تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

عمارة الرباطات في بلاد المغرب: رباط المنستير نموذجاً (2)

ـ[إكرام شقرون]ــــــــ[06 - 09 - 09, 09:56 م]ـ

عمارة الرباطات في بلاد المغرب: رباط المنستير نموذجاً (2)

بقلم: إكرام شقرون

2 - مدينة المنستير عبر التاريخ:

تعد مدينة المنستير واحدة من أهم المدن التونسية، تقع في الوسط الشرقي للبلاد على مشارف البحر الأبيض المتوسط، على بعد 160 كلم عن العاصمة تونس و24كلم عن مدينة سوسة.

ومدينة المنستير الألفية تاريخها ثري بالأحداث، فقد كانت قبل الإسلام معقلاً من معاقل النصرانية الكبرى، شُيّدت على أنقاض المدينة القديمة رُوسْبينا Ruspina: المدينة الحالية أو هنشير تنّير، تلك المدينة التي نالت شهرة خارقة أيام الحملة التي شنّها الإمبراطور الروماني يوليوس قيصر ( Jules César) على منافسه Pompée، فاحتلت مكانة مرموقة، وأصبحت قاعدة عسكرية للإمبراطور الروماني [1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=59#_ftn1).

أما في العصر الإسلامي، فيذهب محمد صالح الصيادي إلى أنه عند قدوم عقبة بن نافع وإنشاء القيروان الحالية أصبحت المنستير محرساً خارجياً لها [2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=59#_ftn2)، وفي سنة 180هـ قام القائد هرثمة بن أعين والي الخليفة العباسي هارون الرشيد على إفريقية ببناء القصر الكبر بالمنستير [3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=59#_ftn3)، الذي أصبح بحكم شهرته مركز نشاط وجذب لكثير من العباد الصالحين والمجاهدين، وبذلك عرف نشاط المرابطة ازدهاراً منقطع النظير ابتداءً من القرن الثالث الهجري، ودُعم هذا الرباط برباطات أخرى، فأصبحت المنستير مركزاً روحياً مُشعاً يضم «محارس خمسة متقنة البناء معمورة بالصالحين» [4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=59#_ftn4) هي:

-القصر الكبير: الذي سبق ذكره.

-رباط سيدي ذويب: الذي يرجع تاريخ تأسيسه إلى سنة 240هـ على يد أحد أفراد العائلة الأغلبية دؤيد بن إبراهيم، مثلما تؤكده نقيشة تذكارية مكتوبة بخطّ كوفي مازالت موجودة بسقف مسجده [5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=59#_ftn1). وهو يتكون من بناية حجرية طولية (40×34م)، تتخلّل سورها الخارجي أبراج نصف دائرية تدعم الأركان ووسط الجدار، ويفضي الباب البارز الوحيد إلى باحة سماوية تحفّ بها الغرف من كل الجهات، في حين تتوسط بيت الصلاة التي وقع اختصار مساحتها في فترة لاحقة الجناح الجنوبي [6] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=59#_ftn2).

- رباط ومسجد السيدة: نسبة إلى السيدة أم ملال عمّة المعز بن باديس

(ت.414هـ) التي يوجد ضريحها إلى جانب المسجد، يعود إحداث قصر السيدة (الرباط) إلى العهد الصنهاجي، لكن بعد أعمال التنقيب التي أُجريت في عين المكان، اتضح أنّه أُقيم على أنقاض منشآت تعود إلى الحقبة الأغلبية، وكان يتكون من طابق واحد ولا يتوفر على برج للمراقبة، ويضم عدة غرف لإيواء النساك المحاربين، يتقدمها رواق يرتكز على سارية مربعة المقطع. كما أن القسم المكتشف من هذا الرباط يظهر أبراجاًَ مضلعة عند الزوايا على عكس الأبراج الدائرية التي اشتهرت بها معظم الرباطات التونسية [7] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=59#_ftn3). ويذهب مخلوف إلى أن قصر السيدة «لم يبق له أثر ومحله الآن دور بعض بيوتها عتيق جدا باقية على حالها إلى الآن، ومن مشمولاته مسجد يشبه في البناء والقدم مسجد السيدة به مغارة تحت الأرض ومقصورة بها قبر، والأقرب أنه قبر بعض ملوك صنهاجة، ويعرف هذا القبر بسيدي عامر يزار حتى الآن ... ومن مشمولاته أيضا مسجد يشبه في البناء والقدم مسجد السيدة، يعرف هذا المسجد بمسجد الدز، والأقرب أنه حرف وأصله المعز. ومن مشمولاته أيضا قبة فيها قبر أبي الحسن علي السراج» [8] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn1). وتتفق معظم النصوص على وجود تربة الزيريين بالمنستير ويفترضون أنها تقع في رباط السيدة، لكن الملاحظ أن الجزء الباقي من هذا القصر، والذي وقع الكشف عنه في حفريات الستينات لا يحمل أي أثر لقبور، وإنما يتعلق الأمر بغرف منتظمة معدة للإقامة، لذلك يرجح أن الزيريين

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير