أخرجه مسلم (7/ 18 - 19). والترمذي (4/ 292بشرح التحفة) وأحمد (2/ 235و301و411) من طرق عنه به. وقال الترمذي:
((حديث حسن صحيح)).
وفي لفظ لأحمد:
((حتى يقتص للشاة الجماء من الشاة؛ تنطحها)).
وإسناده صحيح أيضاً على شرط مسلم.
وله طريق أخرى، فقال ابن لهيعة: عن دراج أبي السمح عن أبي حجيرة عن أبي هريرة مرفوعاً بلفظ:
((ألا والذي نفسي بيده لَيَخْتَصِمَن كل شيء يوم القيامة، حتى الشاتان فيما انتطحتا)).
أخرجه أحمد (2/ 290) بإسناد قال المنذري: ((حسن)).
قلت: ولعله يعني لغيره، فإن ابن لهيعة سيء الحفظ، وكذلك دراج أبو السمح.
ورواه الطبراني في ((الأوسط)) بنحوه، قال الهيثمي:
((وفيه جابر بن يزيد الجعفي، وهو ضعيف)).
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في ((البعث)) عن أبي هريرة أيضاً قال:
((يحشر الخلائق كلهم يوم القيامة، والبهائم والدواب والطير، وكل شيء، فيبلغ من عدل الله أن يأخذ للجماء من القرناء، ثم يقول: كوني تراباً، فلذلك حين يقول الكافر: (يا ليتني كنت تراباً))):
أورده السيوطي في ((الدر المنثور)) (6/ 310) ولم يتكلم على إسناده كما هي عادته، وهو عند ابن جرير (30/ 17) قوي كما سبق قريباً، وموضع الشاهد منه صحيح قطعاً عنه مرفوعاً للطرق السابقة، ولشواهده الآتية:
الأول: عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً مثل حديث أبي هريرة من الطريق الأخرى.
أخرجه أحمد أيضاً (3/ 29) عن ابن لهيعة أيضاً: ثنا دراج عن أبي الهيثم عنه.
وقد عرفت حال ابن لهيعة وشيخه آنفاً.
الثاني: عن أبي ذر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان جالساً، وشاتان تقترنان، فنطحت إحداهما الأخرى فأجهضتها، قال: فضحك رسول الله! قال:
((عجبت لها، والذي نفسي بيده، ليقادن لها يوم القيامة)).
أخرجه أحمد (5/ 173) عن ليث عن عبد الرحمن بن ثروان عن الهزيل بن شرحبيل عنه. وهذا إسناد جيد في الشواهد والمتابعات، رجاله ثقات رجال ((الصحيح)) غير ليث، وهو ابن أبي سليم، ضعيف لاختلاطه، ولكنه قد توبع، فرواه منذر الثوري عن أشياخ له (وفي رواية لهم) عن أبي ذر مختصراً وفيه:
((يا أباذر! هل تدري فيم تنتطحان؟ قال: لا، قال: لكن الله يدري، وسيقضي بينهما)).
أخرجه أحمد أيضاً (5/ 162).
قلت: وهذا إسناد صحيح عندي، فإن رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين، غير الأشياخ الذين لم يسموا، وهم جمع من التابعين، يغتفر الجهل بحالهم لاجتماعهم على رواية هذا الحديث، ولا يخدج في ذلك قوله في الرواية الأولى: ((أشياخ له)) فإنه لا منافاة بين الروايتين، لأن الأقل يدخل في الأكثر، وزيادة الثقة مقبولة، وقد خفيت هذه الرواية الأخرى على الهيثمي، فقال عقب الرواية المطولة والمختصرة:
((رواه كله أحمد والبزار بالرواية الأولى، وكذلك الطبراني في ((المعجم الأوسط)) وفيه ليث بن أبي سليم، وهو مدلس (!) وبقية رجال أحمد رجال الصحيح غير شيخه ابن أبي عائشة وهو ثقة، ورجال الرواية الثانية رجال الصحيح، وفيها راوٍ لم يسم))!
الثالث: عن عثمان بن عفان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
((إن الجماء لَتَقْتَصُ من القرناء يوم القيامة)).
أخرجه أحمد (1/ 72) عن حجاج بن نُصَيْر: ثنا شعبة عن العوام بن مراجم- من بني قيس بن ثعلبة- عن أبي عثمان النهدي عنه.
قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات، غير حجاج بن نصير وهو ضعيف كما في ((التقريب)).
الرابع: عن عبد الله بن أبي أوفى مرفوعاً بلفظ:
((إنه ليبلغ من عدل الله يوم القيامة حتى يقتص للجماء من ذات القرن)).
أخرجه الطبراني في ((الأوسط)) (9582) عن علي بن سنان: نا بشر بن أبي أوفى، وقال:
((لم يروه عن عطاء إلا عبد الله بن عمران، ولا عنه إلا بشر بن محمد، تفرد به على بن سنان)).
قال الهيثمي:
((رواه الطبراني في ((الأوسط)) وفيه من لم أعرفهم، وعطاء بن السائب اختلط)).
الخامس: عن ثوبان مرفوعاً نحو الحديث الذي قبله.
أخرجه الطبراني في ((الكبير)) (1421)، وفيه زيد بن ربيعة، وقد ضعفه جماعة، وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به، بقية رجاله ثقات.
(فائدة) قال النووي في ((شرح مسلم)) تحت حديث الترجمة:
¥