تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

عناية الحافظ تقي الدين محمد بن أحمد الفاسي بأنساب أشراف الحجاز الحَسنيين (775 - 832هـ)

ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[10 - 10 - 09, 07:30 ص]ـ

عناية

الحافظ تقي الدين محمد بن أحمد الفاسي بأنساب أشراف الحجاز الحَسنيين

(775 - 832هـ)

إِنَّ ?الحمدَ ?للّهِ ?نحمدُه ونستعينهُ ?ونستغفرُه ?، ?ونعوذُ ?بالله من شُرور أنفسِنا، ?ومن سيِّئاتِ ?أعمالِنا، ?مَنْ ?يهدهِ الله فلا مُضِلَّ ?له، ?ومنْ ?يضلِلْ ?فلا هاديَ ?له، ?وأَشهد أنْ ?لا إله إلا الله وحده لاشريكَ ?له، ?وأَشهدُ ?أَنَّ ?محمدًا عبدُهُ ?ورسولُه.?

أما بعد: فهذا بحث كتبته عن عناية الحافظ الفقيه المؤرخ النسابة تقي الدين محمد بن أحمد الفاسي (775 - 832هـ) بأنساب أشراف الحجاز الحَسنيين في كتابي: «الإشراف على المعتنين بتدوين أنساب الأشراف» الطبعة الثانية، ولما في البحث من فوائد تتعلق بضبط وإتقان الحافظ الفاسي، بل الفائق لأنسابهم، آثرت نشره مع زيادات في المجلات العلمية والمواقع الالكترونية ليستفيد منه القراء والباحثين؛ وقبل الشروع في بيان عنايته –رحمه الله تعالى- بأنساب أشراف الحجاز الحَسنيين، يحسن ذكر نبذة من سيرة الفاسي العطرة، فأقول وبالله التوفيق:

هو الشريف محمد بن أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن عبد الرحمن، تقي الدين أبو عبدالله، و أبو الطيب الإدريسي الحسني الفاسي المكي، الحافظ، الفقيه، المؤرخ، قاضي المالكية بمكة، مفيد البلاد الحجازية وعالمها (1)، العلامة الناقد، النسابة.

ولد في ليلة الجمعة العشرين من ربيع الأول سنة خمس وسبعين وسبعمائة بمكة، وقضى نشأته الأولى بالمدينة النبوية؛ ثم رجع إلى مكة –حرسها الله تعالى- وهو شاب، فبدأ في طلب العلم على الشيوخ المكيين والمجاورين، وفي سنة 789هـ حفظ القرآن وصلى بالناس التروايح بالمسجد الحرام، وتفقه بالفقه المالكي، ثم رحل في طلب الحديث إلى مصر والشام واليمن وغيرها، وبرع في التاريخ وتقدم حتى أصبح ممن يشار إليه بالبنان في هاذين العلمين (2).

توفي الحافظ تقي الدين الفاسي الحسني –رحمه الله- في ثاني شوال سنة اثنتين وثلاثين وثمانمائة، وتأسف على وفاته كبار العلماء، من ذلك أمير المؤمنين في الحديث في زمانه الحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت852هـ)، فقال: «كنت أوده وأعظمه، وأقوم معه في مهماته، ولقد ساءني موته، وأسفت على فقد مثله» (3)، وقال –أي ابن حجر-: «ولم يخلف بالحجاز بعده مثله» (4).

صنف العلامة الفاسي مصنفات كثيرة في مختلف العلوم، وعني بالحديث والتاريخ، فصنف في أخبار مكة، وأخبار ولاتها، وأعلامها، مصنفات طوال وقصار؛ وقد بلغت مصنفاته في تاريخ مكة وأعلامها مع مختصراتها ثمانية عشر مصنفًا (5).

وقد أحصى مصنفات الحافظ الفاسي جمع من أهل العلم، من ذلك: الدكتور محمد الحبيب الهيلة في كتابه «التاريخ والمؤرخون بمكة» فذكر له اثنين وثلاثين مصنفًا ذكر المطبوع منها والمخطوط وأحسن في وصفها [6)، وأحصى مصنفاته الدكتور فهد بن عبدالعزيز الدامغ في كتابه «تقي الدين الفاسي ومنهجه في التدوين التاريخي» فذكر له ستًا وثلاثين مصنفًا، ذكر المطبوع منها والمخطوط وأسهب وأحسن في وصفها (7).

للحافظ تقي الدين الفاسي قدم السبق بالشمولية في حفظ تاريخ مكة وأخبار أعلامها في مصنفاته الماتعة، وقد شهد له جمع من أهل العلم بحفظه وضبطه لتاريخ مكة، و أخبار أعلامها، قال الحافظ ابن حجر العسقلاني (ت852هـ): «الفاسي، اعتنى بأخبار بلده، فكتب لها تاريخًا حافلاً» (8)، وقال الحافظ محمد بن محمد بن فهد الهاشمي المكي (ت871هـ): «الفاسي، كان يسرد التواريخ سرد الفاتحة لا يتلعثم في ذلك» (9)، وقال الحافظ السخاوي (ت902هـ): «تقي الدين الفاسي، اعتنى بأخبار بلده فأحيا معالمها، وأوضح مجاهلها وجدد مآثرها وترجم أعيانها، فكتب لها تاريخًا حافلاً سماه «شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام» في مجلدين، جمع فيه ما ذكره الأزرقي وزاد عليه ما تجدد بعده، بل وما قبله واختصره مرارًا، وعمل «العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين» في أربع مجلدات ترجم فيه جماعة من حكام مكة، وولاتها، وقضاتها، وخطبائها، وأئمتها، ومؤذنيها، وجماعة من العلماء والرواة من أهلها، وكذا من سكنها سنين، أو مات بها، وجماعة لهم مآثر فيها، أو فيما أضيف له» (10).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير