تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وبهذا يتعين قول ابن خزيمة رحمه الله حيث قال: "هذه اللفظة: (لم يعملوا خيراً قط) من الجنس الذي تقول العرب بنفي الاسم عن الشيء لنقصه من الكمال والتمام , فمعنى هذه اللفظة على هذا الأصل لم يعملوا خيراً قط على التمام والكمال , لا على ما أوجب عليه وأمر به" انتهى. والله أعلم

ـ[أبو فاطمة الاثري]ــــــــ[13 - 02 - 06, 11:04 ص]ـ

معنى قوله: (لم يعملوا خيراً قط)

الشيخ الدكتور سفر بن عبدالرحمن الحوالي

من درس: شرح حديث الشفاعة

قوله: [فيخرج منها أقواماً لم يعلموا خيراً قط] معنى وذلك: أنهم عملوا حسنات ولكن أكلتها السيئات، حتى لا يأتي أحد فَيَقُولُ: تارك الصلاة يدخل في الشَّفَاعَة ولم يعمل خيراً قط، فالقضية ليست هكذا، لأن في رواية البُخَارِيّ: {الشفعاء يعرفون المشفوع لهم بآثار السجود} كما قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {كل ابن آدم تأكله النَّار إلا أثر السجود}.

فقد يأتي أناس ولا يرون فيه العلامة، وهو ليس بتارك للصلاة، لكن صلّى صلاة وجودها كعدمها، فالنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عندما قال للمسيء صلاته: {ارجع فصل فإنك لم تصلِ}، فهذا ليس من أهل الصلاة في الحقيقة، ولأنه لا يُرى لها أثراً في نفس الوقت، وهو ليس تاركاً للصلاة؛ لأنه أدى شيئاً وليس مثل الذي لم يؤدِها بالكلية، والله تَعَالَى لا يظلم أحداً شيئاً كما قَالَ: إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا [النساء:40].

ومثل هذه الحالة، حال الذين في آخر الزمان إذا اندرس الإسلام، فلم يبق إلا اسمه ولم يبق من الدين إلا رسمه، فيأتي القوم الذين لا يدرون ما صلاة، ولا صيام ولا نسك، ولكن يقول الرجل منهم أو المرأة: أدركنا آباءنا يقولون: لا إله إلا الله فنحن نقولها -فهذا الزمان زمان شر- فهو لم يسمع إلا هذه الكلمة ففالها، أفيظلمهم الله عز وجل ويجعلهم مع الذين لم يقولوها؟! إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ.

ومثل هَؤُلاءِ: الرجل الذي قتل تسعاً وتسعين وكمّل المائة بالعابد، فلما اختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب، قالت ملائكة العذاب: إنه لم يعمل خيراً قط -وهو كذلك لم يعمل؛ لكنه نوى أن يعمل الخير- فتقول ملائكة الرحمة: إنه جَاءَ تائباً مقبلاً عَلَى الله عز وجل، فكلمة: [لم يعمل خيراً قط] لانفهمها عَلَى أنه لم يعمل أي حسنة بإطلاق، وكان تاركاً للصلاة عَلَى علم، والقرآن موجود والمساجد يؤذَّن فيها، وهو لا يصلي ولا يقرأ القرآن، وهذا حتى لا يفهم بعض النَّاس أن ذلك يعارض ما ورد في تكفير تارك الصلاة.

http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.Sub*******&*******ID=5671&keywords= لم, يعملوا, خيراً, قط

ـ[همام بن همام]ــــــــ[14 - 02 - 06, 02:29 ص]ـ

أخي أبا فاطمة الأثري بارك الله فيك، كان مقصودي الاستدلال من نفس حديث الشفاعة على أن من قيل فيهم "لم يعملوا خيراً قط" قد عملوا خيراً، ولم يكن المقصود توجيه هذا الحرف من الحديث، فتأمل وجزاك الله فيك.

ولعلي أحظى بتعليق من المشايخ الفضلاء حول هذا الكلام؛ لأنه من كيسي. والله أعلم

ـ[أبو فاطمة الاثري]ــــــــ[14 - 02 - 06, 09:24 ص]ـ

جزاك الله خير، أنا كنت أظن تقصد المعنى ولكن أظن للشيخ الحوالي كلام أيضاً حول طرق هذا الحديث موجودة في موقعه وبارك الله فيك

ـ[أبو راسيل]ــــــــ[14 - 02 - 06, 09:43 ص]ـ

أخي / همام بن همام ........................ حفظه الله ورعاه

لعلك تراجع كتاب ــ سبيل النجاة في حكم تارك الصلاة ــ لأبي الحسن المصري فقد أطال في جمع طرق هذا الحديث في بحث ماتع عل الله أن ينفع به

وهذا رابط الكتاب

http://saaid.net/book/open.php?cat=87&book=1165

وكذلك الشيخ عبد الله السعد في مقدمته لكتاب رفع اللائمة عن فتوى اللجنة الدائمة - الطبعة الثانية - فقد تكلم حفظه الله عن هذا الحديث وطرقه وأوضح أن بعض طرق هذا الحديث يستفاد منها قيامهم بالعمل وهي أن النار لم تأكل آثار السجود فراجعه غير مأمور

وهذا بحث كنت جمعته قديما لمعرفة توجيه هذا الحديث من كلام أهل العلم ولو تأملت فيه تجد أن بعض التوجيهات لا تبعد عما فهمته مما يدل أن هذا لم يخفى على أهل العلم وإن لم يصرحوا به

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير