تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[02 - 04 - 2005, 09:51 م]ـ

الاخ الخليل ...

سأعود بعد لأي ... لمتابعة الحوار ... وفى انتظار ذلك ... اقترح عليك ان تقرأ-غير مأمور-هذا البحث القصير .. كتبته منذ زمن ... ونشرته فى بعض المنتديات ..

الاسماء والصفات-من وجهة نظرعلم التفسير- إشكال عقدي ام لغوي؟؟

هل يليق ان اذهب الى ان ... قضية الاسماء والصفات .. قضية لغوية لبست لبوسا عقديا .. ؟؟

هل من حرج فى ان أذهب الى ان حل المعضلة بيد أمثال الخليل وسيبويه ... لا بيد امثال واصل والباقلاني .. ؟؟

ألم يزد تدخل المتكلمين-اعني علماء الكلام -الطين الا بلة .... ؟

أولم يطم الوادي عند استدعاء المناطقة ... الى صعيد النظر .. وكان الاحرى "صون المنطق والكلام من علم المنطق والكلام"؟؟ (رحم الله الامام السيوطي) ..

ثم .. وهنا مربط الفرس .. الم يكن حريا بالمفسرين .. ان يشقوا طريقهم .... عبر مهيع علم اللغة لا زقاق علم الكلام؟؟

للإجابة على هذه الاسئلة ... انطلق من نصين ..

نص قديم .... سلفي

نص جديد .. خلفي

وعلى غير المتوقع .. سيلتقى النصان. على قاعدة الوفاق .. حتى ليقال وقع الحافر على الحافر .....

اما النص القديم السلفي فمقتطف من ... الصواعق المرسلة ... لشيخ الاسلام ابن القيم ...

أما النص المعاصر الخلفي .. فهو مقتطف .. من كتاب"العمل الدينى وتجديد العقل" للدكتور طه عبد الرحمن ..

وهومدرس منطق وفلسفة بالمغرب العربي .. وتوجهه الصوفي لا ينكره .. ولا يخفى على احد ..

وهاكم كلامه:

"ان المشكلة العظمى التى اعترضت سبيل "النظار"في الصفات هى تحديد اتجاههم من الاختيارين المتناقضين التاليين:"التشبيه" و"التعطيل".وعندنا ان ما يقف خلف هذه المشكلة هو الطبيعة الخاصة لبنيات اللغة الانسانية ولآلياتها التبليغية.

من خصائص هده الطبيعة اللغوية ان فهم المعانى المبلغة لايتم الا عن طريق استحضارالذهن لجزء من مجموعة الافراد التى تندرج تحت هذه المعانى, ويتكون هذا الجزء بالذات من الافراد التى تصلح ان تكون نماذج لما يمكن ان يقع تحت هذه المعانى من الافراد, لكونها تمثل الصفات المطلوبة خير تمثيل. ونصطلح على تسمية هذه النماذج باسم "الشواهدة المثلى".

وان هذا الاستحضار العفوى للشواهد المثلى خيردليل على ان عمليات الفهم والافهام تتوسل باسلوبى المقارتة والتشبيه: فلا معنى الا و يطلب له الناطق شاهدا امثل من تجربته المكتسبة يقيسه عليه حتى يتم له ادراكه, يستوى فى ذلك الظاهر والمعنى الخفى, المعنى المحسوس والمعنى المعقول.

فلو قال القائل, مثلا: "جالست وليا"

فان المستمع لا يستحضر فى ذهنه الاولياء جميعا بسردهم واحدا واحدا, ولايتصور التعريف المفهومى للولى , وانما, على الحقيقة, يستحضر هذا الولى اوذاك من اولياء الله الذين سبق ان رآهم او سمع عنهم , او قرأ لهم , او قل باختصارجمعه واياهم شكل من اشكال الممارسة الحية.

وجملة القول , فان النظر بمقتضى مبناه اللغوى لا محيد له عن تحصيل المعرفة العقلية بطريق التشبيه.

ولا ينقض هذا الدعوى ماقد يذكره المعترض من حالات توسيع اللغة كالاصطلاح والمجاز, فمادام اللفظ يدرك معناه بالشواهد, فصرفه الى معنى آخرلايصرف عنه ما كان يلزمه فى المعنى المصروف عنه من تشبيه, ذلك انه وان لم يكن له مع شواهد المعنى المصروف اليه من وجود الشبه ماله فى معناه الاصلى, فله منها ما يكفى لان يجعله سالكا هنا ايضا طريق التشبيه.

واذا سلمنا بان النظر يسلك سبل المشابهة, لزم ان من يخوض فى الالهيات واقع ,شاء ام ابى, تحت وطاة الاساليب التشبيهية فى تقريبه للمطلوب الغيبى وتقديره لصفاته؛ وعلى افتراض ان الرغبة فى التنزيه حاصلة عند الناظر, فلاينفعه ان يستعمل لوصف هذا المطلوب الغيبى مفاهيم ومقولات يقرربصددها انها تصدق فى حق هذا المطلوب بوجه لايشاركه فيه غيره , مثل مقولة" التعالى" و " الاطلاق" و"اللا تناهى".فما من واحدة منها الا وتغشاها وجوه من التشبيه تدق عن الافهام ولو توجهت فيها الهمم بالتنزيه, كأن يدرك احدنا "التعالى" ب"العلو", و"العلو"ب "العالى"و "العالى" بشاهد من شواهده المثلى, كأن يقيس "اللاتناهى"ب "التناهى"و"الاطلاق"ب "التقييد" وفق قاعدة التمييز الشىء بضده.

لكن مساوىء هذا التشبيه قد يتجاوز عنها لولا انها تقترن بمساوىء تشبيه آخريتعمده الناظر؛ فلنسم الاول:"التشبيه الاضطرارى" والثانى "التشبيه الاختيارى"

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير