تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

حافظ ابن الكلبي على التسميات تلك، التي أطلقها العرب ولم يعط تفسيراً لأسباب تسميتها بالحرب واليوم والوقعة، وربما نعطي نحن تفسيراً قد يتفق معنا القارئ أو لا يتفق في أن لفظة «اليوم» مشابهة مع النهار الذي تجري فيه القتال أما الحرب فهي الاسم الأكثر جللاً لقتال طويل لا نهاية له، أو لنقل قتالاً كبيراً في حجمه وعدته، حتى أن الحرب ضمّت أياماً وكأن الأيام أجزاء من الحرب، أما الوقعة فأظنها القتال بين جيشين والأول على ذلك توصيف العرب فيما بعد «وقعة عمورية» كما ورد في الشعر العربي» يا يوم وقعة عمورية انصرفت .. » في مقدمة الشاعر الباحث أحمد محمد عبيد جهد التقصي والمتابعة وخاصة لو عرفنا أن ابن الكلبي ألّف كتباً عديدة في الأيام والحروب التي خاضها العرب في جاهليتهم وكما يقول: «لقد فقدت هذه الكتب»، فكان رأيه أن يجمع ما تبقى من مرويات ابن الكلبي حول الأيام وتحقيقها في كتاب مستقل». ابن الكلبي كوفي حمل علماً غزيراً، فتبحّر في البحث والتأليف في أخبار العرب ومقالبها ونسبها، وهو غزير التأليف في هذه الموضوعات، وبالطبع كان هناك من يخالفه في كثير من الأمور لأن تلك الأمور تعتمد على الحفظ والسمع أولاً. قال عنه يحيى بن معين شاكاً بمروياته «انه غير ثقة وليس عن مثله يروى الحديث». وقال أحمد بن حنبل أيضاً: «هشام بن محمد من يحدث عنه؟ إنما هو صاحب سمر ونسب، ما ظننت أن أحداً يحدث عنه». ويعقب أحمد محمد عبيد «وربما كان الحق معهم لأنهم لم يجدوا فيه الصفات الواجب توافرها في عالم الحديث، لأنه كان يأتي بالحديث على طريقة أهل الأخبار حتى وإن كانت هذه الأحاديث صحيحة».

دائرة الصدقية:

وبلا شك أن رأي أحمد محمد عبيد هذا يضعه في دائرة الصدقية في التحليل كونه يورد آراء من يفهمون ابن الكلبي ولم يتعاطف مع الذي يكتب عنه ويدافع عنه صاحبه ابن الكلبي بالوقت نفسه كونه أي ابن الكلبي يخلط بين رواية الحديث النبوي التي لابد من احتياجها لسند يوثق المتن وبين أسلوب أهل الأخبار. يقول أحمد محمد عبيد إن «ابن الكلبي قد وجد معارضين من أهل الأخبار والأدب أيضاً» متفقاً مع الدكتور جواد علي على مواطن ضعف ابن الكلبي والتي يتصف بها الاخباريون عامة وهي سرعة التصديق ورواية الخبر على علاقة من دون نقد أو تمحيص.

اختلاف الأخبار:

ويوعز أيضاً أمراً ثالثاً هو نسبة اختلاق الأخبار ورواية الأخبار والعجائب التي لا أصول لها إلى ابن الكلبي، حيث كان أبو فرج الأصفهاني من أكثر ناقديه معلقاً على بعض رواياته «وهذا من أكاذيب ابن الكلبي». كان ابن الكلبي غزير التأليف في الأنساب والبلدان والأسماء والشعر والشعراء والمنافرات والبيوتات والمآثر وأخبار الجاهلية والإسلام وقيل أن كتبه بلغت 150 كتاباً وقد فقدت ولم يبق منها إلا القليل. كتاب «الأيام» لابن الكلبي قيمة علمية لأنه تفرد بأيام لم ينقلها غيره بينما اشترك بأيام أخرى مع كتاب «الأيام» لأبي عبيدة معمر بن المثنى، ولكن حتى الأيام التي انفرد بها ابن الكلبي فلابد أنها مروية من لسان آخر وبخاصة عالم جليل كأبيه محمد بن السائب الكلبي الذي كان المصدر الأول لأبي عبيدة وابن الكلبي معاً. ذلك هو كتاب «الأيام» من وجوه كثيرة.

ملاحظة: ذكر الباحث الأماراتي محمد عبيد في مقدمة كتاب الأيام أن علم عن نسخة مخطوطة لكتاب الأيام لابن الكلبي؛ فبحث عنها ولم يجدها.

ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[08 - 10 - 09, 09:13 م]ـ

للأمانة:

وصف الكتاب منقول بتصرف يسير مني

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير