسجد التوبة الذي يعود إلى القرن 5هـ[18] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn2)، وبذلك أصبحت المنستير مزاراً دينياً يؤمه الناس من كلّ ناحية، ونالت من القداسة ما جعل الناس يرغبون أن تكون معبرهم إلى الآخرة، حيث يذكر الإدريسي أنه «بهذا المكان أعنى المنستير، يدفن أهل المهدية موتاهم، يحملونهم في الزوارق إليها فيدفنوهم بها، ثم يعودون إلى بلدهم» [19] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn3)، لذا تعتبر المقبرة البحرية بالمنستير متحفا كبيراً لتاريخ مجتمع إفريقية، بما خلفته من نقائش يعود قسمها الأكبر إلى العهد الزيري، ولعلّ من أجل دفناء هذه المقبرة الإمام المازري (ت536هـ) حبر من أحبار العرب في صقلية، والذي صار رمزاً للمنستير وأهلها [20]

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير