ومنه يظهر: تلازم الإستعارة بالكناية مع الإستعارة التخييلية.
الاستعارة باعتبار المستعار له
تنقسم (الاستعارة) باعتبار (المستعار له) الى قسمين:
1 ـ الاستعارة التحقيقيّة: وهو ما كان المستعار له محققاً حسّاً: كالأسد المستعار للشجاع، أو عقلاً: كالصراط المستقيم المستعار للدين.
2 ـ الإستعارة التخييلية: وهو ما كان المستعار له موهوباً، غير محقق، لا عقلاً ولا حسّاً، كالاظفار المستعارة للمنية.
الإستعارة باعتبار اللفّظ المستعار
تنقسم (الإستعارة) باعتبار اللفظ المستعار إلى ثلاثة أقسام:
1 ـ ما كان لفظ المستعار إسماً لذات: كالبدر للجميل، أو اسماً لمعنى: كالقتل للضرب الشديد، وتسمى الإستعارة (أصلية).
2 ـ ما كان لفظ المستعار فعلاً، أو اسم فعل، أو اسماً مشتقّاً، أو اسماً مبهماً، أو حرفاً، وتسمى الاستعارة: (تصريحية تبعية).
3 ـ ما كان لفظ المستعار اسماً مشتقّاً، أو اسماً مبهماً، وتسمى هذه الاستعارة: (تبعية مكنية) وهذا داخل في القسم الثاني.
الإستعارة العنادية والوفاقية
ثم أن الاستعارة المصرحة تنقسم باعتبار الطرفين إلى قسمين:
1 ـ العنادية، وهي التي لا يمكن اجتماع طرفيها في شيء واحد، لتعاندهما، كاجتماع الهدى والضلال، والنور والظلام.
2 ـ الوفاقية، وهي التي يمكن اجتماع طرفيها في شيء واحد، لتوافقهما، كاجتماع النور والتقى، والحياة والهداية.
ومثال الاثنين: العنادية والوفاقية، قوله تعالى: أو من كان مّيْتاً فأحييناه أي: ضالاً فهديناه، فإنّ في هذه الآية استعارتين هما:
أ - استعارة الموت للضلال لاشتراكهما في عدم الانتفاع، وهي عنادية لعدم امكان اجتماع الموت مع الضلال الذي لا يكون إلا في الحي لأنّ الضالّ حيّ.
ب - استعارة الإحياء للهداية لاشتراكهما في ثبوت الانتفاع، وهي وفاقيّة لإمكان اجتماع الإحياء والهداية.،، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ
أقسام الاستعارة العنادية
ثمّ انّ الاستعارة العنادية على قسمين:
1 ـ التمليحية: بأن يستعمل اللّفظ الموضوع لمعنى شريف في ضدّه أو نقيضه، كقوله: (رأيت أسداً) وهو يريد: جباناً.
2 ـ التهكمية: بأن ينزّل التضاد منزلة التناسب، نحو قوله تعالى: فبشِّرهم بعذاب أليم أي: أنذرهم، فاستعيرت البشارة للإنذار الّذي هو ضدّه على سبيل التهكم والإستهزاء.
الإستعارة باعتبار الجامع
وتنقسم الإستعارة المصرحة باعتبار الجامع إلى قسمين:
1 ـ عامية، وهي المعلومة لدى كل أحد، نحو: (رأيت أسداً يرمي) والجامع بين الطرفين واضح وهي الشجاعة.
2 ـ خاصية، وهي التي تحتاج الى فكر وتأمّل، نحو:
غّمرُ الرداء إذا تبسّم ضاحكا ******* غَلقت لضحكته رقابُ المال
والجامع بين الطرفين غير واضح يعرف بالتأمّل فيه وهي ساتريّة الكرم كالرداء عرض صاحبه، أي أن كرمه يستر معايبه.
الإستعارة باعتبار الملائمات
وتنقسم الإستعارة باعتبار ذكر ملائم المستعار منه أو ملائم المستعار له، وعدم ذكرها، إلى ثلاثة أقسام:
1 ـ المطلقة، وهي مالم تقترن بما يلائم أحدهما، أو اقترنت بما يلائمهما معاً.
فالأول، نحو قوله تعالى: ينقضون عهد الله.
والثاني، نحو:
لدى أسد شاكي السلاح مقذّف ******* له لبدٌ أظفاره لم تقلَّم
فشاكي السلاح للرجل، وله لبد ـ الخ ـ للأسد.
2 ـ المرشَّحة، وهي ما قرنت بملائم المستعار منه، نحو: (أسد له لبد أتاك .. ).
3 ـ المجرّدة، وهي ما قرنت بملائم المستعار له، نحو: (أسد شاكي السلاح .. ).
المجاز المركب بالإستعارة
تقدم أن المجاز إما مرسل وإما استعارة، وكل واحد منهما إما مفرد أو مركّب، وسبق الكلام حول المفرد من الاستعارة، وسنتكلم عن المركب من الاستعارة هنا.
والمجاز المركّب بالإستعارة التمثيلية: هو الكلام المستعمل في غير معناه الموضوع له، لعلاقة المشابهة، كقولهم للمتردّد: (أراك تقدّم رجلاً وتؤخّر أخرى) تشبيهاً بالمتردّد في السير، وقولهم لمن يريد أن يعمل ما لا يقدر عليه وحد: (اليد لا تصفّق وحدها) تشبيهاً له باليد الواحدة.
هذا في النثر، وفي الشعر أيضاً ورد ذلك نحو قوله:
إذا جاء موسى وألقى العصى ****** فقد بطل السحر والساحر
ونحو قوله:
متى يبلغ البنيان يوماً تمامه ******* إذا كنت تبنيه وغيرك هادم
¥