تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[من هو عرام بن الأصبغ الأعرابي السلمي؟؟]

ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[10 - 09 - 09, 01:55 ص]ـ

كنت قد عرفت عرام بن الأصبغ من خلال كتابه::

(أسماء جبال تهامة وجبال مكة والمدينة وسكانها وما فيها من القرى وما ينبت عليها من الأشجار وما فيها من المياه)

وللعثور على مخطوطة الكتاب قصة طريفة؛ حصل بسببها خلاف بين الشيخين: عبد السلام هارون شيخ المحققين؛ وحمد الجاسر شيخ النسابين؛ نِعرضُ صفحاً عن ذكرها؛ فكان كلاهما قد حققه! وقد ترجموا له بأنه أعرابي نسبه في بني سُليم من أهل الحجاز؛ وأنه من أهل القرن الثالث الهجري؛ وكان خبيراً في مواضع بلاد العرب.

قال الجهني //

وهذا وهمٌ منهم؛ فعرام بن الأصبغ السلمي الحجازي عاش في القرن الأول الهجري؛ وليس من أهل القرن الثالث كما قالوا؛ وقد وقعت على نص فريد يزيح اللثام عن جهالته؛ فقد روى عنه الفراهيدي في مواضع كثيرة من العين؛ وبخاصة الغريب من كلام العرب الوحشي؛ وأحيانا ينعته بالأعرابي.

قال الفراهيدي (المتوفى سنة 175هـ) في كتاب العين:

قال امرؤ القيس:

وقد اغتدي قبل العُطاس ..... أقب كيعفور الفلاةِ محنَّب

قال عرّام السُّلَميّ: لأن الإنسانَ يعطُسِ قرب الصباح، والعطاس للإنسان مثل الكُداس للبهائم

قال الجهني: قال المحقق: عرام السلمي هذا لم أجد له ترجمه!

وذكر في كتاب العين أيضا:

وقال أبو ليلى وعرّام: المسبع ولد الزنا؛ قال أبو ذؤيب:

صخب الشوارب لا يزال كأنه ..... عبد لآل أبي ربيعة مُسْبَعُ

إلا أنّ عراماً ذكر أنه سمعه من أبي ذؤيب: مُسْبع؛ ويقال: هو الذي ينسب إلى سبعة آباء في العُبُودة أو في اللؤم.

قال الجهني: ذكر عرام أنه سمع هذا البيت من أبي ذؤيب الهذلي؛ وأبو ذؤيب أدرك الجاهلية وأسلم ولم يرى النبي؛ وتوفي في خلافة عثمان رضي الله عنه سنة 27هـ.

وقال في العين:

قال عرّام: والعِلْهِزُ يَنبتُ ببلادِ بني سُلَيَم وهو نبتٌ شِبْهُ الجِراءِ؛ إلاّ أنَّها مُعَنْقَرةٌ أي لها عُنْقُرةٌ؛ قال: وأقول شاةٌ مُعَلْهَزَة؛ أي: ليست بسمينة.

ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[19 - 09 - 09, 06:24 م]ـ

قال علامة الجزيرة في تحديد الشعراء العرب للمواقع الجغرافية:

لقد كان علماء العربية في القرن الثاني الهجري حريصين جداً على معرفة الأماكن التي وردت في الشعر العربي القديم؛ الذي دفعهم إلى زيارة جزيرة العرب والإقامة فيها مدة طويلة يبحثون عن الأشعار وينقبون عن القصص؛ لكي يقدموا إلى تلاميذهم والمستمعين إليهم عملاً أدبياً متكاملاً؛ وكانت الدوائر الأدبية تقيم وزناً كبيراً للعلماء الذين يذهبون إلى جزيرة العرب لغرض البحث الأدبي واللغوي والتاريخي؛ ولذلك اعتبر أبو عمرو بن العلاء حجة في حفظ الشعر العربي القديم؛ ومعرفة أغراض الشعراء منه؛ لأنه من أكثر العلماء العرب تنقلاً في جزيرة العرب يومَذاك؛ وبموت أبي عمرو بن العلاء حمل اللواء بعده الأصمعي الذي ألف أول كتاب جغرافي عن جزيرة العرب؛ نجد بعض اقتباسات منه في كتاب: جزيرة العرب للغدة الأصفهاني؛ وقد نال هذا الكتاب شهرة واسعة بين العرب في وقت الأصمعي وبعده؛ وهو في الغالب شرح للأشعار التي تهتم بالأماكن الجغرافية.

ولما قلل العلماء العرب من تنقلاتهم في جزيرة العرب صار الأعراب العالمون باللغة والشعر يذهبون ببضاعتهم إلى الكوفة والبصرة وبغداد؛ بل لقد وصلوا إلى نيسابور؛ حيث صاروا يعقدون مجالس أدبية يلقون فيها نوادرهم ويشرحون للمستمعين معاني الشعر ويحددون الأماكن الجغرافية الواردة فيه.

ونذكر من هؤلاء الأعراب واحداً من ألمعهم هو: عرام بن الأصبغ؛ غادر موطنه بلاد بني سليم في الحجاز؛ لظروف قد تكون سياسية في أول القرن الثالث الإسلامي؛ ولكنه لم يتخل عن حبه لوطنه وحماسه لكل ما فيه من أشعار وبطولات؛ فأملى في العراق رسالته عن جبال الحجاز وتهامة وأوديتهما وموارد المياه فيهما؛ ولسوء الحظ فإن هذه الرسالة الفريدة في نوعها وصلت إلينا مشوهة يكثر فيها الخلط بسبب تداخل صفحاتها وضياع بعضها؛ وقد تطرق إليها الخلل منذ عهدٍ بعيد؛ وبالتأكد قبل منتصف القرن الخامس الإسلامي؛ ولم يتنبه إلي ذلك علماء مختصون وعظماء مثل: البكري؛ وياقوت؛ الذين اعتمدوا على هذه الرسالة اعتماداً كلياً ولكن في صورتها المشوهة؛ ومع هذا فإننا بدون شك

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير