تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الامام الطبيب أبو عبد الله المازري الصقلي]

ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[02 - 11 - 09, 01:57 ص]ـ

الامام والمفتي أبو عبد الله محمد المازري

(453 هـ- 1061م/ 536 هـ- 1141م)

الاستاذ:جعفر الاكحل التونسي، في 2 مايو 2008

1 - مولده و نسبه:

هو أبو عبد الله محمد بن علي بن عمر بن محمد التميمي المازري (نسبة إلى بلدة مازرة الواقعة جنوب جزيرة صقلية وهي قريبة جدا من السواحل التونسية…) وقد اختلف المؤرخون في مكان مولده إن كان بمازرة أو بعاصمة الدولة الصنهاجية "المهدية".ولكن معظم المؤرخين يرون أنه هاجر صغيرا مع أسرته، وأما تاريخ ولادته فهناك إجماع على أنه كان سنة 453 هـ / 1061م، وهو ينتسب على قبيلة تميم إحدى كبرى القبائل العربية والتي انحدرت منها أسرة بني الأغلب التي تداولت على حكم إفريقية كامل بلاد المغرب وجزر المتوسط على امتداد 112 سنة (184هـ - 296 هـ) أي حتى سقوط دولة الأغالبة وقيام الدولة الفاطمية (الشيعية).

وقد قدم بنو تميم مبكرا إلى أرض إفريقية مع جحافل الجيش العربي الفاتح تحت قيادة القائد العربي المسلم عقبة بن نافع الفهري.أما جد المازري الأول فقد كان ضمن ضمن جنود الجيش الأغلبي لفتح صقلية بقيادة القاضي والعالم الفقيه أسد بن الفرات سنة 212هحيث استقر هناك مع المهاجرين العرب وأسسوا حضارة رائدة على كامل الجزر (صقلية وعاصمتها بالارمو وسردانيا ومالطا وسرقوسا وقوصرة) وغيرها… إلى حدود سنة 484هـ /1090 تاريخ استيلاء ملك النورمان"روجار" عليها وفي بيت علم ودين، وفي ظل أسرة عريقة في العلم والسلطة والجاه نشأ أبو عبد الله محمد المازري وتعلم صغيرا بالجزيرة ثم انتقل مع عائلته إلى إفريقية حيث استوطن المهدية.

1 - شيوخه وأساتذته والأماكن التي اتصل بها

من أشهر شيوخه الذي ربطته به علاقة حميمة وله معه رسائل مشهورة هو الشيخ والعالم الفقيه عبد الحميد الصائغ (سيدي عبد الحميد السوسي).ولم يتحدث المازري كثيرا عن شيوخه حيث كان متحفظا جدا حول سيرته الذاتية، لذلك اعتمد الباحثون على فتاويه الشهيرة لتحديد الأماكن التي اتصل بها مثل مدينة تونس و قابس وقفصة وطرابلس و الإسكندرية وكذلك علاقاته بأهلها، ولكن يمكن التأكيد على أن من شيوخه الكبار الذي درس عليهم الشيخ والفقيه العلامة الشيخ أبو الحسن الخمي الصفاقسي وابن الحداد وابن المهدوي الذي كانت له مكانة هامة لدى الأمير الصنهاجي تميم بن المعز.

2 - لمحة عن هجرته مع أهله إلى إفريقية:

قدم المازري من مازرة مع أسرته إلى إفريقية بعد استيلاء روجار على صقلية سنة 447هـ، وقد ذكر بن فرحون في كتابه""الديباج" أن المازري نزل بالمهدية من بلاد إفريقية بمعنى أنه جاء صغيرا مع أسرته ولم يولد بها.أما تلميذه الأشهر الذي درس عليه وأكمل كتابه "المعلم " وهو القاضي "عياض" الذي اكتفى بالقول أنه استوطن المهدية.وخلافا لهما فإن العلامة والمؤرخ التونسي " حسن حسني عبد الوهاب" يذكر أن المازري ولد بالساحل التونسي (والمهدية من مدن الساحل، بل أشهرها على الإطلاق عصرئذ)، وبها استقرت الأسرة واندمجت مع أسر كثيرة عربية مسلمة في مجتمع إفريقية العربي المسلم الذي كان هو أيضا يعيش ظروفا صعبة بسبب تداعيات زحف بني هلال وبني سليم حيث عاش المازري بين سنة 453هـ و 536هـ /1061م – 1144 م. وهي فترة هامة وحاسمة ودقيقة تميزت بأحداث كبرى بإفريقية ومن أهمها زحف بني هلال عليها كإجراء عقابي وتأديبي من قبل الخليفة الفاطمي المستنصر في مصر، بعد أن تمرد عليه الأمير الصنهاجي المعز بن باديس الذي أعلن من فوق المنبر بجامع عقبة بالقيروان عن قطع العلاقات مع الفاطميين والعودة رسميا إلى مذهب أهل البلاد (المذهب المالكي) وإعلانه الدعوة مجددا للخليفة العباسي في بغداد … ونتيجة لذلك أباح المستنصر لقبائل بني هلال وبني سليم اجتياز النيل والتوجه إلى إفريقية والاستيلاء عليها. فكان تخريب القيروان و رقادة والمنصورية، حيث خربوا قصورها ودمروا معالمها واستولوا على كل غال ونفيس كما نهبوا مدن وقرى الساحل وغيرها مما وقع في أيديهم وأتوا على الأخضر واليابس.واضطر المعز إلى نقل مقر الإمارة إلى مدينة المهدية حيث عين ولده تميم واليا وحيث توجد حصون منيعة يحيط بها سور عظيم بناه عبيد اله المهدي بعد بناء المهدية حيث قال

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير