ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[08 - 02 - 06, 04:22 م]ـ
وقال الإمام ابن القيم رحمه الله 1/ 50:
ومن خصائصها - أي مكة - أنها لا يجوزُ دخولُها لغير أصحاب الحوائج المتكررة إلا بإحرام، وهذه خاصية لا يُشاركها فيها شيءٌ من البلاد، وهذه المسألةُ تلقاها الناسُ عن ابن عباس رضي اللّه عنهما، وقد روي عن ابن عباس بإسناد لا يحتج به مرفوعاً ((لا يَدْخُلُ أَحَدٌ مَكَّةَ إلاَّ بِإحْرَامٍ، مِنْ أَهْلِهَا وَمِنْ غَيرِ أَهْلِهَا)) ذكره أبو أحمد بن عدي، ولكن الحجاج بن أرطاة في الطريق، وآخر قبله من الضعفاء.
وللفقهاء في المسألة ثلاثةُ أقوال: النَّفْيُ، والإِثباتُ، والفرقُ بين من هو داخلُ المواقيتِ ومن هو قبلَها، فمن قبلها لا يُجَاوزها إلا بإحرام، ومن هو داخلها، فحكمُه حكمُ أهل مكَّة، وهو قول أبي حنيفة، والقولان الأولان للشافعي وأحمد.
قلت: القول بمنع دخولها بغير إحرام هو مذهب أحمد وفاقا لأبي حنيفة، كما في الشرح الكبير 8/ 121.
وحديث ابن عباس المشار إليه أخرجه الشافعي /116 والبيهقي في الكبرى 5/ 30 وابن حزم في المحلى 7/ 69 وقال ابن مفلح في الفروع 3/ 281: فيه حجاج ضعيف، مدلس، ومحمد بن خالد الواسطي ضعفه أحمد وابن معين، وقال ابن حجر في تلخيص الحبير 2/ 260: رواه البيهقي بنحوه وإسناده جيد، ورواه ابن عدي مرفوعا بإسنادين ضعيفين. وقد روى البخاري (4/ 58) معلقا أن ابن عمر رضي الله عنهما دخل بغير إحرام.ووصله مالك في الموطأ 1/ 423. وانظ المسألة في شرح العمدة للإمام ابن تيمية رحمه الله - قسم الحج والعمرة 2/ 339.
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[09 - 02 - 06, 03:31 م]ـ
وقال ابن القيم رحمه الله في الزاد 1/ 51:
ومِن خواصِّه -أي الحرم المكي - أنه يُعاقب فيه على الهمِّ بالسيئات وإن لم يفعلها، قال تعالى {وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نّذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} [الحج: 25] فتأمل. كيف عدى فعل الإِرادة هاهنا بالباء، ولا يقال: أردتُ بكذا إلا لما ضمِنَّ معنى فعل ((هم)) فإنه يقال: هممت بكذا، فتوعدَ من هم بأن يَظلم فيه بأن يُذيقه العذَابَ الألِيم. أ هـ
ذهب ابن مسعود وابن عمر رضي الله عنهما إلى أن الهم بالسيئة في الحرم مؤاخذ بها كما في فتح القدير 3/ 633 طبعة دار الحديث.
وقوله تعالى: ومن يرد .. " مفعول يرد محذوف لقصد التعميم، والتقدير: مرادا بإلحاد، أي بعدول عن القصد.
وقوله: بإلحاد، قال الأخفش: الباء زائدة كقول الشاعر:
ألم يأتيك والأنباء تنمي
بما لاقت لبون بني زياد
وقال الكوفيون: المعنى: بأن يلحد.
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[10 - 02 - 06, 01:11 م]ـ
نقل ابن القيم رحمه الله 1/ 51 قول القائل:
مَحَاسِنُهُ هَيُولَى كُلِّ حُسْنٍ وَمَغْنَاطِيسُ أفْئدَةِ الرِّجَالِ
الهيولى: مادة الشيء التي يصنع منها كالقطن للملابس، المعجم الوسيط 2/ 1004.
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[11 - 02 - 06, 04:17 م]ـ
قال ابن القيم 1/ 52:
وهذا كلُّه سرُّ إضافته إليه سبحانه وتعالى بقوله: {أَن طَهّرَا بَيْتِيَ} [الحج: 26] فاقتضت هذه الإِضافة الخاصة من هذا الإِجلال والتعظيم والمحبة مَا اقتضته، كما اقتضت إضافته لعبده ورسوله إلى نفسه ما اقتضته من ذلك، وكذلك إضافته عبادَه المؤمنين إليه كستهم من الجلال والمحبة والوقار ما كستهم، فكلُّ ما أضافه الرَّبُّ تعالى إلى نفسه، فله من المزية والاختصاص على غيره ما أوجب له الاصطفاءَ والاجتباءَ، ثم يكسوه بهذه الإِضافة تفضيلاً آخر، وتخصيصاً وجلالة زائداً على ما كان له قبل الإِضافة، ولم يُوفق لفهم هذا المعنى من سوَّى بين الأعيان والأفعال، والأزمان والأماكن، وزعم أنه لا مزية لشيء منها على شيء، وإنما هو مجرد الترجيح بلا مرجح، وهذا القول باطل بأكثر من أربعين وجهاً قد ذكرت في غير هذا الموضع
المقصود بكلام ابن القيم رحمه الله هم الجهمية والأشاعرة وابن حزم، فهم يقولون: إن الله خلق الخلق وأمر بالمأمورات لمحض المشيئة وليس لحكمة، كما في الإرشاد للجويني ص 268، والفصل لابن حزم 3/ 14.
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[11 - 02 - 06, 05:23 م]ـ
نقل ابن القيم رحمه الله 1/ 51 قول القائل:
مَحَاسِنُهُ هَيُولَى كُلِّ حُسْنٍ وَمَغْنَاطِيسُ أفْئدَةِ الرِّجَالِ
الهيولى: مادة الشيء التي يصنع منها كالقطن للملابس، المعجم الوسيط 2/ 1004.
¥