حصل له الفهم، لماذا؟ لأن هذا جسم يمكن أن تريه فتنطبع عنده المعرفة بهذا الشيء، المعاني النفسية ليست بمشاهَدَة، ولهذا إذا عُرِّفت فسيضطر المعرِّف إلى أن يرعى فيها ما يعرفه ألا وهو حالة الإنسان أو ما يشهده، فإذا أراد أن يعرف الرحمة مباشرة هو ماذا يعرف من الرحمة، الرحمة التي في الإنسان، لكن هل سيعرِّف الرحمة التي يعلمها والتي لا يعلمها؟ رحمة الله جل وعلا لا يعلمها على الحقيقة، فهو إذن حينما يعرفها سيعرفها بالنسبة للإنسان وهذا يكون غلطا في المعنى.
فإذن الكليات هذه في المعاني يصعب تعريفها وتحال إلى ما يعلمه المرء بالاضطرار، الواحد يعرف معنى الرحمة، يعرف معنى الرأفة، يعني بالاضطرار من داخله من نفسه، نعم من المحققين من أهل العلم من أهل السنة من عرف كثيرا من تلك الأشياء لكن ما عُرَّفت جميعها، لهذا ابن القيم رحمه الله لما أتى إلى المحبة في مدارج السالكين، ذكر عبارات القوم في المحبة وقال: كل هذا تقريب، لما أتى إلى الاستعاذة، تعريف الاستعاذة، قال معنى طلب العَوذ، كيف تستعيذ؟ عرِّف لي معنى الاستعاذة؟ طلب العوذ، طيب ما هو العوذ؟ ذكر أشياء ثم قال وهذا تقريب، وإلا فما يقوم بالقلب من ذلك لا تحيط به العبارة ولا يدركه الوصف.
المقصود من هذا أن تنتبه لهذا الأصل العظيم في الصفات لأن الصفات هذه التي هي معاني، أما الوجه فنقول الوجه ما تحصل به المواجهة، اليد نقول اليد ما يحصل بها القبض والبسط والعطاء والمنع، هذا يمكن أن يُعرف لكن المعاني القلبية لأنها معاني لا يمكن أن تجمعها في عبارة تشمل كل من اتصف بتلك المعاني.الرحمة، قال: الرحمة رقة القلب، صحيح هذا في الإنسان، فيك الرحمة رقة في القلب لكن أيضا هي ليست رقة في القلب فقط، رقة القلب ومعها أشياء، رقة القلب وانعطافه ومحبته في عدة أشياء، لأن التحقيق أن اللغة ليس فيها ترادف، عند المحققين من أهل اللغة اللغات جميعا ليس فيها ترادف، يعني ما في لفظ يقوم مقامه لفظ آخر من جميع الجهات، هذا ليس بصحيح، وفي اللغة العربية وفي اللسان العربي الشريف لا شك أنه ليس هناك ثم ترادف محض، يعني هذه تساوي هذه من كل جهة، لا، وإنما تفسر اللفظ بلفظ آخر لمراد التقريب والإفهام.
لا، مهي بأثر هي الرحمة، ليست الرقة لأن الرقة في القلب ما تقول يعني شيء ينشأ، هو فسر الرحمة برقة القلب يمكن ان تقول إنها أثر لأن تفسير الشيء بالشيء غير مطابق، يعني الرحمة صفة ينشأ عنها الرقة، يمكنك أن تقول ذلك
ـ[عبدالله ابن عَبيدِه]ــــــــ[12 - 02 - 06, 11:50 م]ـ
يا أخي أنصحك بما جربت منفعته بنفسي ...
لا بد أولاً أن نعلم أن ربنا عزوجل ليس كمثله شيء لا في نفسه المقدسة ولا في شيء من صفاته ولا أفعاله ..
وأن المعنى الذي تدركه أذهاننا أمر مجمل كلي، وقد تعلق به تفاصيل خيالية من طغيان الحس، والكُنه والحقيقة وراء ذلك، وأكبر.
وأنه تعالى كما أخبر:" لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار".
والشيطان عدو مبين مسلط على ابن آدم يعلم أنه خلق من عجل .. فلا يزال يغريه باستعجال محبوباته ولا سيما ما وعد بها،، وقد عُلم أن من استعجل شيئاً قبل أوانه عوقب بحرمانه ..
وقد وعد الله تعالى برؤيته المؤمنين به بالغيب كما وصفته لهم رسلهم وصفاً أبانه لهم عن المعدومات والناقصات وعن جميع الموجودات سواه على تفاوتها في الكمالات بحيث إنهم يعرفونه يوم القيامة بأنه لا مثل له كما في حديث أبي سعيد في كتاب التوحيد من آخر الجامع الصحيح للبخاري ..
* وقد قال تعالى:" أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون، ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعملن الكاذبين".
فكل من ادعى الإيمان فتن ابتلاء فإما محص وإما افتتن فمحق ..
قال تعالى لما ذكر قصة أحد وما أصاب المؤمنين فيها من القرح:" وليمحص الله الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين".
والفتن مراحل يتلو بعضها بعضاً فمنها في الدنيا، ثم عند الممات وقد علمنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نستعيذ بالله تعالى في دبر صلواتنا من فتنة المحيا والممات.
ثم فتنة القبر
ثم فتنة المحشر وهي المذكورة في أحاديث وصف ما يكون في عرضات القيامة، فتدبرها ولا سيما الحديث الذي فيه أنه يقال لأهل المحشر: " ليتبع كل قوم ما كانوا يعبدون".
¥