تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[03 - 03 - 10, 09:02 ص]ـ

وأما ما ذكرته عن ابن عباس فأقول لك ائتني بثناء منه على يزيد بعد مقتل الحسين ووقعة الحرة حتى يكون معتبرا.

وثناء الصحابة والأئمة على رجل يكون مأخوذا به إذا استمر الرجل على حاله الذي هو عليه ولم يحدث شيئا.

وقد أثنى عمر على ابن ملجم لعنه الله قبل أن يفعل ما فعل فهذا الثناء من عمر لم يأخذ أهل العلم به لأنه كان قبل فعلته وقبل أن يصبح خارجيا لعينا.

فكذلك ابن عباس أثنى على يزيد قبل أن يظهر منه ما ظهر فلا يوجد عاقل يأخذ به بعد أفعاله.

وأصلا لم يثبت هذا الثناء عن ابن عباس فإن في إسناده مجهولاً.

ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[03 - 03 - 10, 09:54 ص]ـ

وأما ما نقله الأشعري ابن العربي المالكي عن كتاب الزهد للإمام أحمد، فلم نره في كتابه المطبوع وأغلب الظن أنه اختلط عليه يزيد بن معاوية بيزيد بن أبي سفيان رضي الله عنهما وأرضاهما وخاصة مع قول ابن العربي وما أدخله إلا في جملة الصحابة قبل أن يخرج إلى ذكر التابعين.

ثم إن هذا مخالف لما ثبت عن الإمام أحمد رحمه الله من طريق ثقات أصحابه كابنه صالح ومهنا بن يحيى الشامي وغيرهما، فعن الإمام روايتان لا غير في الأولى يلعنه وفي الثانية يتوقف عن لعنه من باب عدم لعن المعين مع إثبات ما فعله من كبائر وعظائم.

وقد صرح الإمام أحمد بأنه لا يُذكر عن يزيد الحديث لما صدر عنه في أهل المدينة من قتل الصحابة ونهب المدينة، كما في رواية مهنا التي نقلتها أنت:

وَقَالَ مُهَنَّا: سَأَلْت أَحْمَد عَنْ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ. فَقَالَ: هُوَ الَّذِي فَعَلَ بِالْمَدِينَةِ مَا فَعَلَ قُلْت: وَمَا فَعَلَ؟ قَالَ: قَتَلَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفَعَلَ. قُلْت: وَمَا فَعَلَ؟ قَالَ نَهَبَهَا قُلْت: فَيُذْكَرُ عَنْهُ الْحَدِيثُ؟ قَالَ: لَا يُذْكَرُ عَنْهُ

وأما كلام الأشعري ابن العربي بأن يزيد عند الإمام أحمد له منزلة عظيمة وأنه من جملة الزهاد من الصحابة والتابعين الذين يقتدى بهم، فحكايته تغني عن رده، وهو مخالف "لقَوْلُ عَامَّةِ أَهْلِ الْعَقْلِ وَالْعِلْمِ وَالسُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ من أَنَّهُ كَانَ مَلِكًا مِنْ مُلُوكِ الْمُسْلِمِينَ لَهُ حَسَنَاتٌ وَسَيِّئَاتٌ وَلَمْ يُولَدْ إلَّا فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ وَلَمْ يَكُنْ كَافِرًا؛ وَلَكِنْ جَرَى بِسَبَبِهِ مَا جَرَى مِنْ مَصْرَعِ " الْحُسَيْنِ " وَفِعْلِ مَا فُعِلَ بِأَهْلِ الْحَرَّةِ وَلَمْ يَكُنْ صَاحِبًا وَلَا مِنْ أَوْلِيَاءِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ". انتهى من كلام ابن تيمية الذي نقلته أنت.

ومخالف لرواية صالح ابن الإمام أحمد عن أبيه:

قَالَ صَالِحُ بْنُ أَحْمَد: قُلْت لِأَبِي إنَّ قَوْمًا يَقُولُونَ إنَّهُمْ يُحِبُّونَ يَزِيدَ فَقَالَ: يَا بُنَيَّ وَهَلْ يُحِبُّ يَزِيدَ أَحَدٌ يُؤْمِنُ بِاَللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ؟ فَقُلْت: يَا أَبَتِ فَلِمَاذَا لَا تَلْعَنُهُ؟ فَقَالَ: يَا بُنَيَّ وَمَتَى رَأَيْت أَبَاك يَلْعَنُ أَحَدًا.

فالإمام أحمد رحمه الله ينكر على من يحب يزيد، بل ويقول هل يحبه أحد يؤمن بالله واليوم الآخر، وهذه لا تقال إلا في الفساق الذين يستحقون اللعنة، ولذلك قال له ولده فلماذا لا تلعنه؟ فلم يقل له أنه لا يستحق اللعنة وكان من الزهاد الذين يقتدى بهم، بل ذكر له مذهبه في عدم لعن المعين ولو كان فاسقا، ولا أنسى أن أذكر بوجود رواية قوية عنه في جواز لعن المعين.

وأخيرا، غفر الله لك فقد أدخلتنا في ما لا ينفعنا، بل قد يورث العداوة والبغضاء بين أهل السنة.

ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[14 - 03 - 10, 11:55 ص]ـ

ونعود إلى موضوعنا الذي أخرج عن مساره أكثر من مرة، والله المستعان:

ونعود لأمير المؤمنين الخليفة هارون الرشيد بن المهدي بن المنصور العباسي الهاشمي رحمهم الله، فقد قال اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (6/ 51):-

أنا محمد بن الحسين الفارسي، قال: نا أحمد بن محمد بن مخلد، قال: نا عبد الله بن شبيب بن خالد، قال: نا يحيى العتكي، قال: قال هارون الرشيد لمالك: كيف كان منزلة أبي بكر وعمر من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: كقرب قبرهما من قبره بعد وفاته. قال: شفيتني يا مالك. اهـ.

وقال الآجري في الشريعة (5/ 59) بعد أن روى القصة أعلاه:-

فلا الرشيد بحمد الله أنكر هذا من قول مالك، بل تلقاه من مالك بالتصديق والسرور، ومالك فقيه الحجاز أخبر الرشيد عن دفن أبي بكر وعمر رضي الله عنهما مع النبي صلى الله عليه وسلم بما لا ينكره أحد، لا شريف ولا غيره. فلله الحمد. اهـ.

وهذا موقف آخر لأمير المؤمنين الخليفة هارون الرشيد، روى اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (6/ 179) بإسناده عنه أنه قال: لو أدركت عثمان رضي الله عنه ضربت بين يديه بالسيف. اهـ.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير