تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ما أردت أن أصل إليه، هو ألا يتسرع الإنسان في القول على الله بغير علم، أو يفسر كلامه ـ سبحانه ـ بغير ما فسره به أعلم الناس بربهم بعد نبيهم وهم الصحابة ومن نقل أقوالهم من التابعين؛ لمجرد استحسان عقل أو ميل ذوق، أو متابعة من يحب و يعجب به من العلماء، أو لزعمه أنه وصل في اللغة إلى ما لم يصل إليه هؤلاء المفسرون من فهم كلام ربهم، وهم قد اعتمدوا على ما في كتاب الله نفسه، من تفسير بعضه لبعض، أو على ما صح عمن لا ينطق عن الهوى، ولنتذكر جميعًا قول المولى ـ تبارك وتعالى ـ: " قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ "

وأجدها فرصة بهذه المناسبة أن أنصح إخواني باعتماد التفاسير الموثوق فيها، والمعروف منهج أصحابها، وصحة معتقدهم، كالطبري وابن كثير، وان نأخذ من الحذر أشده ونحن نقرأ في التفاسير التي عرف عن أصحابها أنهم على معتقد غير صحيح، كالزمخشري المعتزلي، أو أنهم قد لا يفرقون أو لا يهتمون بالتفريق بين الغث والسمين مما يتعلق بالعقائد والأحكام الشرعية، وإن كانوا في تخصصاتهم بحورًا زاخرة لا ساحل لها، كالرازي وابن عاشور والخازن وأبي السعود، ونحوهم، ممن نسأل الله أن يعاملنا وإياهم بعفوه ولطفه، ويتقبل منا ما أصبنا فيه وأخلصناه له، ويتجاوز عن زللنا وخطلنا ... إنه جواد كريم.

قال الشيخ محمد بن صالح ابن عثيمين مرة وهو يشرح البيقونية في معرض كلام عن البسملة، جاء فيه ذكر للزمخشري:

وهو معتزلي من المعتزلة، وكتابه الكشاف فيه اعتزاليات كثيرة قد لا يستطيع أن يعرفها كل إنسان، حتى قال البلقيني: أخرجت من الكشاف اعتزاليات بالمناقيش. ا. هـ

فإذا كان الأمر كذلك ـ أيها الأحبة ـ وإذا كان من هو مثل البلقيني قد استخرجها بالمناقيش، لدقتها وخفائها على من لا دراية لديه، فكيف بنا نحن الضعفاء المساكين ..

فمن أراد السلامة لنفسه، فعليه الرجوع للتفاسير التي أجمع أهل العلم على سلامة معتقد أهلها، وأطبقوا على قراءتها ودراستها وتدريسها والاستفادة منها والرجوع إليها، ولتكن استفادته من التفاسير الأخرى بالقدر الذي لا يضره.

ويحق لنا وقد بان السبيل واتضحت المحجة أن نذكر بقول المولى ـ جل وعلا ـ: " من اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها ... "

ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[05 - 04 - 2005, 08:33 م]ـ

الإقصاء---هو توجه لبعض الإسلاميين بحيث ينهى عن كل ما لا يتفق مع مشربه--ولا يكترث بأي عالم ليس من مشربه--ثم يضخم علم من هم من مشربه---ويقلل من شأن العلماء ممن ليسوا من مشربه

ـ[أبوأيمن]ــــــــ[06 - 04 - 2005, 02:43 م]ـ

أستاذنا الحبيب / البصري، أسأل الله العلي القدير أن يثيبك خيرا عما تبدله من جهود دبا عن كتاب الله وسنة رسول الله، وأخبرك أني أحبك في الله

أخي الكريم جمال قلت

الإقصاء---هو توجه لبعض الإسلاميين بحيث ينهى عن كل ما لا يتفق مع مشربه--ولا يكترث بأي عالم ليس من مشربه--ثم يضخم علم من هم من مشربه---ويقلل من شأن العلماء ممن ليسوا من مشربه

وأي إقصاء تتحدث عنه أخي جمال، ومن الذي يقصي غيره، ألست الذي أقصيت تفسير رسول الله صلى الله عليه وسلم ل"اليقين"، أو لست الذي أقصيت تفسير السلف للآية، ثم تأتي برأي شاذ لا أصل له ولا دليل عليه نقلا وعقلا وتدافع مستميتا عنه

وما المشرب الذي تتحدث عنه؟ أو ليس هو كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم؟

أرأيت لو خالف قولُ عالم قولَ الله أو قولَ رسول الله فهل يسع إنسانا يؤمن بالله ورسوله أن يتبع قول العالم؟

قال الله تعالى: " فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً (65) "

أيسعنا أخي الكريم بعد أن ذكرت قول رسول الله صلى الله عيه وسلم "أمَّا هُوَ فَقَدْ جاءَه اليَقِينُ، وَاللَّهِ إنّي لأَرْجُو لَهُ الخَيْرَ" أن نخالفه إلى قول غيره؟

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير