ـ[أبو داوود القاهري]ــــــــ[14 - 02 - 06, 06:44 م]ـ
جزاك الله خيراً
تعليقي على النص المنقول من وجهين:
الأول: إجمالي, وهو أن القواعد التي ذكرتها الدكتوره -جزاها الله خيراً- نسلم بها, ولا أخال اثنين من أهل السنة يخالفون فيها, ولكنه كلام عام يحتاج إلى إسقاط على الواقع. فاستخدام عبارات مثل "الأفكار الوافدة" و"الأمور" ونحو ذلك من العبارات لا يفيد شيئاً عند مناقشة قضية بعينها, إنما ينفع عند إرساء المبادئ وعند التأصيل والتقعيد. فالعبارات المجملة تعني (أي الدكتورة الفاضلة) بها البرمجة اللغوية العصبية تارةً, والتايجي تارة, والتشي جونج تارةً, والريكي تارة, والماكروبايوتك تارة وغير ذلك تارة أخرى. الذي يعنيني هنا هو مناقشة الأولى فقط (البرمجة).
الثاني: تفصيلي. فبالنظر في مقالة الدكتورة: نجدها إعتمدت على رد "شُبه" أنصار هذه "الأمور". فأوردها مبيناً تعليقي على كل منها وعلى تعليق الدكتورة, مقتصراً على نقل كلام مخالفيها للاختصار:
1 - قولهم: هي أمور دنيوية حياتية، فالأخذ بها من باب: أنتم أعلم بأمور دنياكم.
التعليق:
هذا لا نسلم به. فكما ذكرت في رسالتي الأولى أن الكثير من أنصار البرمجة -خاصةً في دول الخليج ومصر- يحاولون إضفاء الصبغة الإسلامية عليها (أي البرمجة). ويجعلونها سبيلاً لتزكية النفس وإدراك الخشوع والتوكل على الله وحسن الخلق وما إلى ذلك. وهم يناقضون أنفسهم بذلك وسيأتي تفصيل ذلك في رسالة مقبلة إن شاء الله. وقد أحسنت الأستاذة في الرد عليهم, فجزاها الله خيراً. إلا أنني أقول: البرمجة ليست فقط سبيلاً لتزكية الأنفس وتحسين العلاقات مع الآخرين, بل لها جوانب كثيرة سأبينها مستقبلاً إن شاء الرحمن. وما كان دنيوياً بحتاً, فلا يدخل تحت ردِّها.
2 - استدلالهم بالقول المشهور: اطلبوا العلم ولو في الصين:
التعليق:
لا أستدل بهذا. وأوافق الدكتورة في ردها عليه مع تعقب بسيط في موضوع "الطاقة" حيث أنا لو تجاوزنا عن الفلسفات الشرقية فقد ثبت علمياً وجود طاقة "كهرومغناطيسية" في الجسم ولها تأثير على حيويته ويمكن التحكم فيها واستخدامها للعلاج وغيره مما لا يدخل في موضوعنا فلن أتطرق إليه.
3 - تذرعهم بـ: الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أولى بها:
التعليق:
أفادت وأجادت
4 - قولهم: الأخذ بالأسباب عبادة، وما هذه الأمور إلا أسباباً نعبد الله بالأخذ بها
التعليق:
هذا هو أحد اعتراضاتي الأساسية على كلام الدكتورة. وهو أنها قاست ما لم يثبت فيه حكم على ما علم تحريمه بالضرورة مع افتقاره للعلة, وهذا قياس فاسد. ز فكيف أثبتت حكماً بالقياس على أمر علة تحريمه هو ذات الحكم المطلوب إثباته؟ وتوضيح أن المطلوب هو إثبات عدم جواز الأخذ بالبرمجة كسبب لأغراضها (الضمير عائد على البرمجة) , وقاسته على الشركيات التي علة عدم جواز الأخذ بها هي أنها محرمة بذاتها. وهذه العلة ذاتها هي التي تسعى إلى إثباتها في المقام الأول. فافتقر الفرع إلى علة الحكم ففسد القياس.
5 - تذرعهم ببعض منافع حدثت لهم أو على يديهم، وقولهم: ثبت نفع هذه التطبيقات بالتجرب
التعليق:
أوافق على كلامهم. حيث قد ثبتت بالتجربة منافع لهذا العلم, وظهرت له تطبيقات كثيرة منها ما يوافق شريعتنا ومنها ما يخالف ومنها ما لم يُتبين بعد. واعتراضي على كلام الدكتورة هنا يدخل فيه اعتراضي على النقطة السابقة. وأضيف إليه هنا أن أطالبها بالبينة على أن هذا العلم من وسواس الشياطين أو من تزيينهم. والبينة على من ادعى. كما أنها (ثانيةً) تحاول إثبات عدم وجود النفع الحقيقي بإثبات وجود ضرر ديني, والذي هو ماتحاول إثباته أصلاً. هذا يسمى دَوراً في علم المنطق.
6 - قولهم هذه التطبيقات وأفكارها تتوافق مع الدين، وتقود لما تدل عليه نصوص الوحيي
التعليق:
إن قصدوا "بتتوافق" أي لا تتعارض, فهذا هو محل المناقشة. أما بخصوص قولهم "وتقود لما تدل عليه نصوص الوحيين" فإن كان هذا هو نفعها ولا زيادة فلا تلزمنا. والوحيين هما منهاجنا وليس كلام "باندلر" اليهودي ولا "جريندر" ولا "تاد جيمس".
7 - تذرعهم بدعوى "الأسلمة " فيقولون نحن "نُفلتِر" هذه الوافدات وننقيها، ونأخذ الصحيح منها مع الاستدلال عليه بالآيات والأحاديث، وهذا الصحيح إنما هو من ديننا أصلا ولكننا غفلنا عنه
التعليق:
¥