[قال لم يكن لبني العباس فتوحات كما لبني أمية، فقلت ...]
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[16 - 11 - 09, 02:25 م]ـ
وأما قولك أن فتوحات أبناء عمنا من بني أمية رحمهم الله كانت أوسع من فتوحاتنا بني العباس، فهذا صحيح ولا غبار عليه، ولكن هذا لا يوجب تفضيلا بأي حال من الأحوال، ولهذا التفوق في الفتوحات أسباب منها:
الأول: أن بني أمية كانوا في القرون المفضلة، وكانت جيوشهم مكونة من الصحابة والتابعين وتابعي التابعين، فحق على الله سبحانه أن ينصر مثل هؤلاء الجنود الأخيار، وقد روى مسلم في صحيحه من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: يأتي على الناس زمان. يغزو فئام من الناس. فيقال لهم: فيكم من رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فيقولون: نعم. فيفتح لهم. ثم يغزو فئام من الناس. فيقال لهم: فيكم من رأى من صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فيقولون: نعم. فيفتح لهم. ثم يغزو فئام من الناس. فيقال لهم: هل فيكم من رأى من صحب من صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فيقولون: نعم. فيفتح لهم.
وأما بنو العباس فوصلوا للخلافة بعد القرون المفضلة، وقد قال صلى الله عليه وآله وسلم كما في البخاري من حديث أنس: اصبروا، فإنه لا يأتي عليكم زمان إلا الذي بعده شر منه.
الثاني: أن الفتوحات لا تكون إلا في زمن الاستقرار وعدم وجود الثورات والخروج على الدولة، والدولة العباسية كانت مبتلاة بهذا الشيء منذ بداية قيام الدولة والله المستعان.
وحتى بنو أمية في فترات الثورات والفتن لم تكن لهم فتوحات كما في فترة الاستقرار وهذا شيء بدهي، فخليفة مثل عبد الملك بن مروان الحازم القوي والذي يعتبر المؤسس الثاني للدولة الأموية، لم يكن في زمنه فتوحات تذكر، وذلك لانشغاله بالثورات والخروج، والسعي في استقرار الحكم.
وأيضا بعد موت الخليفة هشام بن عبد الملك توقفت الفتوحات الأموية إلى وقت سقوط الدولة في معركة الزاب، وذلك بسبب عدم الاستقرار والفتن والثورات كما ذكرنا.
ومما يصلح كمثال قوي على هذا ما حصل لجدنا المعتصم بعد فتح عمورية من إرادته التوجه للقسطنطينية لفتحها لولا ما حصل من تمرد العباس بن المأمون الذي اضطره للتوقف، وعمورية كما يقول المؤرخون كانت أحصن مدن البيزنطيين ذلك الوقت.
الثالث: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد قال كما في صحيح مسلم من حديث ثوبان رضي الله عنه: إن الله زوى لي الأرض، فرأيت مشارقها ومغاربها، وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوى لي منها.
قال أبو العباس القرطبي في المفهم شرح صحيح مسلم عند شرحه لهذا الحديث:"كان ذلك من دلائل نبوته صلى الله عليه وسلم، وذلكأن ملك أمته اتسع إلى أن بلغ أقصى بحر طنجة الذي هو منتهى عمارة المغرب، إلى أقصى المشرق مما وراء خراسان والنهر وكثير من بلاد الهند والسند والصغد، ولم يتسع ذلك الاتساع من جهة الجنوب و الشمال، ولذلك لم يذكر أنه أريه و لا أخبر أن ملك أمته يبلغه."
وبالتالي نقول إن أبناء عمنا من بني أمية رحمهم الله قد وصلوا لأقصى المغرب، وأقصى المشرق، فلم يبق لبني العباس إلا المحافظة على هذه الثغور ولذلك قاموا بتنظيم الصوائف والشواتي للمحافظة على هذه الثغور.
ومع هذا فقد تم فتح الهند العظيم في عصر بني العباس على يد السلطان العادل محمود بن سبكتكين الغزنوي والي الهند العباسي.
وأيضا قد تم فتح جزيرتي صقلية ومالطة على يد الأغالبة ولاة المغرب العباسيين.
وأيضا جدنا المعتصم قد فتح أنقرة بالإضافة إلى عمورية التي ذكرنا فتحها أعلاه.
ـ[محمد يحيى الأثري]ــــــــ[19 - 11 - 09, 07:51 ص]ـ
لو تلقي بمزيد من الضوء:
على رفع بني العباس رحمهم الله لغير الجنس العربي، وهل هذا صحيح،
وأن بني أمية رحمة الله عليهم، كانوا يهتموا بالعرب أكثر من غيرهم؟؟؟؟
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[19 - 11 - 09, 02:08 م]ـ
سؤال خارج الموضوع، افتح له موضوعا جديدا.
ـ[القاسم بن محمد]ــــــــ[11 - 12 - 09, 02:47 ص]ـ
وجهة نظر: ليتكم تتجردون عند مناقشة التاريخ ليكون لما تتفضلون به مصداقية أكثر وواقعية تدعم المنهج، أظن أن عبارات مثل جدنا أو عمنا أو أبناء عمومتنا ... في مثل هذه البحوث تذهب بمصداقية الكاتب أو تكاد.
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[11 - 12 - 09, 05:24 م]ـ
جزاك الله خيرا على وجهة النظر.
لكن كنا نتمنى أن تبين لنا أين عدم التجرد الذي لاحظته.
وما علاقة العبارات السابقة بذهاب مصداقية الكاتب.
فالذي نعرفه عن عدد من أهل العلم أنهم يذكرون ذلك كما كان محمد رشيد رضا يفعل عند ذكر علي بن أبي طالب فيقول قال جدي , ونحو ذلك.
والله أعلم