ثم شرع الشيخ محمد بإدارة الحوار مانحاً مدة خمس عشرة دقيقة للحديث لكل مشارك مشترطاً عليهما أن يكتفيا بالحديث عن المخالفات الشرعية اللازمة لهذا العلم والتي لا تنفك عنه. وأن تكون هذه المخالفة ظاهرة، وليست مما يسوغ فيه الاجتهاد. كما نبه على أهمية تجنب الاعتماد على أقوال المختصين بهذا العلم فليس بالضرورة أن تكون ملازمة للعلم وإنما تُذكر للاستشهاد فقط.
وذكّر الجميع بأن يتحلَّوا بآداب الحوار، وأكد على ضرورة الالتزام بالوقت ومراعاة الإيجاز والاختصار.
ثم قدّم الدكتور عبد الغني للحديث ..
استهل الدكتور عبد الغني مليباري ـ رئيس قسم الهندسة النووية بجامعة الملك عبد العزيز حديثه بحمد الله عز وجل بما هو أهله محذراً من هذا العلم وخطره على العقيدة محدداً حديثه بثلاثة محاور رئيسة هي:
1 - أصول هذه العلوم (الجذور والتاريخ).
2 - مضامين هذا العلم (الممارسات والتقنيات).
3 - مخرجات هذه العلوم (النتائج والنهايات).
وتحدث أولا عن تاريخها فقال:
أولا: تاريخ البرمجة:
طُوّر هذا العلم ما بين عام 1973م وعام 1978م، على يد مجموعة من الأشخاص الذين اعتمدوا فيه على أبحاث سابقة وقدموه للناس على شكل دورات، وكغيره من المستجدات انتشر انتشاراً كبيراً على شكل دورات تدريبية في أمريكا؛ فتنبه له البحاثة والمسؤولون. وكان أن توجهت إليه إدارة الجيش الأمريكي للتأكد من الادعاءات الكبيرة المثارة حوله والمدعاة من مدربيه، وقبل اعتماده قام معهد بحوث الجيش الأمريكي بتمويل أبحاث تحت مظلة "تحسين الأداء البشري" على أن تقوم بها الأكاديميات القومية التي تتكون من كل من الأكاديميات القومية للعلوم والهندسة والطب. وتعتبر هذه الأكاديميات بمثابة مستشارة الأمة الأمريكية وخلال ثمان سنوات من التتبع والدراسة للبحوث العلمية حول تحسين الأداء الإنساني أصدرت الأكاديميات ثلاثة تقارير عن البرمجة (أصول هذه التقارير يمكن الحصول عليها من الإنترنت) في أعوام 88 و 91 و94 خلاصتها أنه لا فرضيات ولا مخرجات البرمجة مثبتة علمياً.
وفي بريطانيا لما انتشرت البرمجة وكثرت ادعاءاتها قام العالم مايكل هيب بتجميع أكثر من سبعين بحثاً علمياً مقدماً عن كفاءة البرمجة، وفحَصها،وراجعها وتوصل إلى أنه لا ادعاءاتها ولا مخرجاتها مثبتة بالبحث العلمي ..
وهكذا تبين أنه وخلال 25 عاماً لم تتبنَّ أي جهة علمية أو تربوية البرمجة اللغوية العصبية. فرُفضت البرمجة ورُدت ادعاءاتها. فمن تبنى البرمجة اللغوية العصبية بعد ذلك؟ تبناها بعد ذلك ثلاث فئات:
1 - حركة (النيوإيج) أو العصر الجديد وتعتبر هي التي أوجدت البرمجة اللغوية العصبية بصورتها الحالية
2 - دعاة الشامانية.
3 - بعض أهل الخليج - هداهم الله -.
ويعتبر هذا التبني من قبل النيوإيج والشامانية واضحاً جداً فالبرمجة اللغوية العصبية قد خرجت أصلاً من معهد ايسلان بكاليفورنيا معتمدة على العلاج الجشطالتي الذي أخرجه فريدريك بيرلز (وفلسفة هذا العلاج نابعة من فكر فلسفي يؤمن بالعقل الكلي .. وهذه المسألة مجال بحث وتتبع الآن أكثر). ومن المشاهد أن الموجود من كتب وبرامج ونشرات ودورات للبرمجة أغلبها (للنيو إيجرز) ومؤسساتهم.
و (النيوإيج): هي حركة بدأت في أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين تدعو إلى إنكار الإله (سبحانه وتعالى عما يقولون)، وتدعو إلى أزلية الكون وأن كل ما في الكون عبارة عن أجرام وأشياء محسوسة ومشاهدات وأنَّ هناك شيئاً يحركها .... وتصادمت في صورة جمعية "الثيوصوفي" مع الدين النصراني لإنكارها للإله صراحة، فخبت ثم عادت مرة أخرى في الستينات الميلادية بطروحات جديدة وأفكار جديدة، منتهجة منهج المزاحمة لا المواجهة فلم يحاربوا أي فكرة دينية بل دعوا لقبول الجميع أديانهم ومعتقداتهم واهتموا فقط ببث فكرهم عن طريق تقنياتهم التي تضمن بتأثيرها القوي مع الزمن انتماءً للحركة دون مواجهات. وقد روجت الحركة لأكثر من 74 طريقة لنشر هذه الأفكار منها الماكروبيوتيك والطاقة والتاي شي والتشي كونغ والريكي وأحد هذه الطرق هي البرمجة اللغوية العصبية وهي أوسعها انتشاراً. هذا بالنسبة للأصول.
ثانيا: المضامين:
¥