ملحوظة / جعلت البحث في ــ ملف مرفق ــ لعلمي أنه ليس على شرطك هنا ولكن عل الله ينفع به غيرك
ـ[أبو راسيل]ــــــــ[14 - 02 - 06, 09:52 ص]ـ
وهذا بداية كلام أبي الحسن في المرجع سابق الذكر حول هذا الحديث ص (151)
واسْتَدَل أيضًا بعضُ من ذهب إلى عدم كفر تارك الصلاة، بما ورد في حديث الشفاعة، من قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " .... فيقبض أي الرب عزوجل قبضة من النار، فيخرج منها قومًا، لم يعملوا خيرًا قط .... " وفي رواية: " .... فيدخلون الجنة، فيقول أهل الجنة: هؤلاء عتقاء الرحمن، أدخلهم الله الجنة، بغير عمل عملوه، ولا خير قدَّموه" وقال: قد ورد في بعض الروايات، أن المؤمنين أخرجوا من كانوا يصلون معهم، وأن الدفعات التي خرجت بعد ذلك، لم يكن فيها مصلون.
وهذا يحملني على جمع طرق حديث الشفاعة، والكلام على هذه الطرق، وقد يكون بعض هذه الطرق ليس واضح الدلالة في موضع النِّزاع، على أن هناك أحاديث كثيرة في هذا الباب، ليس لها صلة وثيقة بما قصدته من هذا البحث، إلا أن ذكرها هنا لا يخلو من فائدة، ثم بعد ذلك أتكلم على هذه الأحاديث من الجهة الفقهية المتصلة بموضع النِّزاع إن شاء الله تعالى.
إلى أن قال بعد حمع الطرق ص (200ــ212)
(هذا ما يتسر جمعه، ممالة صلة بالباب من أحاديث الشفاعة، وقد بسطت القول في ذلك، لعظيم الفائدة المترتبة من معرفة الأحكام من هذه الروايات، والله أعلم.
@ وقبل الخوض في وجه الدلالة عند من لم يكفر تارك الصلاة من أحاديث الشفاعة، ورد الفريق الآخر عليه، أذكر عدة قواعد مستفادة مما صح من الأحاديث والألفاظ السابقة:
1 - أحاديث الشفاعة جاءت مختصرة ومتقصاة، كما ذكر ذلك ابن خزيمة رحمه الله في كتاب "التوحيد" في غير ما موضع، وعليه؛ فتحمل الأحاديث المختصرة على المتقصاة، طالما أن الجميع صحيح مقبول من جهة القواعد الحديثية، والغالب في خطأ من أخطأ في فقه هذا الباب، هو عدم جمع طرق أحاديث الشفاعة، وإدراك هذه الحقيقة، والله أعلم.
وقد قال ابن خزيمة رحمه الله في "التوحيد" (2/ 602):
فأصحاب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ربما اختصروا أخبار النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إذا حدثوا بها، وربما اقتصُّوا الحديث بتمامه، وربما كان اختصار بعض الأخبار، (أن) () بعض السامعين، يحفظ بعض الخبر، ولا يحفظ جميع الخبر، وربما نسي بعد الحفظ بعض المتن، فإذا جُمِعَت الأخبار كلها؛ عُلِمَ حينئذ جميع المتن والسند، (و) دل بعض المتن على بعض، كَذِكْرنا أخبار النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في كتبنا، نذكر المختصر منها، والمتقصى منها، والمجمل والمفسر، فمن لم يفهم هذا الباب؛ لم يحل له تعاطي علم الأخبار ولا ادعاؤها. اهـ
وانظر ما قال أيضًا في (2/ 707). والناظر في أحاديث الشفاعة يجد هذا بجلاء، بل لا تكاد ترى حديثًا في هذا الباب إلا وفيه إجمال أو إبهام، والموفَّق من وفَّقه الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
2 - إخراج أهل النار من الموحدين، يكون بشفاعة الشافعين، أو برحمة أرحم الراحمين، بدون شفاعة مخلوق على اختلاف في ذلك انظر ما قاله الحافظ في "الفتح" (11/ 456) ك/الرقاق، حول استئذان رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ربه بأن يشفعه فيمن قال: لا إله إلا الله، وانظر ما قاله ابن خزيمة في "التوحيد" (2/ 609 - 610)، على أن الجميع من رحمة الله عزوجل، فلولا أن الله عزوجل أراد رحمة من خرجوا بالشفاعة، لما قبل فيهم قولاً من الشافعين، حتى يمكثوا المدة التي قدرها الله عزوجل، إلا أن العلماء فرقوا بين الصنفين، بل وقد صرحت الأحاديث بذلك، كما في حديث حذيفة، والله أعلم.
3 - النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - له عدة شفاعات، يهمنا هنا منها شفاعتان:
الأولى: وهي المقام المحمود، وهي الشفاعة للخلق جميعًا، بأن يعجل الله عزوجل بتفريق جمعهم إلى حيث يشاء سبحانه وتعالى، وهي قبل مرور الناس على الصراط، كما قال ابن خزيمة في "التوحيد" (2/ 600).
الثانية: شفاعته - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في إخراج كثير ممن دخل النار من أمته، وهذه الشفاعة متأخرة عن التي قبلها، وهي التي أنكرها أهل البدع، والله أعلم.
انظر ما قاله النووي في "شرح مسلم" (3/ 55).
¥