قال ابن كثير في البداية (10/ 331): كان معظماً عند العلماء , وكان عابداً كبير القدر , قال يحيى بن معين: كان ثقة صدوقاً , وفد على عمر بن عبدالعزيز فأكرمه ,ووفد على السفاح فعظمه , وأعطاه ألف ألف درهماً؛ فلما ولي المنصور عامله بعكس ذلك , وكذلك أولاده وأهله؛ وقد مضوا جميعاً , والتقوا عند الله عزوجل.
قلت: عبدالله بن الحسن ثقة جليل القدر , أخرج له عبدالرزاق في المصنف (18885) , وذكره البخاري في في الجامع في كتاب التوحيد في باب قوله تعالى (قُلْ هُوَ الْقَادِرُ) عند حديث (7390) , وإبن ماجه (771) , (2582) , وأبو داود (4771) , والترمذي (314) , (315) , (1478) , (1479) , (1480) , والنسائي في الكبرى (3536) , (3537) , (3538) , (10403).
اعقابه
أعقب عبدالله المحض بن الحسن المثنى ثمانية رجال , هم: محمد النفس الزكية خرج بالمدينة على أبي جعفر , فخرج إليه عيسى بن موسى بن محمد العباسي الهاشمي فقتله بالمدينة , و إبراهيم قتيل باخمرى من أرض الكوفة , وقتله عيسى بن موسى أيضاً , و موسى الجَوْن أختفى بالبصرة فأخذه فأرسله إلى المنصور فعفا عنه , أمهم هند بنت أبي عبيدة بن عبدالله بن زمعة بن الأسود بن المطلب بن أسد بن عبدالعزى.
وأعقب عبدالله أيضاً إدريس بن عبد الله الذي ظهر بالمغرب ومات بها , و سليمان بن عبدالله المقتول بفخ , أمهم عاتكة بنت عبدالملك بن الحارث بن خالد بن العاص بن هشام بن المغيرة , و يحي صاحب الديلم , أمه قريبة بنت أخي هند بنت أبي عبيدة , وعيسى وهارون ولم يعقبا.
وزاد ابن سعد في الطبقات (7/ 474): إدريس الأكبر وقال درج.
وأما البنات: فهن فاطمة , وزينب , ورقية , وكلثم , وأم كلثوم , أمهم هند بنت أبي عبيدة.
نزوله سويقة
كان عبدالله بن الحسن أول من نزل سويقة المدينة من بني الحسن بن الحسن, ثم تبعه أخويه إبراهيم والحسن.
قال ابن سعد في الطبقات (7/ 180): عن مؤمل بن إسماعيل بن عبدالله عن عبدالله بن حسن أنه قال: كان علي بن حسين بن أبي طالب يجلس كل ليلة هو وعروة بن الزبير في مؤخر مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم , بعد العشاء الآخرة فكنت أجلس معهما , فتحدثا ليلة فذكروا جور من جار من بني أمية والمقام معهم وهم لايستطيعون تغيير ذلك , ثم ذكروا مايخافان من عقوبة الله لهم , فقال عروة لعلي: ياعلي إن من اعتزل من أهل الجور والله يعلم منه سخطه لأعمالهم فإن كان منهم علي ميل ثم أصابتهم عقوبة الله رُجي له أن يسلم مما أصابهم , قال فخرج عروة فسكن العقيق؛
قال عبدالله: وخرجت أنا فنزلت سويقة.
وفاته
قال ابن خياط في الطبقات (258): عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب , أمه فاطمة بنت حسين بن علي بن أبي طالب , توفى قبل الهزيمة قليلاً, يكنى أبا محمد.
قال ابن فندق عن وفاته في اللباب (1/ 406): قتل ببغداد سنة خمس وأربعين ومائة في حبس الهاشمية , وقبره في مقابر بغداد وما صلى عليه أحد , وهو يوم قتل ابن خمس وسبعين سنة , وقتل بسبب أبنيه محمد وإبراهيم.
وقال أبو الفرج في المقاتل (171): وقتل عبدالله بن الحسن في محبسه بالهاشمية , وهو ابن خمس وسبعين سنة , سنة خمس وأربعين.
وقال ابن سعد (7/ 478): وكان عبدالله بن حسن يوم مات ابن اثنين وسبعين سنة , وكان موته قبل مقتل ابنه محمد بن عبدالله بأشهر , وقتل محمد بن عبدالله في آخرسنة خمس وأربعين ومائة في شهر رمضان , وكان لعبدالله بن حسن أحاديث.
وقال المزي (5/ 301): ومات في أيام أبي جعفر؛ وقال أبنه موسى بن عبدالله: توفى في حبس أبي جعفر وهو ابن خمس وسبعين سنة.
وقال ابن كثير في البداية (10/ 331): وأخذه المنصور وأهل بيته مقيدين مغلوين مهانين من المدينة إلى الهاشمية , فأودعهم السجن الضيق _كما قدمنا _ فمات أكثرهم فيه , فكان عبدالله بن حسن هذا أول من مات فيه بعد خروج محمد بالمدينة , وقد قيل أنه قتل في السجن عمداً , وكان عمره يوم مات خمساً وسبعين سنة , وصلى عليه أخوه الحسن بن الحسن.
وقال ابن الطقطقي في الأصيلي (68): قال الخطيب في تاريخه: مات عبدالله بن الحسن بن الحسن في حبس المنصور بالكوفة , في يوم الأضحى من سنة خمس وأربعين ومائة.
¥