تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[ملاحظات ووقفات حول: كتاب العصبية القبلية من المنظور الإسلامي]

ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[14 - 10 - 09, 11:17 ص]ـ

وقفات حول كتاب (العصبية القبلية من المنظور الإسلامي)

عبد الله بن علي بن محمد العسكر

ملاحظة: عندما نرفض أراء الكتاب ليس معناه أننا نؤيد العصبية القبلية فمعاذ الله من ذلك وإنما نرفض هذا الكتاب ونكشف عوره للمغالطات والمفاهيم الخاطئة التي حشاها في ثناياه!

إن الله سبحانه وتعالى خلق الخلق في هذه الحياة الدنيا للإبتلاء والامتحان فمن صبر فقد أفلح ونجح، ومن تضجّر فقد خاب وخسر والله سبحانه جعل الناس في هذه الدنيا متفاوتي الأذواق مختلفي الوجهات متنوعي الأنساب (إن سعيكم لشتى) (1) فمنهم من جعله مسؤولا وسيحاسبه عن مسؤوليته سواء كان حاكماً أو محكوماً، قاضياً أو متخاصماً، غنياً كان أو فقيراً سيداً أو مسوداً وكل سيسأل عن عمله يوم القيامة.

قال ابن حزم:-

(فقد جعل تعارف الناس بأنسابهم غرضاً له تعالى في خلقه إيانا شعوباً وقبائل فوجب بذلك أن علم النسب علم جليل رفيع إذ به يكون التعارف وقد جعل جزءاً منه تعلمه لا يسع أحداً جهله، وجعل تعالى جزءاً يسيراً منه فضلا تعلمه، يكون من جهله ناقص الدرجة في الفضل، وكل علم هذه صفته فهو علم فاضل، لا ينكر حقه إلا جاهل أو معاند، فأما الفرض من علم النسب، فهو أن يعلم المرء أن محمداً صلى الله عليه وسلم الذي بعثه الله تعالى إلى الجن والإنس بدين الإسلام، هو محمد بن عبدالله القرشي الهاشمي، الذي كان بمكة ورحل منها إلى المدينة، فمن شك في محمد صلى الله عليه وسلم - أهو قرشي- أم يماني، أم تميمي، أم أعجمي، فهو كافر غير عارف بدينه، إلا أن يعذر بشدة ظلمه الجهل، ويلزمه أن يتعلم ذلك ويلزم من صحبه تعليمه أيضاً) (2) ثم قال رحمه الله:

(ومن الفرض في علم النسب أن يعرف الإنسان أباه وأمه وكل من يلقاه بنسب في رحم محرمة يجتنب ما يحرم عليه من النكاح فيهم، وأن يعرف كل من يتصل به برحم توجب ميراثاً أو تلزمه صلة أو نفقة أو معاقدة أو حكماً فمن جهل هذا فقد أضاع فرضاً واجباً عليه لازماً له من دينه) (3)

ثم قال رحمه الله: (فإن لم نعرف أنساب الأنصار، لم نعرف إلى من نحسن ولا عمن نتجاوز وهذا حرام، ومعرفة من يجب له حق في الخمس من ذوي القربى ومعرفة من تحرم عليهم الصدقة من آل محمد صلى الله عليه وسلم ممن لا حق له في الخمس ولا تحرم عليه الصدقة وكل ما ذكرنا فهو جزء من علم النسب) (4) فبهذا يتبين أن معرفة الإنسان لنسبه ومحافظته عليه مندوباً إليه في الشرع، كما ورد في مسند الإمام أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم (تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم، فإن صلة الرحم محبة في الأهل، مثراة في المال منسأة في الأجل مرضاة للرب) والشرع جعل للقبائل فضلاً وميزة بما عملت، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم ذكر أفخاذ الأنصار رضي الله عنهم ففاضل بينهم، فقدم بني النجار ثم بني عبدالأشهل ثم بني الحارث بن الخزرج، وذكر بني تميم وبني عامر بن صعصعة وأخبر أن مزينة وجهينة وأسلم وغفاراً خير منهم يوم القيامة، وأخبر عليه الصلاة والسلام أن بني العنبر بن عمرو بن تميم من ولد إسماعيل، ونسب الحبشة إلى أرفدة، ثم لما نزل قوله تعالى: ((وأنذر عشيرتك الأقربين)) (5) نادى قريشاً بطناً بطناً ولو أنه عليه الصلاة والسلام رأى أن في مناداة قريش بأفخاذها تفرقة وسوءاً، لاكتفى عليه الصلاة والسلام بمناداتهم بالقبيلة الأم وكان أبو بكر الصديق رضي الله عنه من أعلم الناس بالأنساب وقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم حسان بن ثابت رضي الله عنه حينما أرسل هجاءه على الكفار، أمره أن يأخذ ما يحتاجه من علم الأنساب عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه وكذلك كان عمر وعثمان وعلي وجبير بن مطعم رضي الله عنهم علماء في الأنساب.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير